عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

أمجد الجعص.. على درب ولده الوسيم شهيدًا

أمجد الجعص.. على درب ولده الوسيم شهيدًا

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
خمسة أشهر فقط مرَّت على استشهاد ولده “وسيم”، ابن الـ 22 ربيعًا.. يبدو أن أيام الحزن والشوق مرت عليه ثقيلة، تهز قلبه كل يوم أكثر من مرة، حتى جاء القدر، ليلحق هذا المشتاق بولده الشهيد.. نشرة الأخبار صباح اليوم الثلاثاء تعلن أمجد الجعص شهيدًا.

تأبى جنين ومخيمها أن يخلعا ثوب الحداد، فقد أفاقت المدينة على خبر استشهاد أمجد الجعص (48 عامًا)، متأثرا بجراح أصيب بها خلال الاجتياح الهمجي للمدينة فجر أمس الثلاثاء، ليرتفع عدد شهداء جنين إلى 6، في يوم ملحمي خاضت فيه المقاومة اشتباكات طويلة، وأوقعت جنود العدو في كمين محكم وجعلته على مدار عدة ساعات يلملم جراح 9 من جنوده المصابين، وقطعًا متناثرة من آلياته العسكرية.

وعلى أبواب عيد الأضحى المبارك، يتجدد جرح هذه العائلة المكلومة، التي تقدم اليوم قربانًا جديدًا فداءً للوطن، تقدم “أمجد” الذي كان يعيل أسرته المكونة من 5 أفراد، بعد أن قدمت وسيم شهيدا، وبعد أن ذاق شقيقه “محمد” مرارة الأسر في سجون الاحتلال.

“وسيم” كان شابًّا جميلا يافعًا، رباه والده على قيم الشجاعة والبطولة وحب الوطن، كما يقول جده “عارف”، حتى إذا كان اجتياح جنين أواخر كانون ثاني/ يناير الماضي، هبّ برفقة أقرانه الثوار لمواجهة قوات الاحتلال التي اعتدت على المدينة، فارتقى شهيدا إلى جانب 9 مواطنين آخرين.

“ودعنا الابن والحفيد”، بهذا القدر من الألم استهل الحاج عارف الجعص والد الشهيد أمجد وجد الشهيد وسيم حديثه لوسائل الإعلام بينما كان أمام منزل الشهيد ينتظر وصول جثمانه من مستشفى رفيديا بنابلس حيث كان يتلقى العلاج.

وتابع كلماته بعبارات الحمد والشكر لله قائلا: “الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.

وقال الحاج عارف: “أبو وسيم كان حنون علينا كثيرًا، كان كلما عاد من عمله مر علينا وسلم عليّ وقبّلني، ويفعل مثل ذلك مع أمه، ويشرب القهوة عندنا قبل أن يذهب لبيته”.

وتابع: “آخر فترة كلما حصل على راتبه كان يأتي ليعطينا مصروف، كان حنون كثير علينا، وأكثر من اللازم، هم رقم 3 بين الأولاد، ولديه 3 أولاد وبنت، استشهد وسيم فبقي عنده ولدان وبنت، والحد لله على كل حال”.

وبينما كان الحاج الجعص يستعد لاستقبال جثمان ولده قال: “أصعب من هيك ما في استقبال، ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله أرجو الله أن يكونوا مقبولين مع الشهداء والصالحين”.

وفي تغريدة له عبر تويتر، قال الكاتب ياسر الزعاترة: “آباء وأبناء على درب الشهادة. أمجد الجعص يرتقي متأثرا بإصابته في مخيم جنين أمس. هكذا التحق بنجله وسيم الذي استُشهد قبل 5 شهور، شعب بهذا العطاء ليس له إلا النصر (بإذن الله)؛ مهما طال ليل الغزاة”.

ويخوض الفلسطينيون معركة طويلة وممتدة مع أجرم احتلال عرفه التاريخ، لا يزال يسرق الأرض ودنس المقدسات، ويقتل الأطفال، ويشتت العوائل، ويحوّل حياة الناس إلى جحيم، ليشبع نهمته من دماء شعب مكلوم لا يزال يبحث عن الحرية المفقودة تحت عجلات دبابات الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات