الإثنين 29/أبريل/2024

اقتحام الأقصى في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل.. حرب مفتوحة ودعوات للرباط

اقتحام الأقصى في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل.. حرب مفتوحة ودعوات للرباط

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

في عدوان صهيونيّ همجي، اقتحم 2180 مستوطناً الخميس المسجد الأقصى يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بحماية معززة من شرطة الاحتلال الخاصة، إحياء لما يسمونه ذكرى “خراب الهيكل”.

الاقتحامات جاءت على شكل مجموعات كل مجموعة فيها 100 مستوطن، اقتحموا من جهة باب المغاربة، يتقدمهم وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، و”النقب والجليل” يتسحاق فاسرولاف.

وقال “ابن غفير” أمام الكاميرا: “هذا المكان هو الأهم بالنسبة لنا. نحتاج للعودة إليه وإظهار هيبة حكمنا فيه”، على حد تعبيره.

ونظم المستوطنون جولات استفزازية في المسجد وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم، وأدى بعضهم طقوسًا تلمودية بالجهة الشرقية من المسجد وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروه من جهة باب السلسة.

وذكرت مصادر مقدسية أنّ الاقتحام تخلله أداء “السجود الملحمي” ورقص وغناء داخل باحات المسجد، في تحدٍ واستفزاز صارخ لمشاعر المسلمين.

وقبيل وأثناء الاقتحام انتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل باحات المسجد الأقصى وقيدت حركة المصلين فيه، كما منعت أعداداً من الشبان والمصلين الفلسطينيين من الدخول إلى هناك خلال عملية الاقتحام.

استفزاز ومحاولة لإظهار سيادة الاحتلال

 الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، قال إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير برفقة مئات المستوطنين للمسجد الأقصى، وإدلائه بتصريحات حول أهمية المسجد للشعب اليهودي يشكل استفزازًا، ومحاولة لإظهار سيادة الاحتلال المنقوصة على المسجد.

وأوضح أبو دياب، في حديث صحفي، أن المسجد المبارك يشهد منذ الصباح اقتحامات مكثفة للمستوطنين، وأعمال استفزازية وصلوات جماعية في باحاته، وخصوصًا بالمنطقة الشرقية منه، مما يشكل انتهاكًا صارخًا، واستفزازًا لمشاعر المسلمين.

وأضاف أن “بن غفير قال خلال اقتحامه إن هذا المكان يمثل أهم مكان للشعب اليهودي، ما يُدلل على أن هذا المكان ليس للمسلمين، بل مقدس لليهود”.

وتابع: “رغم تواجد أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال داخل الأقصى وفي محيطه لتأمين اقتحامات المستوطنين، إلا أن هذا يعني أن لا سيادة لهم على المسجد المبارك إطلاقًا”.

ورأى أن بن غفير يريد تحقيق مكاسب سياسية، في ظل الأزمات الداخلية التي تعانيها حكومته اليمينية المتطرفة، وصرف النظر عما يجري بالشارع الإسرائيلي.

وأكد أبو دياب أن “جماعات الهيكل” تريد من حكومة الاحتلال البدء ببناء “الهيكل” المزعوم مكان الأقصى، لذلك رفعت شعار “لنتوقف عن البكاء ونبدأ بالبناء”، لأجل حث المتطرفين على اقتحام المسجد بذكرى “خراب الهيكل”.

وأشار إلى أن اقتحامات الأقصى لا يمكن فصلها عما يجري داخل الكيان، لأن الاحتلال دائمًا ما يحاول تصدير أزماته للقدس والفلسطينيين.

وشدد على أن التواجد والرباط بالأقصى حق شرعي وديني، للتصدي لاقتحامات المتطرفين ومخططاتهم التهويدية بحق المسجد، لكن “هناك تقصير واضح من أهل القدس وفلسطين إزاء الأقصى”.

جزء من حرب مفتوحة

أما خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري فقد قال إنّ استغلال الجماعات الاستيطانية المتطرفة للأعياد اليهودية؛ ليس أمرا جديدا، “فهي دائما تعمل على تسخير هذه المناسبات للانقضاض على المسجد وواقعه”.

وأكد الشيخ “صبري” في تصريح صحفي أن ما يجري في “الأقصى” ومحطيه هو جزء من حرب مفتوحة وغير مسبوقة تشنّها العصابات الإسرائيلية، بدعم وتأييد من حكومة الاحتلال المتطرفة.

وأوضح أن الهدف الرئيسي من هذه الحرب الممتدة هو إنهاء فكرة وجود المسجد الأقصى، وإعلان القدس عاصمة يهودية لكل يهود العالم.

ونبّه إلى أنّ الاحتلال بات يُسيّر مسيرات الأعلام بشكلٍ دوري في أزقة القدس بعدما كانت تُنظم مرة أو مرتين سنويًا؛ ليُثبت سيادته الوهمية على المسجد الأقصى، محذرًا من مخاطر وضع  الأقصى مجددا على بازار الخلاف السياسي الإسرائيلي، وجعله شماعة ليوحد عبره الاحتلال صفّه.

وفي ضوء ذلك دعا “صبري” إلى شدّ الرحال بشكل دائم ومستمر إلى باحات المسجد، مضيفا: “الرباط لا يحتاج مواسم أو أوقات بعينها، فالأقصى مهدد بشكلٍ غير مسبوق، ويتعرض لحرب وجودية”.

وشددّ على ضرورة استنهاض الأمة للقيام بدورها، فالتاريخ لن يرحم صمت أي طرف تجاه ما يجري في باحات المسجد الأقصى.

إرهاب دولة

وفي الأثناء، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، إنّ ما يجري في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه من اقتحامات ومسيرات استفزازية، “إرهاب دولة وحرب غير مسبوقة”.

وأكد المطران حنا في حديثٍ صحفي أنّ الانتهاكات التي تُرتكب بحق القدس والأقصى تأتي استكمالًا لمسلسل الأربارتايد العنصري، الذي تمارسه حكومات الاحتلال اليمينية بحق أبناء شعبنا ومقدساتهم.

وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو أصبحت تُنفذ الانتهاكات عبر أذرعها المختلفة، بعدما كانت في السابق تدعمها فقط، موضحًا أنّ الهدف منها النيل من هوية القدس وطابعها لصالح يهودية الدولة.

وقائع جديدة

من جانبها، أكدت المرابطة خديجة خويص أن ما يجري من انتهاكات وممارسات استفزازية، محاولات لفرض وقائع تهويدية جديدة بالمسجد الأقصى وترسيخ فكرة “متى أردنا الاقتحام فعلنا”.

وأضافت أنّ الاحتلال يسعى دائمًا لرسم صورة النصر الوهمي وتأكيد مزاعم سيادته على مدينة القدس والأقصى، عبر الاستعراضات العسكرية الكبيرة، والاقتحامات التي يتخللها استفزازات لمشاعر المسلمين.

وحذرت خويص من خطر شديد مقبل على المسجد الأقصى، موضحةً أن كل السياسات الإسرائيلية المتمثلة بالتدمير والهدم والاستيطان، واستهداف السكان بالتهجير، والمرابطين بالإبعاد، كلها تقود لهدف واحد، هو تهيئة الظروف لهدم الأقصى واستبداله بالهيكل المزعوم.

إمعان بالحرب الدينية

من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، إن اقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى هو تأكيد وإمعان في الحرب الدينية المعلنة على المسجد.

وأكد حمادة على أن “شعبنا الفلسطيني لن يكل ولم يمل من مواجهة المحتل، وإذا اغتر الاحتلال بعدوانه على الأقصى فهو واهم”.

وشدد على أن “شعبنا الفلسطيني سيكون للاحتلال ومستوطنيه بالمرصاد وسيعلم قريباً عظيم تقديره عند ظنه أن الأقصى ممكن أن يكون في يوم من الأيام مستباح”.

واعتبر أن تواجد المرابطين في المسجد الأقصى هو بحد ذاته إحباط لمخططات ومشاريع الاحتلال الرامية لتهويد القدس والأقصى.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات