الجمعة 26/أبريل/2024

في الذكرى الـ 59 لانطلاقة منظمة التحرير.. شعبٌ يعتز بها ويتوق لإصلاحها

في الذكرى الـ 59 لانطلاقة منظمة التحرير.. شعبٌ يعتز بها ويتوق لإصلاحها

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
لا تزال منظمة التحرير الفلسطينية تمثل قيمة عليا في وجدان وضمير أبناء الشعب الفلسطيني الحر، الذين يعبرون عن فخرهم واعتزازهم بها بوصفها الممثل الشرعي والوحيد لهم كما يحبون أن يطلقوا عليها، ويتشوفون لإصلاحها وعودتها إلى حضن الشعب، تقود مسيرته كما كانت طيلة عمر الثورة.

وثمة سؤال برسم الإجابة، يتمنى كل فلسطيني الحصول على إجابة شافية له.. أين موقع المنظمة اليوم من خريطة فلسطين؟ وإلى أين ذهب بها خاطفوها؟ وكيف يمكن إنقاذها في الذكرى الـ 59 لانطلاقتها التي توافق 28 أيار/ مايو من كل عام.

تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، في 28 أيار/مايو عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في مدينة القدس، بقرار من مؤتمر القمة العربية، الذي انعقد في القاهرة في العام ذاته، لتكون ممثلا للفلسطينيين في مختلف المحافل الدولية، وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.

وكلف المؤتمر ممثل فلسطين آنذاك أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين، وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته جرى وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني.

ممثل شرعي مختطف

يقول رئيس الهيئة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج سمعان خوري، إنه في الذكرى الـ 59 لتأسيس المنظمة فإننا جميعاً نؤكد أنها الممثل الشرعي لأبناء الشعب الفلسطيني، ولكن بكل أسف فإن السلطة الفلسطينية قد سيطرت بصورة كاملة على المنظمة، وعلى جميع مؤسساتها، وفق قوله.

وأضاف خوري في حديث مع “قدس برس” إنه لدينا القناعة الكاملة بأن المنظمة تمثلنا، لكن قيادتها تنكرت لفلسطينيي الشتات، وإن كنا نقول بأن منظمة التحرير تمثلنا، فهي بكل تأكيد دون قيادتها الحالية، التي خطفت المنظمة من مضمونها وهو تحرير الأرض الفلسطينية، على حد تقديره.

وقال: قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لم تأخذ بعين الاعتبار الفلسطينيين في دول الطوق والشتات، وهمشت جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، ونحن نمثل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني أي قرابة 8 مليون لاجئ، وهم الذين يعيشون في دول اللجوء، مطالبا بالحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية.

عنوان نتمسك به

بدوره، قال السفير السابق وعضو المجلس ﺍﻟﻮﻃﻨي الفلسطيني ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، الدكتور ربحي حلوم: إن منظمة التحرير الفلسطينية هي المظلة الشاملة، وهي العنوان الأساسي المفترض أن يتمسك به كل فلسطيني.

واستدرك حلوم في حديث مع “قدس برس”، قائلا: للأسف الشديد بعد مضي 59 عاما على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية فإن هناك من حاولوا اختطافها من مضمونها، ومحتواها وثوابتها الوطنية، بإلغاء الميثاق القومي الذي يشكل العمود الفقري للمنظمة، وهي الهادي والشعلة المضيئة التي تنير درب المرحلة الحالية والمستقبلية حتى التحرير.

وتابع: تم وأد منظمة التحرير الفلسطينية في خارطة طريق من وقعوا على اتفاقية أوسلو عام 1993، وأصبحت منظمة التحرير تحكم بمرسوم عسكري إسرائيلي، على حد تعبيره.

وأعرب حلوم عن أسفه من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكثر من مرة عن قدسية التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبهذا الإعلان الصريح أصبح مفهوم منظمة التحرير الفلسطينية لاغياً، ولم يعد لها وجود في أطار السلطة الفلسطينية.

وشدد على أن منظمة التحرير بالنسبة للفلسطينيين في الداخل والخارج المظلة الشرعية، ولا يجوز لأحد كائناً من كان أن يعبث بها.

وتنامت الدعوات لإصلاح هياكل المنظمة وتمكين كل الفصائل من الانضمام إليها، وعرفت الأحداث الفلسطينية تطورا ملحوظا بعد التوقيع على إعلان القاهرة في مارس/آذار 2005 الذي نص على إجراء انتخابات محلية وتشريعية واعتماد الحوار لحل الخلافات، حين فازت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالأغلبية.

ظروف وتحولات

وتعليقا على دور المنظمة وعن وضعها الراهن، يؤكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة في حديث خاص لـ”قدس برس”، أن المنظمة مرت خلال هذه السنوات بظروف مختلفة وأن أول التحولات كانت حينما انضمت حركة فتح لها عام 1968 وأصبحت على رأس قيادتها، مؤكدا على أن نقطة التحول الثانية كانت عام 1974 حينما تم طرح مبادئ النقاط العشرة، حيث كانت المنظمة تتحدث عن التحرير وأصبحت تتحدث عن الدولة أو السلطة في مبادئ النقاط العشرة التي أقرت في المجالس الوطنية المتعاقبة، إلى أن وصلت إلى منعطف اتفاق أوسلو وعدلت الميثاق الوطني في غزة عام 1996 بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلنتون.

ويرى خريشة أنه وبعد اتفاق أوسلو (1993) تم إنهاء المنظمة كدور، لتصبح السلطة هي المسؤولة عن منظمة التحرير، مؤكدا أن منظمة التحرير أصبحت مجرد رقم مالي صغير في موازنة السلطة بالرغم من التشكيلات الموجودة فيها، وعلى الرغم من أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، إلا أنه يجب استعادتها من خاطفيها، حسب وصفه

ويشدد خريشة على أن الاستعادة لن تكون بالانقلاب ولا بالعصيان بل من خلال إجراء انتخابات بمجلس وطني فلسطيني يضم كل الفلسطينيين (الشتات و٤٨ و٦٧) بحيث يشاركوا في هذه الانتخابات، ما يمكّن المنظمة من استعادة دورها ومضمونها، لكن هذا الأمر يصطدم الآن بواقع التفرد الذي تعيشه السلطة الفلسطينية من خلال نخبة سياسية متحكمة في الساحة الفلسطينية.

المشكلة ليست في المنظمة

أما الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، فيرى أن الشعب الفلسطيني يفتخر ويعتز بوجود هذا الجسم التنظيمي الجامع للشعب الفلسطيني، والذي فرض نفسه من خلال دماء الشهداء كقيادة موحدة للشعب الفلسطيني، أو ممثل شرعي وحيد له من خلال التضحيات ومن خلال المهمة التي تقوم بها المنظمة وهي تحرير فلسطين.

وأضاف أبو شمالة لـ “قدس برس”، أن “المشكلة ليست في منظمة التحرير ولا في البرامج التي انطلقت من أجلها المنظمة، ولا في ميثاقها ولا دستورها ولافي قيادتها في المرحلة التي انطلقت من أجل تحرير فلسطين، وإنما فيما ما وصلت إليه المنظمة في الوقت الراهن من تنسيق وتعاون أمني مع المخابرات الإسرائيلية، على حد قوله.

وشدد أبو شمالة أن قيادة منظمة التحرير الحالية لو أعطت الشعب الفلسطيني الفرصة، لاختيار أعضاء المجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، ستسترجع شخصيتها وهيبتها وتعود إلى الأصول التي انطلقت لأجلها، ولا تبقى أسيرة لهذا الواقع الذي انحرف به من مسار قيادي لتحرير فلسطين إلى مسار تطبيعي وخياني، حسب وصف أبو شمالة.

وختم أبو شماله حديثه، قائلا إنه إذا تم تنقية المنظمة من العاطلين عن العمل المقاوم، ومن الراجفين والقاعدين بانتظار المعونات آخر الشهر، وأضيف أولئك المقاومون تعود المنظمة إلى بريقها السابق عام 1964 حين مثلها أولئك الحريصون عل الشعب الفلسطيني.

تهميش فلسطينيي الخارج

بدوره، قال نائب مدير عام “مؤسسة القدس الدولية أيمن زيدان إنّ منظمة التحرير الفلسطينية أدارت ظهرها لنصف الشعب الفلسطيني خارج فلسطين وهمشت دورهم، وانفردت في توجهات سياسية كارثية عبر مسار أوسلو الآخذ بالانهيار.

واستدرك قائلا: إن الشتات الفلسطيني انتظم في أطر وتجمعات وديناميات عمل، فتحت آفاق التطور وأدت إلى تنامي الدور والوزن السياسي للفلسطينيين بالخارج، مشيرا إلى أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا، الذي انطلقت أعماله قبل يومين، يشكل مبادرة سياسية مهمة ضمن الأطر الناظمة لأنشطة الشتات الهادفة إلى تقديم الرواية الفلسطينية للرأي العام الأوروبي.

تفريغها من مضمونها

من جهته، عدّ الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عريب الرنتاوي، أن منظمة التحرير الفلسطينية فقدت شرعيتها، وقال في حديث مع “قدس برس”، إن المنظمة ليست سلطة حاكمة، ولا مؤسسة تعمل على تحرير الأرض، بل هي ملحق بالسلطة الفلسطينية، والأخيرة هي من يتولى تحريكها والإنفاق عليها، ولم تعد هي المنظمة الأم، فعلاقة السلطة الفلسطينية بالمنظمة مثل علاقة الابنة التي ولدت أمها، على حد تعبيره.

وأعرب عن اعتقاده أنه حصل تهميش منظم لصالح تسمين السلطة الفلسطينية على حساب المنظمة، وأنه جرى اختزال المشروع الوطني الفلسطيني إلى مشروع كيان فلسطيني فقط في الضفة الغربية، أو ما تبقى منها، وأصبح هناك محاولة لاختزال الشعب الفلسطيني فقط في الضفة الغربية، ولذا لا نجد أي تأثير للمنظمة على فلسطينيي الشتات، ولا تأثير للمنظمة على فلسطينيي الـ 48، والمنظمة بفعل الانقسام عمليًّا هي خارج قطاع غزة، وهي كيان أضعفت كل مؤسساته وهمشت إلى درجة يمكن القول أنها فقدت شرعيتها، على حد تعبيره.

ولفت الرنتاوي إلى أن القرارات الأخيرة بتفريغ المنظمة من مضمونها نتيجة الإجراءات المتنفذة للقيادة في السلطة الفلسطينية، عطلت دور المنظمة كإطار جامع تلتقي تحت مظلته كافة القوى والفصائل الفلسطينية، وبالتالي هناك حالة تهميش لكل المؤسسات بما في ذلك فتح، والمجلس الوطني، والمجلس التشريعي المعطل بعيد انتخابه، ولا يوجد استعداد للشراكة، ولا للعمل الجماعي داخل المنظمة، وهناك من يشتكي حالة التهميش داخل إطار المنظمة كالجبهة الشعبية نتيجة اتخاذ القرارات دون مشاورة، وفق ما أورد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...