الجمعة 26/أبريل/2024

الصراع على القدس وحدود الاشتباك فيها وعليها

محود مرداوي

تفرض مسيرة الأعلام نفسها على صانع القرار الفلسطيني كونها أصبحت رمزا لتهويد القدس وجزءا من معركة السيادة عليها والتي تحاول الحكومات الصهيونية المتعاقبة تثبيت واقع أن القدس موحدة تحت السيادة الصهيونية.
بدأت المسيرة منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان مسارها يمر من غرب القدس – باب الخليل في البلدة القديمة- حائط البراق، ولم يكن يتم التجمع عند أبواب الأقصى وتأدية رقصات تلمودية.
تطور مسار مسيرة الأعلام مع الاحتفاظ بالمسار القديم، فقد بدأت جماعات الصهيونية الدينية بسلوك طريق جديد يبدأ، من غرب القدس- باب العامود- طريق الواد والحي الإسلامي- حائط البراق. في هذا المسار يحتشد المستوطنون عند باب العامود ويؤدون رقصات تلمودية بصورة استفزازية بالإضافة لكيل الشتائم للعرب.
تعتبر المسيرة من المسيرات القومية، وسوف يشارك فيها وزراء الاستيطان هذا العام، الذين لا يضعون في حساباتهم العلاقات مع المجتمع الدولي الذي يصنف “شرق القدس” مدينة فلسطينية حتى الآن، وقد بدأت الجماعات أكثر جرأة في الحديث عن القدس الموحدة بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة موحدة للكيان.
زاد التركيز على مسيرة الأعلام بعد معركة سيف القدس والتي اندلعت في ظل تظافر جملة من العوامل مثل محاولات التهجير في الشيخ جراح، والاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى ومحاولة منع الفلسطينيين من التجمع في باب العامود.
من المؤكد أن الصراع في القدس وعملية تهويدها لن تنتهي بمعركة عسكرية واحدة في الوقت الراهن، خاصة أن المسيرة هي مظهر إعلامي ومعنوي منتمي لاستراتيجية التهويد التي تشمل هدم البيوت ومنع البناء الفلسطيني الجديد في القدس، وتفكيك البنية الديموغرافية للفلسطينيين وجعل الأحياء الفلسطينية مختلطة وأسرلة التعليم الفلسطيني، ومنع المؤسسات الفلسطينية من التواجد في القدس.
لقد بنيت معركة سيف القدس على حالة المواجهة التي شهدها الشيخ جراح ووصلت مرحلة من الاشتباك اليومي، الذي وفر القناعة لدى جمهور المقاومة بأن المعركة ضرورية وهو ما خفف من ثقل أزمة القرار لدى القيادة، وشجعها على المبادرة، خاصة أن بيئة غزة التي سوف تدفع ثمن الحروب ليست على صلة وثيقة بالصراع وتفاصيله في القدس، لكن لديها الاستعداد لتحمل تبعات المعارك الوطنية إذا توفرت ظروف موضوعية في كافة ساحات الصراع واستعداد للمواجهة والدعم والإسناد.
كل ما تقدم هو ضمن تهيئة الظروف الموضوعية التي يجب العمل عليها في الضفة الغربية والقدس وتصعيد المواجهة فيها، يبقى القرار الآخر في ظروف المواجهة خاضع لتقدير قيادة المقاومة عن توفر ظروف وشقوق في السياسة الدولية أو الإقليمية أو تراجع في بيئة العدو السياسية يسهل تحقيق نتائج سياسية وإنجازات ميدانية من المعركة.
يتركز جهد المقاومة حاليا على منع أي تحول جوهري في قضايا الصراع الأساسية للقضية الفلسطينية، ومنع وقوع أي هزيمة بالشعب الفلسطيني معنوية أو مادية تؤثر على بقائه ووجوده فوق أرضه، ومواصلة الدعم والإسناد لساحات الصراع الأخرى بكل السبل خاصة الضفة الغربية من أجل مواجهة المشروع الاستيطاني ومنع تمدده وسيطرته على الأرض.
من المهم أن تبقى قضية القدس محور الصراع بجذب الاهتمام الوطني والعربي والإسلامي وبوصلة المسار النضالي الوطني. كما يجب التأكيد على هوية الصراع الدائر في القدس بأبعاده الإسلامية وهو ما يستدعي مواصلة الحشد في الأمة تجاه قضيتها في كافة العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...