الأحد 05/مايو/2024

الأسير رائد بدوان.. هكذا تنتقم إسرائيل من جريحٍ مسنّ بلا حول ولا قوة

الأسير رائد بدوان.. هكذا تنتقم إسرائيل من جريحٍ مسنّ بلا حول ولا قوة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
مريض بالقلب والسكري والضغط، ولا تزال ست رصاصات تستقر داخل جسده، من أصل 12 رصاصة أطلقتها عليه قوات الاحتلال بزعم تنفيذه عملية دهس في شارع 60 قرب سنجل شمال رام الله، عام 2015، وفوق كل ذلك تماطل إدارة السجون في تقديم العلاج له، ما يعرض حياته للخطر.

الأسير رائد بدوان (59 عامًا)، من سكان بدو شمال غرب القدس، نقل منتصف الليلة الماضية إلى إحدى عيادات السجون، بعد استمرار احتجاجات الأسرى المطالبة بتقديم العلاج له إثر تدهور صحته، وحتى اللحظة لم تتم إعادته إلى القسم الذي يقبع فيه، وهو قسم (4) في سجن النقب، ولا تتوفر معلومات واضحة عن وضعه الصحيّ.

توتر في النقب

صباح اليوم السبت، سادت حالة من التوتر في سجن النقب، بعد تدهور صحة الأسير بدوان؛ نتيجة سياسة الإهمال الطبي، وبمعنى أدقّ سياسة القتل البطيء، التي تنتهجها سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى المرضى والجرحى، وأخذ الأسرى بالتكبير والدق على الأبواب حتى أجبروا سلطات السجون لنقل زميلهم للعيادة.

ست رصاصات لا تزال في جسده حتى اليوم، ما يتسبب له بآلام حادة وصعبة في الرأس والصدر واليد والظهر، عدا عن معاناته من عدد من الأمراض، كل ذلك لم يشفع له عند سجان ظالم لا يقيم وزنا للأعراف الإنسانية ولا المواثيق الأخلاقية.

مكث بدوان في مستشفى “شعاري تسيدك” الإسرائيلي بعد إصابته واعتقاله، وفي عام 2019، حكمت محكمة عوفر العسكرية، بعد أكثر من 56 جلسة محاكمة، على الأسير بدوان، وهو أب لتسعة أبناء، بالسّجن 18 عاما، وغرامة بقيمة نصف مليون شيقل.

الاحتلال يتحمل المسؤولية

نادي الأسير بدوره حمل إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير بدوان وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.

من جهته، أكد حازم حسنين، المتحدث باسم مكتب إعلام الأسري، أن الاحتلال يواصل سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى في ظل الصمت المستمر من مؤسسات حقوقية دولية تجاه ممارسات الاحتلال المتطرفة. وقال: “نتخوف من تدهور إضافي على صحة عدد من الأسرى، وخصوصا الأسير رائد بدوان”.

بدوره، أكد المختص في شؤون الأسرى، رياض الأشقر، أن الاحتلال يتخذ من إهمال تقديم العلاج للأسرى في سجونه، طريقة لتصفيتهم بالبطيء، وقال: إن الحركة الأسيرة قدّمت 236 أسيرا في سجون الاحتلال منذ العام 1967، أغلبهم كان بالإهمال الطبي ورفض تقديم العلاج.

وحمّلت جهات مختصة بالأسرى سلطات الاحتلال وإدارة سجونه المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المقدسي بدوان، والذي تدهورت حالته الصحية مؤخرا بسبب مماطلة إدارة سجن النقب في نقله للمشفى.

وتوجهت الجهات بدعوة عاجلة للجنة الدولية للصليب الأحمر لتشكيل وفد طبي، وزيارة الأسير بدوان، الذي يعاني ظروفاً صحية سيئة منذ اعتقاله عام 2015.

قمع الأسرى لا يتوقف

وتقمع قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجونها، وتشرع في عمليات تفتيش واسعة، إلى جانب تخريب ممتلكات الأسرى.

وتندلع اشتباكات بين الأسرى الفلسطينيين وقوات الاحتلال في السجون المختلفة، في حين يغلق جنود الاحتلال الأقسام في السجون.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو 4900 أسير فلسطيني، منهم 31 امرأة، و160 طفلًا، و1000 معتقل إداري (دون تهمة).

كما يوجد من المعتقلين 700 يعانون من الأمراض، و554 محكومون مؤبدات، و400 من قدامى الأسرى، و15 صحفيًّا، وفق الإحصائية الأخيرة المعلنة على موقع هيئة شؤون الأسرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات