الجمعة 26/أبريل/2024

محسن صالح: تحرير فلسطين يتحقق بمشروع وحدوي نهضوي

محسن صالح: تحرير فلسطين يتحقق بمشروع وحدوي نهضوي

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

قال محسن صالح، المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات إن مشروع تحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مشروع وحدوي ونهضوي ومن خلال تعبئة طاقات الأمة دعما لفلسطين وتكاتفها معها.

وحدد صالح في مقابلة خاصة اليوم الأربعاء، مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أربع مرتكزات تدعم دعوة خالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج لرفع شراكة الأمة في المعركة مع الاحتلال، أولها أن فلسطين قضية أمة، ووصول الحال في فلسطين إلى فرض العين لإزالة الاحتلال جراء تصاعد العدوان، ووصول المشروع الصهيوني إلى أقصى حالات علوه ودخوله في مراحل متقدمة من تهويد القدس والأقصى، إلى جانب تجارب التاريخ الفلسطيني في الشراكات في الحروب والثورات السابقة.

وشدد على ضرورة أن تعود هذه القضية لأصلها وتوسيع دائرتها حتى تتسع دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني.

ورأى أن زيارات قيادة حماس المتكررة للعديد من الدول في الآونة الأخيرة، تعكس حجم ووزن حماس في الشأن الفلسطيني، وتعبر عن حالة الإحباط السائدة تجاه مسار التسوية السلمية، وتجاه أيضا فشل قيادة منظمة التحرير والسلطة في أن تملأ الفراغ السياسي.

وقال: هناك درجة من الثقة في الشعب الفلسطيني بهذا الخط، وهناك قدرة جيدة على التواصل وإثبات المصداقية لدى البلدان العربية من هذه القيادة التي تعبر بصدق وأمانة عن التيار الواسع في الشعب الفلسطيني.

  • الدكتور محسن صالح، أردني (من أصل فلسطيني)، مواليد عنبتا، سنة 1960.
  • حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر سنة 1993.
  • يعمل حالياً مديراً عاماً لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت منذ 2004.
  • متخصص في الدراسات الفلسطينية؛ تاريخياً، وسياسياً، واستراتيجياً، محرر التقرير الاستراتيجي الفلسطيني السنوي بمركز الزيتونة.
  • الفائز الأول بجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان سنة 1997.
  • الفائز بجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سنة 2002.
  • مؤلف ومشارك في إعداد وتحرير عشرات الكتب ومئات المقالات المتخصصة بالشأن الفلسطيني.

وحول حالة المقاومة في الضفة؛ أشار إلى أنها في تصاعد؛ وهناك فرص كبيرة لاتساع مع إيجاد وتوسع البيئة الحاضنة لها، خاصة مع فشل مسارات التسوية السلمية وتأكد القناعات أن العدو لا يفهم إلاّ لغة المقاومة ولغة المقاومة المسلحة.

وبيّن أنه إذا تمكن شعبنا من تجاوز عنق الزجاجة كما حدث في جنين في الأسبوعين الأخيرين؛ فإن هذا قد يفتح فرصًا أفضل وأكبر لأن تستفيد المقاومة من تجربتها وتعزز حضورها في الوسط الفلسطيني، وتنتشر في المناطق الفلسطينية.

وأشار إلى أن هناك تحديا وسباقا مع الزمن وعلى فصائل المقاومة أن تتكاتف وأن تتعاون وأن تتناقل خبرتها لتسطيع أن تثبت هذه الظاهرة لتعبر بحق عن حالة المقاومة وعن طبيعة الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال.

وشدد على أهمية فكرة وحدة الساحات في المواجهة مع الاحتلال دون المبالغة في التعامل معها، مقدرًا أنه يفترض أن الذين يقودون العمل المقاوم يحددون مجموعة معايير وأولويات على أساسها تتم فيها مشاركة الساحات.

فيما يلي نص المقابلة:

شراكة الأمة في المعركة مع الاحتلال

كيف تقرأ دعوة خالد مشعل من الجزائر لرفع وتيرة شراكة الأمة في المعركة مع الاحتلال، وقوله: إن الدم العربي والإسلامي يجب أن يراق جنباً إلى جنب مع الدم الفلسطيني على أرض القدس وفلسطين؟

هذا في جوهره عودة للفهم الأصيل لقضية فلسطين، والفهم الأساس الذي بنيت عليه حركة حماس، أنها حركة إسلامية مجاهدة، والفهم الإسلامي يقوم على أن فلسطين قضية أمة، ومسؤولية الأمة تجاه فلسطين خاصة بعد الوضع الذي وصلت إليه.

كما أن الحال في فلسطين جراء الاحتلال وسياساته العدوانية المتصاعدة، وصل إلى وضع فرض العين للتخلص منه، وبالتالي كل مسلم في العالم وضمن العالم العربي، ينبغي أن يقوم بكل ما يستطيع من أجل فلسطين والشراكة في تحريرها كل حسب استطاعته.

ومن الناحية الواقعية المشروع الصهيوني وصل إلى أقصى غاياته وحالات علوه، والآن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأشرس والأسوأ في تاريخه منذ إنشاء هذا الكيان، ودخلت في مراحل متقدمة جدًا في تهويد القدس والمسجد الأقصى، ومحاولة شطب الملف الفلسطيني.

بالتالي يجب رفع وتيرة المقاومة في وجه هذا العدو، وليس فقط إيقاع العبء على الشعب الفلسطيني، إنما تكون قوة مقابلة لهذا العدو، وهذا لا يتم إلاّ بتضافر جهود كل العرب والمسلمين وأيضًا البعد الإنساني.

ولا غرابة في ذلك كل، التجربة في قضية فلسطين تشير إلى وجود شراكات في هذه القضية ضد المشروع الصهيوني، سواء خلال الحروب أو خلال الثورات وفصائلها، وأظن أنه يجب أن تعود هذه القضية لأصلها؛ حتى تتسع دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني.

دلالة التوقيت

ولكن ما دلالة هذه الدعوة في هذا التوقيت؟

دلالة التوقيت مرتبطة بخطورة المرحلة، المشروع الصهيوني وصل إلى أقصى درجات علوه، والاحتلال يذهب بعيدًا في تهويد القدس والمسجد الأقصى، ويريد أن يستفرد بقضية فلسطين ويحاول عزلها من خلال مشاريع التطبيع والأمة ضعيفة ومفككة وبالتالي الوضع في غاية الخطورة، مع وجود هذه الحكومة المتطرفة، وهو ما يستدي إجراءً من أمتنا في مواجهة هذا المشروع.

أيضا نتائج التجربة تستدعي ذلك، فتجربتنا عبر عشرات السنوات الماضية، تقول إن أبناء فلسطين لا يستطيعون وحدهم فقط تحمل مسؤولية مواجهة مشروع عالمي مدعوم من قوى كبرى. ولا يمكن لمشروع تحرير فلسطين أن يتحقق إلا من خلال مشروع وحدوي ونهضوي ومن خلال تعبئة طاقات الأمة دعما لفلسطين وتكاتفها معها.

آليات نصرة فلسطين

عمليًّا كيف يمكن تطوير آليات نصرة الأمة لفلسطين وفي أي المجالات؟

تبدأ بالشعور بالمسؤولية؛ لأن فلسطين مسؤولية كل مسلم، وكل عربي؛ بل ومسؤولية إنسانية لكل إنسان يريد الحق والعدالة والحرية على هذه الأرض. ثم بعد ذلك ندخل في واجب النصرة كل حسب ظروفه وطاقته وإمكاناته، بدءًا من الدعاء، والتوعية والتثقيف، والأنشطة: الإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، والدعم المالي، وصولا إلى ذروة السنام وهو الجهاد؛ وهذا يرتبط بظروف كل بلد وكل شخص وحسب مقتضيات المرحلة والحاجة لذلك؛ بحسب ما تقتضيه المصالح العامة والمصالح العليا لمشروع الجهاد.

زيارات حماس للدول

الملاحظ بالآونة الأخيرة حركة زيارات لقيادة حماس لعدة دول، ومحاولات لإعادة ترتيب العلاقات مع بعضها.. ما دلالة ذلك؟ وأهميته؟ وهل فعلاً يعكس حدوث تغيرات في المشهد الإقليمي؟

تعكس هذه الزيارات حجم ووزن حماس في الشأن الفلسطيني، وتعبر عن حالة الإحباط السائدة تجاه مسار التسوية السلمية، وتجاه أيضا فشل قيادة منظمة التحرير والسلطة في أن تملأ الفراغ السياسي، وأن تقوم بالدور المنوط بها في إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل دورها. بالتالي الجانب العام مرتبط أن خط المقاومة هو الخط الذي يقبل عليه الشعب الفلسطيني، ويلتف حوله، والذي أثبت جدارته وفعاليته على الأرض. كما أن قادة حماس وإخوانهم في فصائل المقاومة، فتحوا صدروهم لأي ترتيبات وتوافقات فلسطينية، وظهر أمام الجزائر أنهم ليسوا الطرف المعطل لأي مصالحة حقيقية تقوم على الثوابت وعلى خدمة الشعب الفلسطيني، وبالتالي هناك درجة من الثقة في الشعب الفلسطيني بهذا الخط، وهناك قدرة جيدة على التواصل وإثبات المصداقية لدى البلدان العربية من هذه القيادة التي تعبر بصدق وأمانة عن التيار الواسع في الشعب الفلسطيني.

تصاعد المقاومة في الضفة

هناك تصاعد لحالة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بأشكال متعددة .. ما السيناريوهات المتوقعة لهذه الحالة؟

وتيرة المقاومة تصاعدت في العامين الأخيرين؛ مع اتساع الالتفاف حول خط المقاومة، وانسداد مسارات التسوية السلمية، ووجود حكومة صهيونية في قمة التطرف منذ تأسيس الكيان الصهيوني، ووجود بيئة حاضنة تحتضن هكذا مجموعات مقاومة خصوصا في الضفة تحت الاحتلال. هناك بيئة مقاومة طيبة لكنها في الوقت نفسه تواجه عدوًا شرسًا، وهذه مناطق تحت الاحتلال. كما أن هناك سلطة فلسطينية متعاونة مع الاحتلال وتنسق معه أمنيا، وهناك بيئة عربية متخاذلة وضعيفة، ومسارات الدعم وحالاتها في الوصول لتقديم دعم لوجستي ومادي لاستمرار ظاهرة المقاومة ليست سهلة. بالتالي بقدر ما تتسع حالة المقاومة وتوجد لها بيئات حاضنة بقدر ما يوجد تحديات وصعوبات كبيرة في المضي بها تحت بيئة الاحتلال.

إذا ما تمكن شعبنا من تجاوز عنق الزجاجة كما حدث في جنين في الأسبوعين الأخيرين؛ هذا قد يفتح فرصًا أفضل وأكبر لأن تستفيد المقاومة من تجربتها وتعزز حضورها في الوسط الفلسطيني، وتنتشر حالات المقاومة في المناطق الفلسطينية، وتستمر في مناطق الضفة كما في عرين الأسود بنابلس وغيرها.

هناك نوع من السباق مع الزمن ما بين إثبات المقاومة في الواقع، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الاحتلال إذا أراد اقتلاعها واجتثاثها، بحيث يدخل في معادلة أنها ستبقى أو أنه سيدفع أثمانًا باهظة جدًا إن حاول اجتثاثها. أظن أن هناك تحديا وسباقا مع الزمن وعلى فصائل المقاومة أن تتكاتف وأن تتعاون وأن تتناقل خبرتها لتسطيع أن تثبت هذه الظاهرة لتعبر بحق عن حالة المقاومة وعن طبيعة الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال.

ضعف السلطة

بلا شك أن تصاعد المقاومة بالضفة مرتبط بتصاعد اعتداءات الاحتلال، ولكن هناك من يربطه بضعف السلطة وتراجع تأثيرها، فما تقديراتك؟

منذ أيام انتفاضة الأقصى قبل 20 عاما، وهي تتآكل وتفقد مبررات وجودها خصوصا في موضوع التحول من سلطة إلى دولة فلسطينية على أرض الرابع من حزيران. للأسف في السنوات الماضية انكشف الدور بشكل أكبر وأكبر، لتتحول السلطة إلى أداة وظيفية في خدمة الاحتلال من خلال التنسيق الأمني، أكثر بكثير من كونها أداة لخدمة الشعب الفلسطيني.

هناك حالة انفضاض عن السلطة الفلسطينية وعن دورها الذي تقوم به، وهي في الحضيض من حيث البيئة الشعبية الداعمة لها كما تشير استطلاعات الرأي التي لا تعطيها أكثر من 18-20 %، وكذلك قيادة السلطة، هي في أزمة حقيقية. السلطة الفلسطينية في هكذا أوضاع لا تلبي تطلعات شعبنا تقوم بأدوار قمعية ضد المقاومة تمنع أي تحول انتخابي يعبر عن إرادة الشعب ومؤسساته وبالتالي هي معطلة لجهود الشعب في الداخل والخارج، وهذا الدور السلبي تتحمله هذه القيادة.

هل وصلت إلى حالة ضعف لدرجة أن يعقد الكابينت اجتماعًا لمناقشة آليات إنقاذها؟

نعم هناك حاجة إسرائيلية وأمريكية أن تتابع هذه السلطة دورها في البقاء لأن ذهابها وسقوطها سيتحول إلى بيئة مقاومة لا تستطيع أن تحكمها ولا يعرفون إلى أين تصل. من المبكر الكلام عن سقوط السلطة وانهيارها لكن هذه هو المسار الطبيعي لأي سلطة تنعزل عن شعبها وإرادته وتقوم بأوار تخدم الاحتلال خصوصا في قمع مقاومته.

وحدة الساحات

تزايد في الآونة الأخيرة الحديث عن وحدة الساحات، وظهرت مؤشرات على تطبيق عملي في مايو الماضي، هل نستطيع أن نراهن على أداء كبير لهذه الوحدة في المستقبل؟

وحدة الساحات بحد ذاته شعار يبدو جميلا، ولكن لا ينبغي المبالغة في التعامل معه، ويجب أن يكون هناك واقعية في إنزاله على الأرض؛ بحسب قدرات وإمكانات الساحات، وبحسب طبيعة المعركة التي تخاض، وحسب الظروف التي تدفع للمشاركة، بالتالي لا ينبغي عندما تحدث كل حادثة أن نتحدث عن وحدة الساحات.

يفترض أن الذين يقودون العمل المقاوم يحددون مجموعة معايير وأولويات على أساسها تتم فيها مشاركة الساحات. أما وحدة الساحات على إطلاقها فقد لا تعطي مدلولات دقيقة عن طريقة الشراكة الحقيقية في مقاومة الاحتلال لأنه لا يجب أن نصل للحد الأقصى في كل مرة وفي كل حالة وكل لحظة. هذا قد يستنزف قدرات الشعب الفلسطيني ويستنفذها في غير ضرورة في أوقات قد تكون بحجاة لتوفير طاقتها لأوقات أخرى وإلى ظروف أفضل. بالتالي أظن أن إدارة الإمكانات والطاقات وحسن التخطيط مع هكذا ظروف يستدعي إدارة موضوع وحدة الساحات بشكل منهجي وموضوعي ومخطط.

وأخيرًا، كيف قراءتك للمستقبل الفلسطيني المنظور، في المجالات التالية:

المقاومة في الضفة:

هناك فرص كبيرة لاتساع رقعة المقاومة في الضفة الغربية ومع إيجاد وتسوع البيئة الحاضنة لها ومع فشل مسارات التسوية السلمية وتؤكد القناعة أن العدو لا يفهم إلاّ لغة المقاومة ولغة المقاومة المسلحة.

حالة السلطة الفلسطينية:

ستواصل حالة التدهور وفقدان مبرر وجودها بالنسبة للبيئة الفلسطيني وستكون أمام خيارات إما أن تتماهى مع إرادة الشعب الفلسطيني وتتفاعل معه وتنهي التنسيق الأمني وتعبر عن إرادة الشعب وتنفتح على استيعاب كل الطاقات والإمكانات الفلسطينية ويعاد بناء منظمة التحرير على أسس من الثوابت والحفاظ عليها ودعم خط المقاومة وإلا فإن مسار التسوية وما يحمله من التزامات تجاه العدو بما في ذلك التزامات السلطة كله سيزول وسيتجاوزه التاريخ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...