الإثنين 06/مايو/2024

المقاومة في الضفة .. أداء متطور وبقعة زيت متمددة

المقاومة في الضفة .. أداء متطور وبقعة زيت متمددة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكد تمض ساعات على مجزرة الاحتلال في جنين، حتى جاء الرد القسامي، بعملية إطلاق نار بطولية قرب مستوطنة عيلي على طريق نابلس – رام الله؛ لتؤكد أن المقاومة في الضفة دخلت مرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال.

وقتل 4 مستوطنين إسرائيليين وأصيب 4 آخرون بجراح (أحدهم دخل في حالة موت سريري) في عملية إطلاق نار – مساء الثلاثاء- نفذها مقاومان من كتائب القسام، استشهد أحدهما على الفور، قرب مستوطنة “عيلي” على طريق رام الله – نابلس، واغتالت قوات الاحتلال المنفذ الآخر بعد ملاحقته في طوباس.

الشهيدان مهند شحادة وخالد صباح

تطور يدل على عقلية محترفة

ويرى عدنان أبو عامر، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن عملية مستوطنة “عيلي”، وقبلها كمين جنين، يؤكد أن المقاومة تتطور من مرحلة لأخرى، بصورة تدلّ على عقلية محترفة، تشرف عليها قيادة حكيمة.

وأضاف أبو عامر في تعليق له على فيسبوك تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن هذه القيادة تمتلك إرادة لا تلين، تعتقد أن الصراع مع الاحتلال صراع إرادات في مستواه الأول، وهو يدير لعبة قاسية أسماها “عض الأصابع”، نتيجتها واضحة، تمثلت بإعلان الإسرائيلي بأعلى صوته لكلمة “آخ” وجعاً وألماً من الهجمات الضارية.

وأمس الاثنين، وقع رتل من مركبات الاحتلال العسكرية المتطورة من نوع فهد في كمين للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين، ما أدى إلى تدمير وإعطاب عدة مركبات وإصابة 8 جنود وضباط صهاينة إلى جانب إصابة كلاب مدربة.

ووفق متابعين، فإن المقاومة في الضفة الغربية شهدت في الأشهر الأخيرة حالة من التطور السريع، وانتقلت من عمليات الطعن والدعس، والذئاب المنفردة، إلى العمل الفدائي المنظم والمخطط.

تنوع وبقعة زيت ممتدة

وتنوعت العمليات الفدائية بين تنفيذ عمليات إغارة وكمائن محكمة للمستوطنين والجنود الصهاينة، إلى جانب عمليات إطلاق النار الخاطفة، والاستهداف بالعبوات الناسفة، في حالة ممتدة كبقعة الزيت ومتنقلة بديناميكية على خارطة الجغرافيا الفلسطينية في الضفة المحتلة.

وفي التفاصيل الأولية لعملية رام الله، مساء الثلاثاء، وصل المقاومان من كتائب القسام مهند شحادة وخالد صباح عبر مركبة إلى مستوطنة عيلي على طريق نابلس – رام الله، وترجلا وأطلقا النار على مستوطنين في موقعين.

وأسفر إطلاق النار عن مقتل 4 مستوطنين، وإصابة 4 بجراح، في حين استشهد مهند شحادة على الفور، ولاحقت قوات الاحتلال المنفذ الآخر خالد صباح حتى طوباس واغتالته بدم بارد هناك.

رأس التاج في المشروع الاستيطاني

أهمية عملية مستوطنة عيلي، لا تكمن فقط في حصيلتها، ولا توقيتها الذي جاء بعد مجزرة دامية اقترفها الاحتلال في جنين وأدت أمس لاستشهاد 6 مواطنين أحدهم طفل وإصابة 100 آخرين منهم 23 حالة خطيرة، إضافة لشهيد سابع في بيت لحم، إمنما بما تحتويه هذه المستوطنة.

ويشير صالح النعامي الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن مستوطنة “عيلي” التي استهدفتها عملية إطلاق النار اليوم لا تكتسب أهمية عسكرية فقط بفعل ضمها المعهد الذي يخرج القادة العسكريين، بل تعد أيضا “رأس التاج” في المشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة، وهذا يفسر تفقد ممثلي المتدينين في الحكومة مثل وزير المالية سموتريتش مكان العملية.

كما أشار النعامي إلى أن أحد المستوطنين القتلى في عملية إطلاق النار في مستوطنة “عيلي” هو هارئيل مسعود من التيار الحردلي، الذي يجمع بين التشدد الفقهي والتطرف القومي، وهو أكثر التيارات انغماسا في الإرهاب.

معدن فريد

وبعد سلسلة تغريدات تناولت الشهيدين مهند شحادة وخالد صباح منفذي عملية مستوطنة عيلي أشار الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إلى أن العمل النوعي المؤثّر في الضفّة الغربية، مآله الانكشاف السريع، وغالبًا استشهاد الأبطال منفّذيه.

وأشار إلى أن الذاهب (لتنفيذ عملية فدائية) مدرك في نفسه أنّه ذاهب بنفسه وماله ولن يرجع من ذلك بشيء. مما يكشف عن معدن فريد لهؤلاء الرجال.

ومنذ بداية عام 2023، قتل 26 صهيونيا (جنود ومستوطني) وأصيب 220 في عمليات المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس وأراضي 48.

تلاميذ الضيف

تلاميذ الضـيف وظله الباقي في الضفة يوقّعون على المشهد مجدداً ببصمتهم الفريدة وردهم العاجل، هكذا علقت الكاتبة لمى خاطر على العملية الفدائية الأخيرة.

وأضافت أن هؤلاء يقولون: إن الكلمة الأخيرة لن تكون للمحتل وإن مجازره ما عادت تبقي الحداد قائماً في مضاربنا..طبتم وطاب مسعاكم، تقبل الله جهدكم ودمكم وبيعتكم الغالية.

حركة حماس التي زفّت القساميين الشهيدين مهند شحادة وخالد صباح، أكدت أن العملية البطولية التي سطرها أبناء القسّام في ضفة العياش هي ثأر لدماء القادة الشهداء الذين طالتهم يد الغدر الصهيونية في غزة، ورداً على جرائمه بحق المسجد الأقصى المبارك وعدوانه على نابلس وجنين.

وشددت أنه على حكومة الاحتلال أن تدرك أن استمرارها في إجرامها بحق شعبنا ومقدساتنا، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، سيجعل من هذه العملية مجرد بداية لسلسلة من أعمال المقاومة التي ستقض مضاجع دولتهم الهشة وتحيل ليل جنودهم ومستوطنيهم إلى كابوس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات