السبت 04/مايو/2024

عملية عسكرية واسعة شمال الضفة.. السيناريوهات المتوقعة والتحديات الجلية؟!

عملية عسكرية واسعة شمال الضفة.. السيناريوهات المتوقعة والتحديات الجلية؟!

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

تسريبات إعلامية إسرائيلية تتصاعد في الأيام الأخيرة، عن دراسة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عن إمكانية شن عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت القناة العبرية الـ12، على لسان مراسلها العسكري نير دفوري إن التفكير الموجود لدى المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية يتمثل في حشد عدة ألوية تعمل لعدة أيام في كل من نابلس وجنين وطولكرم وهي مناطق الشمال في الضفة الغربية بالإضافة لمناطق أخرى.

ووفق القناة العبرية فإن هذه النشاطات العسكرية يجب أن تكون محدودة كون المنظومة الأمنية لم تحسم أمرها بشأن ذلك، وهو ما جعل المستوى السياسي الإسرائيلي مترددًا في منحها الضوء الأخضر للقيام بهذه العملية خصوصًا وأن هناك خشية من تأثير مثل هكذا عملية على استقرار السلطة الفلسطينية.

وبحسب القناة 12 فإن هناك تساؤل داخل المنظومة الأمنية والعسكرية وكذلك المستوى السياسي حول إمكانية دخول غزة ممثلة بفصائل المقاومة الفلسطينية للرد على هكذا عملية ولذلك فإن جميع الاستعدادات والتجهيزات التي تتم تنتظر الضوء الأخضر للقيام بذلك.

ويطرح ما نشرته القناة العبرية مجموعة من السيناريوهات المتعلقة بأسباب التفكير الإسرائيلي في شن عملية عسكرية محدودة بشكل أعنف وأقوى مما يجري خلال العام الأخير، وهو ما قد يعني أن ذلك جاء كنتيجة لفشل عمليات التسلل والاغتيال ومحاولات الضغط من خلال السلطة التي لم تنجح في تصفية عرين الأسود والمقاومة.

وبالتوازي مع ذلك، فإن الاحتلال يضع في حساباته أن هذه العملية من شأنها أن تلحق ضررًا كبيرًا بمنظومة السلطة الفلسطينية وتحديدًا الشق المتعلق بالتنسيق الأمني، إلى جانب أنه يفتح الباب ضده على المستوى السياسي والدولي خصوصًا من الأطراف الأوروبية والأمريكية.

جز العشب

صحيفة يديعوت احرنوت العبرية قالت إن 7 مستوطنين وجنود قتلوا منذ بداية العام في مناطق شمالي الضفة والأغوار، نتيجة عمليات المقاومة، في حين أصيب العشرات، دون أن يتمكن الجيش من استعادة الهدوء.

يديعوت تقول إن جيش الاحتلال يخطط لعملية “جز العشب” والتي تهدف إلى قطع أواصر الخلايا المسلحة واعتقال المئات ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير قوله: “الجيش لا يعلن عن عملياته سلفاً، فعندما يكون هناك قرار سيتم التنفيذ وحقيقة أنه يجري الحديث عن العملية تعني إرسال رسالة للسلطة الفلسطينية بضرورة البدء بالعمل ضد الإرهاب داخل المدن الفلسطينية” على حد تعبيره.

وتابع الضابط: “ستكون هناك تداعيات كبيرة لهكذا عملية وخاصة على مستوى التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية حيث يفضل الجيش أن تقوم السلطة بهذا الدور وتبدأ بالعمل ضد الخلايا المسلحة”.

إشعال المقاومة أكثر

الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين قال إن الاجتياح إن حدث قد يؤدي إلى إشعال الوضع أكثر في الضفة الغربية؛ فمشكلة الاحتلال الأولى هي مع الدافعية الموجودة عند الشبان.

وأضاف عز الدين في تصريحات لمراسلنا إن عملية عسكرية واسعة قد تؤدي إلى انهيار السلطة، الذي وصفها بالضعيفة.

وتوقع انضمام قطاع غزة إلى المواجهة، إذا أصبحت المقاومة بالضفة في وضع حرج جدًا.

وأكد ياسين عز الدين أن البديل موجود لدى جيش الاحتلال والشاباك وهو اصطياد الشباب بشكل منفرد بهجمات خاطفة كما يحصل حاليًا، وهي إن لم تقضِ على المقاومة إلا أنها استطاعت من إبطاء تقدمها.

وأشار إلى أن تعاون الاحتلال مع السلطة والتنسيق معها من أجل تفكيك هذه المجموعات مطروح على طاولة الاحتلال.

إلا أن عز الدين استدرك قائلًا: إلا أن تزايد فشل الهجمات الخاطفة وعجز السلطة عن القيام بدورها قد يدفع الاحتلال للتفكير بخطوات أخرى أكثر عنفًا وشمولًا، وهذا ما يتطلب من شبابنا أن يكونوا أكثر حرصًا وتحاشي الظهور العلني أو الدخول في مواجهات مفتوحة.

عمليات أكثر عنفًا

وفي السياق، يرى الباحث والمختص في الشأن السياسي ساري عرابي أن سيناريو السور الواقي وهي العملية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 تبدو أمرًا مستبعدًا لعوامل عدة أبرزها أن الاحتلال أنهى ما يعرف بالتقسيم المناطق “أ” و “ب” و”ج” وباتت جميع المناطق معرضة للاقتحامات بشكلٍ يومي.

ويقول عرابي في تصريح صحفي إن التفسير الأكثر وضوحًا للحديث الإسرائيلي عن عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية هو قيامه باقتحامات مشابهة لتلك التي جرت قبل أكثر من 3 أشهر والتي أدت في حينه لسقوط أكثر من 10 شهداء دفعة واحدة في اقتحامه لجنين ونابلس.

ويشير إلى أن النمط الأقرب قد يكون العود للعمليات الأكثر عنفًا وهو الأمر الذي يمارسه الاحتلال منذ ثلاثة أشهر، إلى جانب تنفيذ اقتحامات أوسع مع إغلاقات أكثر لمراكز المدن وفرض حصار نصفي على بعض المناطق مع شن عمليات أمنية وعسكرية بشكل شبه يومي.

ويعتقد الباحث والمختص في الشأن السياسي أن التوسيع الكبير في العمليات قد يجر الحاضنة الشعبية والجماهير الفلسطينية إلى المواجهة بشكلٍ أكبر وهو أمر لا يريده الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المؤسسة الأمنية والعسكرية قد تضطر لتجاوز هذه الرؤية.

ويستكمل عرابي بالقول: “حسابات المؤسسة الأمنية والعسكرية قد تتفق مع حسابات بعد الوزراء الذين لا يهتمون لبعض التفاصيل والأمور الدقيقة الرافضة لإجراء مثل هذه العملية أمثال الوزير المتطرف إيتمار بن غبير أو بتسلئيل سمويتريتش والمحسوبين عليهم”.

ويلفت إلى أن موقف السلطة الفلسطينية يعتبر حرج للغاية أمام هكذا تفكير إذ سبق ذلك خلال الشهور الماضية تدخلات إقليمية ودولية ومصرية وأردنية سبقت حتى لقائي العقبة وشرم الشيخ، عدا عن الموقف المحرج للسلطة على المستوى الاقتصادي والسياسي في ظل انسداد الأفق سياسيًا.

أما عن المقاومة في غزة، فيرى عرابي أن حسابات الفصائل الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس في غاية الدقة  كونها معنية بتنوع الجبهات وبوجود حالات مقاومة تساهم في أي مواجهة مقبلة في العمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة دخولها في مواجهة جديدة وهو ما يبقى حسابتها دقيقة للغاية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات