الأحد 05/مايو/2024

جوهرة إسرائيل.. كنيس تهويدي يشوه فضاء الأقصى

جوهرة إسرائيل.. كنيس تهويدي يشوه فضاء الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد سنوات من العمل لإقامته على أرض وقف إسلامي في حارة الشرف بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، أنهت “إسرائيل” أعمال بناء ما يسمى “كنيس جوهرة إسرائيل” التهويدي، والذي يبعد 200 متر فقط عن المسجد الأقصى المبارك.

وتستعد سلطات الاحتلال لافتتاح الكنيس اليهودي، الذي يُحاكي قباب المسجد الأقصى، ويعمل على تشويه فضائه، وإغلاقه أمام كل من يشاهد قبته الذهبية، بالإضافة إلى تطويقه بمعالم يهودية مستحدثة لا تمت للواقع بأي صلة.

وعلى مدار السنوات الأخيرة نفذت سلطة الآثار الإسرائيلية حفريات أثرية في عمق الموقع، وادعت انها وجدت آثارا من فترة عهد الهيكل الأول والثاني، والفترة البيزنطية، لكنها أشارت في بعض تقاريرها أنها وجدت مبنى فخما من الفترة المملوكية وآخر من الفترة العثمانية.

وتبلغ تكلفة المشروع نحو 48 مليون شيكل (13 مليون دولار أمريكي)، حيث رصدت الحكومة الإسرائيلية مبلغ 36 مليون شيكل، فيما بوشر بجمع المبلغ المتبقي من أثرياء اليهود.

وسيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو 1400 متر مربع، وسيتألف من ست طبقات، ‏اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها، ‏وعلى مساحة 378 متراً مربعاً، فيما سترتفع على المبنى قبة ضخمة، حيث سيصل ارتفاع المبنى الى نحو 23 متر عن مستوى الشارع.

وسيُخصص طابقا الكنيس تحت الأرض، ليكون الأول منهما لعرض موجودات أثرية، ‏يُدّعى أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، أما الثاني فيخصص ‏ليكون حمامات للرجال ومبان للدعم التقني. ‏

أما الطابق الثالث فسيكون بالتوازي مع مستوى الشارع الموجود أي سيكون بمثابة ‏الطابق الأول فوق الأرض وسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، بينما الطابق الرابع ‏سيكون بمثابة القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسٍ وقاعات لصلوات اليهود ‏وخزانة التوراة. ‏

وسيتم تخصيص الطابق الخامس ككنيس للنساء، والطابق السادس بمثابة مطلة تشرف ‏على مباني القدس القديمة ومحيطها، وستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع ‏بعضها تعلوها قبة عالية تختم البناء. ‏

ووفق المخطط التهويدي، فإن أجنحة وغرفاً في المبنى العام للكنيس ستخصص ‏كمركز زوار يروّج للتراث اليهودي في القدس، بحسب ادعائهم، كما سيتم إجراء ‏تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور ‏العام، في خطوة لجذب الزوار اليهود.

ويهدف الاحتلال الإسرائيلي من خلال بناء هذا الكنيس، إلى ‏استنبات مواقع يهودية مقدسة في قلب القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقببة توحي بأقدمية ‏الوجود اليهودي في القدس، وتشويه الفضاء العام في المدينة المقدسة، ليكون هذا ‏الكنيس الثاني من حيث الضخامة والعلو في القدس القديمة بعد كنيس الخراب، مقابل البناء العمراني الإسلامي العربي الضخم في القدس القديمة، وخاصة المسجد الأقصى وبضمنه قبة الصخرة.

عملية تزييف

بدورها، حذرت محافظة القدس من خطورة ما تقوم به “إسرائيل” من عملية تزييف وتزوير لهوية المدينة المحتلة العربية الإسلامية المسيحية، ومن محاولات فرض أمر واقع جديد على الصورة الذهنية المطبوعة منذ آلاف السنين في أذهان الرأي العام العربي والدولي.

وقالت في بيان، إن: “انتهاء الاحتلال من أعمال البناء لقبة ما يُعرف بـ”كنيس جوهرة إسرائيل”، استعدادًا لافتتاحه، يهدف إلى فرض واقع ديني جديد على العاصمة المحتلة، بحيث يتغير وجه المدينة الديني الإسلامي المسيحي”.

وحذرت من أن “هذا التهويد المنظم للصورة الذهنية للقدس يُراد من خلاله، تغيير الصورة النمطية التي عرفت بها من خلال قدسيتها الدينية لدى المسلمين والمسيحيين، بحيث يصبح هناك معلمًا دينيًا يهوديًا مزورًا، وسيتم فرضه في أذهان الرأي العام الدولي”.

ولفتت إلى أن “إسرائيل تقوم بعملية غسيل أدمغة للسياح الأجانب واليهود لفرض الرواية الإسرائيلية على أدمغتهم وعقولهم وتغيير الصورة الذهنية عن القدس لديهم، بما يخص تاريخها وهويتها، من خلال الأدلة السياحيين التابعين لوزارة السياحة الإسرائيلية وما يتم توزيعه عليهم من خرائط مزورة ومطبوعات تروي روايتهم المزيفة”.

حجب الرؤية عن الأقصى

نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات يوضح أن سلطات الاحتلال أجرت حفريات كثيرة امتدت لسنوات طويلة في عمق المنطقة المستهدفة لإقامة كنيس “جوهرة إسرائيل” في حارة الشرف بالبلدة القديمة.

ويضيف بكيرات، في حديث صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام، أن الاحتلال تعمد إقامة مبنى عالٍ وضخم ليطغى على رؤية المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وهو قائم على أرض تابعة للوقف الإسلامي.

ويبين أن استعداد الاحتلال لافتتاحه يأتي ضمن 100 كنيس يهودي أقيمت منذ احتلال القدس عام 1967، كبؤر استيطانية في محيط الأقصى، لجعل المدينة المقدسة ذات طابع توراتي، ولطمس معالمها الإسلامية العربية.

وتسعى حكومة الاحتلال وبلديتها- وفقًا لبكيرات- لخلق واقع توراتي في القدس، كي تُقلص الوجود الإسلامي فيها، وتُغير روايتها العربية الحقيقية، إذ أنفقت ملايين الشواكل لأجل إقامة هذا الكنيس.

والهدف من بناء الكنيس، “استحداث مواقع يهودية في قلب البلدة القديمة، وزرع مبان مُقببة لإثبات ‏وجود حضارة وتاريخ قديم لليهود بالقدس وإخفاء المعالم والآثار الإسلامية، ليكون هذا ‏الكنيس الثاني من حيث الضخامة والعلو في البلدة القديمة، بعد كنيس الخراب”، وفق بكيرات.

ويؤكد أن ما تقوم به “إسرائيل” من محاولة لبناء كنس إضافية، يهدف لخلق قداسة يهودية، وحجب الرؤية عن المسجد الأقصى، وإغلاق الأفق أمامه، والفضاء العام بالمدينة المقدسة، وكذلك إيجاد إحلال سكاني يهودي فيها.

إحكام السيطرة

ويشير إلى أن الاحتلال أقام عشرات الكنس والحدائق التوراتية في محيط الأقصى والبلدة القديمة، لإحكام السيطرة عليهما، وخلق واقع حضاري وهوية وثقافة جديدة، بهدف تجسيد “القدس كعاصمة لمشروع الدولة اليهودية”.

ويستخدم الاحتلال الطابق الأول للكنيس كمتحف لعرض موجودات أثرية وآثار من “بقايا الهيكل” المزعوم، فيما يخصص الطابق الثاني كمركز للزوار والترويج لروايات مضللة وللتراث الديني اليهودي، وأما الثالث، فهو مخصص للصلاة ويستخدم لتعليم “التوارة” والتعاليم الدينية اليهودية، ولتدريب ما يسمى “كهنة المعبد”.

أما الطابق العلوي فسيكون عبارة عن مطلة تُشرف ‏على مباني القدس القديمة، وتستهدف مراقبة المنطقة، بالإضافة إلى حمامات وصالة وخدمات، وتعلو الكنيس قبة يهدف إقامتها للتشويه والتضليل، ولمحاكاة قبة الصخرة وقباب الأقصى.

ويأتي هذا المشروع في خضم سعي إسرائيلي لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًّا وزمانيًّا، حيث قدم عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي مشروع قانون لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.

ويهدف المشروع إلى تقسيم المسجد الأقصى مكانيا بين المسلمين واليهود، وإعادة تعريف المسجد الأقصى إسلاميا بوصفه مبنى الجامع القبلي حصرا، وأن كل ما سواه من ساحات الحرم غير مقدس إسلاميا.

وينص مشروع القانون -الذي كشف عنه الموقع الإلكتروني “زمان يسرائيل” الأربعاء الماضي- على تخصيص محيط المسجد القبلي جنوبا للمسلمين، في حين تُخصص لليهود قبة الصخرة التي ستتحول إلى “الهيكل” المزعوم، وحتى الحد الشمالي لساحات الحرم.

وحسب مشروع القانون؛ ستخصص منطقة المسجد القبلي للمسلمين، وتخصص المساحة التي تبدأ من صحن قبة الصخرة وحتى أقصى شمال ساحات الحرم القدسي الشريف لليهود، وهي مساحة تشكل نحو 70% من مساحة الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...