عن المؤتمر الوطني لشباب فلسطين
كنا ثلاثة أو نزيد من ذوي الشيب مشاركين في مؤتمر الشباب هذا، وللحق فإنني لم أشعر لساعة أنني فوقهم عمرا وأزيد في تعداد السنين ضعف سنوات حياة أحدهم، ولا أحسب الأستاذ منير شفيق الذي حضر كل مناشط المؤتمر إلا هكذا، وذلك أن المرء إنما ينظر إلى محل الحيوية والنشاط الذي يتقدمه فيظل يتابعه ويجاري نهره لينهل منه ويستمد المدد فيطول عمر روحه بتعلّقه، وكان أستاذنا أبو فادي منير يقول لنا إن الحكمة أن تتبع الشباب لا الشيوخ، وأن التجربة إنما تنضج باستمرار التجربة وتراكمها وليس بالتوقف عنها وادعاء الامتلاء بها، وقال إن الحياة إنما تستمر بالتواضع لها والبقاء خلفها أثناء تقدمها.
كنت سعيدا وأنا أرى تلك الهمة في اللجنة التحضيرية، وكنت أدعو لكل واحد منهم باسمه المعلق على صدره وأشجعهم بكلمات بينما أرى ذبول أعينهم من الرهق وطول السهر ومتابعة التفاصيل والجري وراء إتمامها، وكنت أبتسم وأنا أرى أحدهم يرتمي على كرسي منزوٍ يبحث عن غفوة سكينة يستعيد بها طاقته.
كانوا يتعلمون من بعضهم، ويتشاورون في كل أمرهم، ويستوعبون غفلات بعضهم، ويسارعون إلى تغطية ما يظهر من انكشافات غير مقصودة أو فجوات نسوا ردمها في زحمة انشغالهم، ويتخافتون في معاتباتهم لبعضهم، وكأنهم في منظومة منسوجة تتعانق انعقادات خيوطها في انسجام.
لقد اشتغلنا دهرا طويلا فيما يتعانونه اليوم، أعرف مهمة كل واحد بإيقاعه الساكن أو المتحرك، وفي مربع حركته وزاويتها، ولم يكن صعبا أن تعرف رتبة كل عامل ومسؤوليته من ملاحظة دوره: فلان هذا في الاستقبال، وتلك في الإعلام، وذاك في النظام، وتيك في السكرتارية… ولا يفوتني النظر في أنماط عيون المتابعين للأعمال الذين يرقبون المشهد ويتابعونه من بعيد ويتدخلون في لحظة الاستدراك.
نحو مائة وخمسين شابا وشابة كانوا في هذا المؤتمر الذي يحاول اقتحام مسار لم ينفتح من قبل على الوجه الذي يقصدونه من أجل قضيتهم التي ينغمسون بالتزامها، كانوا يجتهدون: فيصيبون ويخطئون، ويتقدمون وينحازون، ويسارعون ويترددون، ويناورون ويجادلون.
وكنت أقول لبعض رفاقي: إنهم يتعلمون ويكبرون في لحظتهم فلا توقفوهم ولا تراجعوهم الآن !فسيعرفون قبل أن تعرّفوهم، وسيجلسون للتلاوم والاستدراك والإصلاح والتعديل قبل أن تتابعوا عليهم نقدكم.
فبورك للمؤتمر الوطني لشباب فلسطين في مجمعهم ومؤتمرهم، وكل أحد ناقد أو مخاصم فإنما ينتظر منكم الخطوة التالية البانية على تأسيسكم، فأروهم حسن تدبيركم وانفتاح بصيرتكم وصواب تقديركم فعلاً وقولاً، ومبادرةً واقتحاماً، وأرونا آثاركم وشواهدكم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الصحة: إغلاق معبر رفح يحول دون سفر آلاف المرضى والجرحى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة الدول التي تعهدت وطلبت قوائم المرضى والجرحى بالإيفاء والالتزام بتعهداتها والعمل العاجل...
القسام يفجر دبابة ويشتبك مع جنود الاحتلال شرق رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام تصدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة شرق رفح، واستهدفت دبابة واشتبكت مع...
حماس: اقتحام معبر رفح يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود وقف إطلاق النار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون...
الفصائل : احتلال وإغلاق معبر رفح يُهدد مسار المفاوضات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إن احتلال وإغلاق معبر رفح البري وكرم أبو سالم التجاري وتنفيذ عمليات عسكرية برية...
الداخلية: معبر رفح منشأة مدنية وإغلاقه تكريس للعقاب الجماعي
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح البري جنوب قطاع غزة فجر اليوم؛ والسيطرة...
الإعلام الحكومي: إيقاف إدخال المساعدات وإغلاق المعابر يفاقم الوضع الإنساني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمّد تأزيم الوضع الإنساني بإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري...
6 مجازر و54 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل جراءها للمستشفيات 54 شهيدا و96...