الإثنين 29/أبريل/2024

لقاء الأمناء العامين.. ما الذي يمكن تحقيقه؟ وهل يبدد الاعتقال السياسي الآمال؟

لقاء الأمناء العامين.. ما الذي يمكن تحقيقه؟ وهل يبدد الاعتقال السياسي الآمال؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أيام قليلة تفصلنا عن لقاء طال انتظاره، وتعددت الدعوات سابقاً لأهمية انعقاده، لقاء الأمناء العامين في القاهرة، يحمل أهمية استثنائية هذه المرة، كما يقول كثير من الساسة والمتابعون، لانعقاده في وقت تشتد فيه الهجمة الصهيونية على الضفة المحتلة، وتتصاعد المقاومة فيها ويشتد عودها، وتتعالى الأصوات المنادية بأهمية الاتفاق الداخلي الفلسطيني على استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال ومقاومة إجرامه ومشاريعه التصفوية.

ولا يمكن لمتابع أن ينكر وجود حالة من التشاؤم الشعبي حيال اللقاء المرتقب، استناداً إلى نتائج اللقاءات والاجتماعات السابقة، لكنهم يبقون الباب موارباً لأمل طال انتظاره بالوحدة والاتفاق على آليات للوحدة ومواجهة الاحتلال.

ويزيد من حالة عدم الثقة بقدرة هذه الاجتماع على تغيير الواقع الداخلي الفلسطيني، ما يستمر وقوعه في الضفة المحتلة من اعتقالات سياسية لا تتوقف تنفذها أجهزة السلطة بحق مخالفيها، من الطلبة والمقاومين والأسرى المحررين والناشطين والكتاب وأصحاب الرأي.

رغم ذلك، ما الذي يريد الفلسطينيون تحقيقه من وراء هذا اللقاء؟، وهل هناك أجندة واضحة يريد المجتمعون تحقيقها وبحثها خلال اللقاء؟

إسناد المقاومة

مسؤول مكتب العلاقات العربية والإسلامية والصين بالجبهة الشعبية، أبو أحمد فؤاد، قال إنّ انعقاد اللقاء جاء في وقت مهم للغاية، خاصة مع انتفاضة شعبية متصاعدة تشهدها الضفة المحتلة.

وأوضح فؤاد، في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ هذه الانتفاضة تحتاج لإسناد وظهير شعبي يحمي إفرازاتها التي تشكلت على مختلف محافظات الوطن في شماله وجنوبه.

وأكدّ أنّ ذلك يتحقق عبر تشكيل قيادة وطنية فاعلة تدير الأحداث اليومية وحالة الاشتباك الدائم مع الاحتلال من جهة، وصياغة استراتيجية وطنية قادرة على تفعيل أدوات المواجهة الشاملة من جهة ثانية.

وذكر أن ما تعيشه الضفة “يسجل في بطولات التاريخ العربي، فهي بطولات تتعاظم يوما بعد يوم”.

وأشار إلى أنّ المستوى التي وصلت إليه الضفة غير مسبوق، “تفرض ضرورة تحقيق وحدة سياسية وميدانية”.

قيادة سياسية موحدة

مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية القيادة العامة أنور رجا، يأمل أن يفرز اللقاء قيادة سياسية موحدة، تستند على إعادة تأسيس وإصلاح منظمة التحرير بوصفها المرجعية السياسية.

وقال رجا، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن الاختبار الأساسي لهذا الاجتماع يتمثل في قدرته أولا على ترجمة قرارات مؤسساته السابقة، والعمل على إعادة تفعيل هذه المؤسسات، وإنتاج مؤسسات وطنية قادرة على تأدية دورها من خلال التوافق الوطني.

وأوضح أن تكرار النماذج السابقة من الحوارات، سيضع الجميع أمام صورة سلبية لن يتقبلها الشارع الفلسطيني؛ لهذا الجميع حذر من خطورة الفشل المحتمل لهذه اللقاءات في ظل استمرار رغبة السلطة الفلسطينية الاعتقال السياسي.

وذكر أن هذه الاعتقالات مؤشر واضح بأن السلطة لا ترغب بالتنازل عن رؤيتها ونهجها الأمني والمرتبط بشكل موثوق بالتنسيق الأمني.

فشل مسبق

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، سعيد نخلة، قال إنّ لقاء الأمناء فشل سلفا عبر الاعتقالات السياسية التي تصر عليها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضح نخلة، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أنّ هذه الاعتقالات أفسدت الأجواء المسبقة التي يفترض فيها أن تعمل القوى على صوغ جدول أعمال وطني، قادر على رسم استراتيجية فاعلة من شأنها إنجاح مقررات اللقاء.
وأكدّ نخلة أن المكتب السياسي للحركة الذي يمثل المستوى الرسمي الأعلى، اشترط وربط بشكل واضح الإفراج عن المعتقلين ليتسنى للحركة المشاركة، “كيف سيجلس الوفد الذي يمثل السلطة الفلسطينية مقابل الفصائل التي يعتقل أبنائها؟!”

وشددّ أنه لا مجال لمنح فرص إضافية لمنهج التسوية، مضيفا: “الميدان فرض نفسه والأحداث اليوم غير قابلة للاحتواء”.

جهود حماس واللقاءات المسبقة

رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة “حماس” وعضو مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق، كشف عن لقاء جمع قيادة حركته مساء أمس الثلاثاء، برئيس السلطة محمود عباس في تركيا.

وأكد أبو مرزوق ، أن اللقاء الذي يعقد في أنقرة، جاء بطلب من حركة فتح.

وقال: “اتصلت قيادات من مركزية فتح وعرضت لقاء بين حماس وأبو مازن، وبينت أن الأخ أبو مازن يرغب في لقاء قيادة الحركة في تركيا، وقد رحبنا باللقاء حرصًا منا على التشاور في عدة قضايا تتعلق بالمأزق الوطني الفلسطيني، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية”.

وأوضح أبو مرزوق أن هذه سياسة “حماس” المتمثلة في الحرص على لقاء جميع الأطراف في الساحة الوطنية الفلسطينية، “وهذا هو الأصل في علاقاتها على المستوى الوطني”.

ولفت في تصريحات صحفية، إلى أن اللقاء سيتناول رؤية حركته لإنجاح اجتماع الأمناء العامين، أملًا في إيجاد صيغة وطنية مشتركة توحّد فيها الجهود الفلسطينية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية من قبل الاحتلال، والتفاهم على خارطة طريق للخروج أزماتنا الوطنية، وسبل توفير بيئة مواتية لإنجاحه.

والاثنين المنصرم، أعلنت حركة حماس، عن عقدها عدة لقاءات ثنائية مع فصائل فلسطينية؛ لبحث سبل إنجاح اجتماع الأمناء العامين المزمع تنظيمه في القاهرة نهاية يوليو الجاري.

والتقى وفد من الحركة، وفق بيان لها، مع وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام زياد النخالة، ووفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة برئاسة الأمين العام طلال ناجي.

وأوضحت أن مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس، حسام بدران، أجرى مشاورات واتصالات مع باقي الفصائل والقوى الوطنية، وعدد من قيادات الفصائل بينهم نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر، والأمين العام للمبادرة الوطنية الرفيق مصطفى البرغوثي، وعدد من القيادات الوطنية والشخصيات المستقلة.

وركزت اللقاءات والمشاورات على الاتفاق على مخرجات وطنية عملية للقاء القاهرة المرتقب ترتكز على المقاومة الشاملة للعدو الصهيوني، وتوحيد الصف الوطني في مواجهة الاحتلال والاستيطان والحكومة الفاشية برئاسة نتنياهو.

ووفق بيان حماس، فقد تناولت اللقاءات مخاطر الحالة الفلسطينية بشكل عام في ظل وجود حكومة صهيونية متطرفة، وتصاعد جرائم القتل والاستيطان والاعتداء على مقدساتنا وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.

وقالت حماس: “أكدت كل الفصائل والقيادات الفلسطينية على تجريم سياسة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة، مشددين على وجوب الإفراج عن جميع المعتقلين ووقف هذه السياسة الآثمة كبادرة حسن نية لإنجاح اجتماع القاهرة”.

وتبقى الأنظار شاخصة إلى القاهرة يوم الأحد المقبل الثلاثين من الشهر الجاري، والأمل معقود بأن يستطيع القادة الفلسطينيون الاتفاق على استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة لمواجهة الاحتلال الصهيوني، والتصدي لمخططاته الإجرامية بحق الإنسان والأرض والمقدسات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات