الأحد 23/يونيو/2024

عملية العوجا .. صفعة للاحتلال من جبهة غير متوقعة!

عملية العوجا .. صفعة للاحتلال من جبهة غير متوقعة!

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

شكّلت عملية العوجا التي نفذها جندي مصري حالة من الصدمة والمفاجأة لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي وحكومته المتطرفة وصفوف الجنود في كتيبة الفهد المختلطة وغيرها من الكتائب المسلحة، لتكون صفعة جديدة يتلقاها الاحتلال من جبهة طالما عدها هادئة وساكنة.

وبنتائجها حازت العملية على اعتزاز الشعوب العربية الحرة وفخرها، مقابل إيلام الاحتلال الإسرائيلي، من موطن لم يتوقعه، بثمن باهظ مقتل 3 جنود صهاينة، في 3 كمائن ناجحة أوقعهم فيها الفدائي المصري، الذي نجح في عبور السياج الحدودي إلى الأراضي المحتلة والاشتباك من مسافة صفر مع قوات الاحتلال في حدث استمر أكثر من 7 ساعات.

اقرأ أيضًا: 3 قتلى من جيش الاحتلال وارتقاء جندي مصري على الحدود!

تأثيرات ومخاوف

تأثيرات متعددة للعملية على جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق تقدير عصمت منصور الخبير في الشأن الإسرائيلي، الذي ذهب إلى أن العملية تثير المخاوف لدى الاحتلال من أي جندي مصري على الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر.

وأوضح منصور في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المخاوف تتلخص في أن يتحول أي جندي مصري على الحدود فجأة إلى مقاتل ومنفذ عملية فدائية يقتل بها جنودا إسرائيليين، مثلما فعل الجندي المصري المشتبك وجنود آخرون في سنوات سابقة”.

وقبل 33 عاما وقعت حادثة مماثلة، تحديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 عندما تسلل الشرطي في حرس الحدود المصري أيمن محمد حسني عبر الحدود ودخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 مسلحا ببندقية وهو يرتدي زي الجيش المصري وأطلق النار على سيارات إسرائيلية عسكرية ومدنية وقتل 5 إسرائيليين وأصاب 27، ونجح في الانسحاب والعودة إلى الأراضي المصرية.

وسبق هذه العملية -التي سميت “رأس النقب”- العملية المسلحة الأولى التي نفذت بعد التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في 1978، ففي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 1985 نفذ الجندي سليمان خاطر عملية إطلاق نار في جنوب سيناء أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين.

الهاجس الكبير

جيش الاحتلال سيتجه – وفق منصور- إلى البحث عن حلول للهاجس الكبير الذي يلاحق جنوده، من خلال إيجاد منحى جديد في التنسيق مع مصر، لاتخاذ إجراءات وطرق عمل تحمي الإسرائيليين، موضحاً أن مصر تعد دولة مهمة وقوية، وقواتها تعيش على احتكاك مع الإسرائيليين عبر الحدود.

وأشار إلى أن الاحتلال يخشى من أن يكون الجندي المصري منفذ عملية الاشتباك تأثر بخلايا حركته من جماعات أو قبائل أو مجموعات داخل الجيش المصري، ولعله في هذا الإطار جاءت الإشارة إلى العثور على مصحف قرب الجندي.

وأكد أن العملية عند الحدود المصرية، شكّلت ضربة موجعة ومهمة للاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: “هذه العملية أتت بعد اختراق شبيه بالعملية، من ناحية الجبهة الشمالية، ما يشكّل فشلا استخباراتيا وفشلا تنفيذيا للاحتلال وسط مناوراته “الضربة القاضية” التي ينفذها”.

اقرأ أيضا: أمة_واحدة .. الفضاء الأزرق يحتفي بالجندي المصري المشتبك

تخطيط فردي

ويرى الإعلامي والخبير في الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي، أن عملية الحدود المصرية نتاج تخطيط فردي، مستعبداً أن يكون لها أي ربط آخر كقبيل وحدة الساحات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ويقدّر الريماوي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن العملية نابعة من عدم التصالح مع الكيان الصهيوني، وقال: من الواضح أن هناك روحا في داخل الشعب والجيش المصري ترفض عملية التطبيع.

وأوضح أنه في حال وجود حالة من المواجهة المفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، فسيكون له خصوم كثيرون، قائلاً: “إن امتنعت الأنظمة العربية الرسمية عن دائرة المواجهة فإننا سنشهد حالة مواجهة حقيقية مع الاحتلال الإسرائيلي عبر منظومات شعبية بحراك ومنظومات فردية ترد على سياسات الاحتلال وجرائمه”.

وتابع: “قد يكون ذلك عاملا من عوامل الاشتباك، وهذا ما نطمئن له نحن على الأقل كشعب فلسطيني بأن الاحتلال لن يكون مقبولاً حتى لدى شعوب الأنظمة التي طبعت مع الاحتلال الإسرائيلي”.

صفعة للتطبيع الوهمي

ويتفق الكاتب المصري، السيد شبل، مع الريماوي، مبينًا أن العدو الإسرائيلي راهن طوال العقود الماضية على أن يُغيّر الشعب العربي موقفه الرافض للتطبيع، “إلا أن جميع الرهانات خابت، وأثبتت الأجيال العربية الجديدة، أنها قابضة على جمر المقاومة وتنادي بزوال الاحتلال”.

وقال شبل – في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“: “ثمة تباين واضح في الرواية المصرية ونظيرتها الإسرائيلية، لكن هذا الأمر – الخاضع لاعتبارات دبلوماسية على الأغلب- لم يُثر اهتمام الرأي العام المصري، بل ركز عموم المصريين على العملية ذاتها، وأحصوا بدقة عدد جنود الاحتلال الذين قتلوا، ثم بدؤوا في نعي الشهيد المصري والتهليل للعملية البطولية التي آلمت العدو الإسرائيلي، فأسعدتهم”.

وأضاف: “الاحتفاء الشعبي المصري الواسع بعملية معبر العوجة، دفع رواد مواقع التواصل إلى استذكار العمليات المشابهة التي نفذها مجندون مصريون ضد “جيش” الاحتلال، وانتشرت الوسوم التي تحمل اسم سليمان خاطر وأيمن حسني”.

الأهم وفق الكاتب المصري، أن العملية الأخيرة كشفت ضعف جيش الاحتلال، وإمكانية اختراق منظومته الأمنية، والقدرة على إحداث الإصابات بين جنوده، وهذا بعكس ما يحاول الإعلام الإسرائيلي والغربي ترسيخه في أذهان عموم العرب، حول القدرات الفائقة لجيش الاحتلال، التي يصعب التصدي لها أو مقاومتها، مع التأكيد أن ذلك ثبت مرارًا مؤخرا أمام المقاومة الفلسطينية.

وأشار إلى أن العملية أكدت تآكل معدلات الأمان داخل “إسرائيل”، خاصة أن كيان الاحتلال يواجه ضربات وخروقات من مختلف الجبهات؛ حتى على المستوى الداخلي فثمة تظاهرات مستمرة إلى اليوم ضد الحكومة الإسرائيلية على خلفية مخططات الهيمنة على القضاء التي تقدم تحت مسمى الإصلاح القضائي.

والأمر المؤكد وفق الكاتب شبل، هو “الموقف الشعبي المصري الرافض للوجود الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والداعم لأي عملية مسلحة تسهم في إيلام جيش الاحتلال وإرباكه وإضعاف صورته أمام الرأي العام العربي”.

إقرار بالضعف

وفي صحيفة هآرتس العبرية، أقر الكاتب عاموس هاريل بأن الهجوم على الحدود المصرية يفضح ضعف الجيش الإسرائيلي ومحدودية أجهزته، مدعيا أن هناك حاجة لتقييم ما إذا كان هناك توازن مناسب بين القوات والمراكز ووسائل المراقبة، بالنظر إلى الطول غير العادي للحدود المصرية (240 كلم).

ووصف هاريل في مقال له بالصحيفة الحادث بأنه خطير واستثنائي سواء في ظروفه أو في نتائجه القاتلة، مضيفا أن ضابط الأمن المصري تمكن من اختراق الحدود دون عوائق وقتل 3 جنود وجرح رابعا.

وبانتظار الكشف عن تفاصيل إضافية عمّا حدث وهوية الجندي المصري المشتبك، تبقى هذه العملية صفعة قوية للاحتلال أتته من حيث لم يحتسب، وتبقيه في حالة ترقب بانتظار الصفعة أو الصفعات القادمة ومن أي اتجاه ستكون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...