عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

حضر عباس لمخيم جنين.. وهتف الشعب لكتيبة المقاومة!

حضر عباس لمخيم جنين.. وهتف الشعب لكتيبة المقاومة!

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام

غاب المواطنون واحتشد عناصر الأمن في استقبال رئيس السلطة محمود عباس في مخيم جنين، في حين دوى هتاف كتيبة كتيبة ليعلن بوضوح حاسم بوصلة المخيم.

عبر مروحية أردنية وصل عباس برفقة عدد من قادة أجهزة الأمن ومسؤولي السلطة، إلى مخيم جنين بعد 10 أيام من اندحار قوات الاحتلال عن المخيم إثر معركة باسلة خاضها المقاومون موحدون، واستشهد فيها 12 مواطنًا، وأصيب قرابة 140 بجروح.

وأثار وصول عباس عبر مروحية حالة من الانتقاد الشعبي؛ إذ تساءل مواطنون لماذا لم يتنقل عبر شوارع الضفة ليعيش معاناة شعبنا من حواجز الاحتلال المنتشرة في كل مكان؟.

حراسة أمنية كبيرة

منذ وقت مبكر وصلت قوة أمنية كبيرة من حرس الرئاسة تعدادها يصل إلى نحو ألف عنصر أمني انتشرت في المخيم والمدينة لتأمين الزيارة، وسط تساؤلات من بعض المواطنين: لماذا يحتاج رئيس لهذا العدد الكبير من عناصر الأمن ليزور إحدى محافظات بلده؟.

وتساءل الشاب عامر حميد: لماذا كل هذه القوة الأمنية؟ مضيفًا: ليتنا رأينا كل هذه القوات في مواجهة الاحتلال عندما اجتاحت المخيم، أو حتى رأيناه تصد اعتداءات المستوطنين في أحياء الضفة.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: مهما كان أهل المخيم غاضبون؛ فإن من يزوره لن يكون بحاجة لحماية؛ خاصة إن كانت زيارته في إطار الدعم والمساندة.

وفي السياق جاء تعليق الناشط رائد علي: أن الأجهزة التي ما ظهرت خلال الاجتياح انتشرت بكثافة في المخيم لحماية عباس.

وهذه الزيارة الأولى لعباس لجنين منذ 11 عامًا عندما زار في يوليو/ تموز 2012، منزل عائلة محافظها الأسبق قدورة موسى ليعزي بوفاته.

وقبل ذلك زار المدينة في أكتوبر/ تشرين الأول 2009، حين شارك في حفل تخرج بالجامعة الأميركية، قبل أن يحد من تحركاته الداخلية ويقصرها تقريبا على مقر المقاطعة في رام الله ومحيطها.

الرايات على مدخل المخيم

وقبل وصول عباس، عملت أجهزة أمن السلطة على إنزار رايات حماس والجهاد الإسلامي من مدخل المخيم ووضعت رايات لحركة فتح، ورفعت المزيد من الأعلام الفلسطينية.

وقال المواطن طارق خليل: كلنا نستظل بالعلم الفلسطيني ونحبه ونرفعه، ونؤيد رفعه في كل مكان، ولكن لا نرى من اللائق كثيرًا إنزال رايات الفصائل من مدخل المخيم لإظهار صورة غير حقيقية عن توجهات الناس، مشيرًا إلى أن أبناء حماس وسرايا القدس وكتائب الأقصى وأبو علي مصطفى وكل المقاومين كانوا يدًا وحدة، وامتزجت دماؤهم في معركة الدفاع عن المخيم، وجميعهم يحترمون انتماءاتهم الفصائلية وانتماءهم الأكبر للوطن والقضية.

إلغاء اللقاء مع أهالي المخيم

وقبيل وصول عباس، أعلن محافظ جنين إلغاء اللقاء الذي كان مقررًا بين عباس مع “الفعاليات الرسمية والشعبية”، دون إعلان رسمي عن سبب الإلغاء.

وقالت مصادر: إن الإلغاء جاء عقب اعتذار معظم أهالي الشهداء عن الحضور، والخشية من ردات فعل غير محسوبة، بسبب حالة الاحتقان والغضب داخل المخيم من سياسة الإهمال التي يعاني منها المخيم منذ سنوات.

وخلال تشييع شهداء المخيم، طرد شبان من المخيم وسط هتافات مدوية برة برة، قياديين من اللجنة المركزية لحركة فتح؛ كتعبير عن الغضب من موقف السلطة من العدوان ومن ملاحقة المقاومين.

ولاحقًا وصل عدد من أعضاء اللجنة المركزية للمخيم والتقوا عددًا من مقاومي كتيبة جنين؛ لمحاولة تخفيف تأثيرات عملية الطرد.

وبدلاً من لقاء أهالي المخيم، التقى عباس قادة أجهزة الأمن، وسط خشية أن يكون ذلك مؤشرًا على أبعاد أمنية قادمة.

براءة الأطفال تهتف للكتيبة

وببراءة وعفوية، ردد مجموعة من الأطفال الذين اعتلوا دورية لأمن السلطة خلال تأمين الزيارة، كتيبة كتيبة.

وعاد الهتاف ليتكرر بقوة أكبر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عباس في ساحة المخيم، حيث قوطع عدة مرات بهتاف كتيبة كتيبة، رغم حضور قلة من المواطنين وسط الأعداد الكبيرة من عناصر الأمن الذين احتشدوا بملابسهم الرسمية والمدنية في منطقة عقد المؤتمر.

وكان لافتًا غلبة عناصر الأمن بالزي الرسمي، فضلا عن احتشاد كبير لعناصر الأمن بالزي المدني، في استقبال عباس، ليكون العدد الأقل هو من المواطنين.

ازدواجية الخطاب

وخلال كلمته اكتفى عباس بإعلان مبدأ الصمود في وجه الاحتلال ومطالبته أن “يحل عنا”، في وقت لوّح بالقوة في الإطار الداخلي، قائلاً: جئنا لنقول إننا سلطة واحدة، دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه.

ولم يكن غريبًا إثر هذا التصريح، أن يردد من حضر من أهل المخيم كتيبة كتيبة، وفق المواطن عزيز عبد المجيد؛ لأن الجمهور يفهم أن هذا الكلام وإن كان في إطاره الصحيح جميلاً وصحيحًا؛ إلاّ أنه يحمل نبرة تهديد.

وأوضح عبد العزيز في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشعب يؤمن أن وحدة واستقرار شعبنا في الالتفاف حول مقاومته ومواجهة الاحتلال، وأن مدخل العبث بوحدة شعبنا وأمنه، هو عبر اعتقال المقاومين ونزع سلاحهم، كما فعلت أجهزة السلطة خلال الأيام الماضية في عدة مدن بالضفة الغربية، وفق عبد المجيد.

وعدّ الكاتب ياسين عز الدين في تعليق له على تويتر، تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” تصريح عباس، تهديدا مباشرا وواضحا للمقاومة وجميع أحرار شعبنا البطل، وقال: هذا الهدف الوحيد من الزيادة التهديد والوعيد.

وخلال زيارته اكتفى عباس بوضع إكليل من الورود في مقبرة الشهداء، وعقد مؤتمره الصحفي في ساحة المخيم، دون التجول في أرجائه وبين شوارعه ومنازله التي دمرتها قوات الاحتلال وشردت سكانها منها، ليغادر سريعًا عبر المروحية التي قدم بها، بعد أقل من ساعة ونصف من وصوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات