السبت 27/يوليو/2024

العصف المأكول .. الأسرى عنوان المعركة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بتمكنها من أسر جنديين صهيونيين في معركة العصف المأكول، وضعت كتائب القسام ملف الأسرى في سجون الاحتلال على الطاولة بكل قوة.

وبقي تصريح الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين “بدنا ولادنا يروحوا غصباً عنهم”، عامل توجيه وقرار فاعل لحركة حماس، فكان قرار أسر الجنود لتنفيذ صفقات تبادل أسرى جديدة؛ لانتزاع حرية آلاف المعتقلين الذين يرزحون في سجون الاحتلال.

ومثّل إعلان كتائب القسام عن أسرها للجندي شاؤول أرون في اليوم الثالث عشر من معركة العصف المأكول عام 2014م تأكيداً جديداً على استراتيجيتها الثابتة في التعامل مع قضية الأسرى عبر أسر الجنود بهدف تحريرهم من سجون الاحتلال.

وفعليا، أولت حركة “حماس” قضية تحرير الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني اهتماما كبيراً ولم تقصره على الخطابات والشعارات فقط، بل ترجمت ذلك الاهتمام واقعًا عمليًا حين نفذت عشرات عمليات أسر جنود الاحتلال منذ انطلاقتها وحتى اليوم بهدف كسر قيد أسرانا وتحريرهم من سجونهم.

وحين سُئل الشيخ المؤسس أحمد ياسين عن عمليات الأسر أجاب: “من الممكن أن تفشل عشر عمليات وتنجح عملية، لكن في النتيجة أننا في حركة حماس سننجح ونحرر أسرانا”.

وعبر موقعها الرسمي، استعرضت حماس كيف تحوّل الأسرى إلى عنوان لمعركة العصف المأكول التي تفجرت عام 2014، واستمرت 51 يومًا.

أسر شاؤول آرون

وأبرز التقرير كيف حاولت كتائب القسام مرارًا خلال المعركة أسر جنود الاحتلال، حتى نجحت فجر الأحد العشرين من يوليو عام 2014م، حين نفذت وحدة خاصة من كتائب القسام عملية عسكرية نوعية شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، استدرجت فيها قوة صهيونية خاصة حاولت التقدم شرق حي التفاح.

ونجح الاستدراج ووقعت القوة الصهيونية في حقل الألغام المعد مسبقًا، وأدت العملية إلى مقتل 14 جنديًّا صهيونيًّا من مسافة صفر، وأسر الجندي شاؤول آرون من داخل آليته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.

هدار غولدن و الصندوق الأسود

وبعد أسر الجندي شاؤول أرون بـ 12 يومًا وفي الأول من أغسطس عام 2014م، أوقعت كتائب القسام قوة صهيونية خاصة من لواء جفعاتي بأحد كمائنها بعد أن تقدمت القوة نحو 2 كيلو متر شرق رفح لتقع في مرمى القسام وينتهي الحال بجنودها بين قتيل وجريح ومفقود.

وخلال هذا الكمين فقد جيش الاحتلال الضابط هدار غولدن بعد اشتباك مسلح خاضته نخبة القسام مع وجنود الاحتلال، لتبتلعه أنفاق القسام شرق رفح، تزامنا مع ذلك أكدت الكتائب فقدان الاتصال بالمجموعة المنفذة للكمين، ولاحقًا نشرت صورًا تظهر أن هدار غولدن أسيرًا في قبضة وحدة الظل القسامية.

عمليات الإنزال

ومنذ اليوم الأول لمعركة العصف المأكول وضعت كتائب القسام تحرير الأسرى نصب عينيها، وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس، فبعد أقل من 24 ساعة على بدء العدوان الصهيوني على غزة نفذت كتائب القسام في الثامن من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في قاعدة زيكيم العسكرية على شاطئ مدينة عسقلان.

وتمكن المنفذون من عبور البحر سباحة والغوص لعدة كيلومترات قبل اقتحام القاعدة، وقتلوا خلال العملية عددًا من جنود الاحتلال، وفجروا دبابة من نوع “ميركافاه”.

وبعدها بأقل من 10 أيام نفذت مجموعة من وحدة النخبة القسامية في 17 يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع صوفا العسكري شرق رفح، عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية، مهمة استطلاع بالقوة كان هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز العدو وآلياته بدقة من أقرب نقطة، ودمروا خلال هذه المهمة منظومة الاستخبارات داخل الموقع.

ولم يمضِ يومان فقط حتى نفذت نخبة القسام في 19 يوليو عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع أبو مطيبق العسكري شرق المحافظة الوسطى، كمن خلالها المجاهدون داخل الموقع لأكثر من 6 ساعات في ترقبٍ لفريستهم المنتظرة، إلى أن وصلت دورية عسكرية مكونة من أربعة جيبات، وعلى الفور هاجم المجاهدون الدورية من نقطة صفر وقتلوا 8 جنود، وغنموا قطعتي سلاح من نوع M16، فيما استشهد المجاهد أحمد سعدة خلال هذه العملية.

وفي 21 يوليو عام 2014م، نفذت كتائب القسام رابع عمليات الإنزال المخطط لها مسبقًا، حيث نفذت إحدى مجموعات النخبة عملية إنزال في موقع 16 العسكري شرق بيت حانون، كمن المنفذون لجيبين عسكريين، استهدفوا الجيب الأول بالقذائف، ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني هاجمه المجاهدون من مسافة صفر وقتلوا مَن بداخله، واعترف الاحتلال بمقتل 5 جنود بينهم قائد كتيبة، وإصابة عدد آخرين.

وواصلت كتائب القسام عملياتها البطولية لأسر الجنود خلال معركة العصف المأكول، فنفذت في 28 يوليو 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع ناحل عوز العسكري شرق غزة، هاجم المجاهدون الجنود داخل الموقع من نقطة صفر، وقتلوا 10 جنود، وحاولوا أسر أحد الجنود، إلا أن ظروف الميدان لم تسمح بذلك فقتلوه قبل أن ينسحبوا من المكان بسلام، واغتنموا في هذه العملية قطعة سلاح من نوع “تافور”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات