الأحد 01/سبتمبر/2024

مسيرة الأعلام.. سعيٌ لفرض سيادة وهمية والفلسطينيون بالمرصاد

مسيرة الأعلام.. سعيٌ لفرض سيادة وهمية والفلسطينيون بالمرصاد

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
الخميس المقبل والذي يصادف الثامن عشر من إبريل الجاري، محطة جديدة من محطات الصراع بين الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه المتطرفين من جهة والشعب الفلسطيني من جهة، والممتد منذ أكثر من 75 عاماً.

جماعات الهيكل المزعوم مصرة على تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة وفق مسارها المخطط لها، في ذكرى ما يسمى يوم “توحيد القدس” يوم الخميس.

ولأول مرة في تاريخها، قدمت طلبًا رسميًا لإدخال مسيرة الأعلام إلى المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط.

في المقابل، يستعد المقدسيون للتصدي لاقتحامات المسجد الأقصى، ومسيرة الأعلام، بتكثيف الرباط والتواجد الدائم داخل المسجد الأقصى، ورفع الأعلام الفلسطينية في أحياء القدس، بهدف إفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين.

وتنظم “الصهيونية الدينية”، وأحزاب يمينية متطرفة هذه المسيرة الاستفزازية في البلدة القديمة سنويًا، لإحياء ذكرى احتلال القدس عام 1967، ويتخللها “رقصة الأعلام”، وإطلاق شعارات عنصرية، واعتداءات على المقدسيين.

وتنطلق “مسيرة الأعلام” عادة من شارع “أغرون”، الذي يشق مقبرة مأمن الله صعوداً باتجاه الباب الجديد، لكنها تنفصل ليتجه قسم من المشاركين إلى باحة حائط البراق من باب الخليل، فيما يواصل البقية سيرهم باتجاه باب العامود ليشقوا أزقة البلدة القديمة باتجاه حائط البراق وهم يهتفون ويرددون شعارات عنصرية مثل “الموت للعرب” و”محمد مات”، ووسط اعتداءات على الفلسطينيين وأصحاب المحال التجارية داخل البلدة القديمة.

سيادة وهمية

ويهدف الاحتلال من خلال المسيرة إظهار السيادة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة، ويستدعي لأجل ذلك وحدات الاحتياط بالجيش، إلى جانب وضعها في حالة تأهب فورية.

الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، قال إن الاحتلال يسعى لتحقيق هيبته وسيادته على القدس من خلال ما تسمى بمسيرة الأعلام.

وأوضح القيق، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال فشل في تحقيق الردع للضفة وغزة، بعد عملية الاغتيال الاستباقية لعدد من قادة المقاومة في القطاع، وعمليات الاقتحام المتكررة لنابلس وجنين، ويحاول أن يفعل ذلك عبر مسيرة الأعلام.

المختص في شؤون القدس زياد ابحيص، قال إن الجماعات المتطرفة تهدف بطلب إدخال المسيرة للأقصى، إلى فرض مجموعة من السوابق، وهي “اقتحام الأقصى في أوقات المساء، أن يكون الاقتحام من باب الأسباط، ليضيفوا بذلك بابًا جديدًا من أبواب الأقصى إلى سيطرتهم، وأن يكون الاقتحام بالأعلام والطبول”.

ويضيف، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن “اليمين الإسرائيلي المتطرف يتخذ من الذكرى العبرية لاحتلال القدس مناسبة سنوية دورية لاستعراض سيادته المزعومة على القدس باقتحام كبير وواسع للأقصى صباحًا، وبمسيرة الأعلام عصرًا”.

وتبدأ المسيرة الاستفزازية بمرور آلاف المستوطنين حول البلدة القديمة، ومن ثم اقتحامها من باب العامود عبر شارع الواد، وأداء الرقصات الاحتفالية بالهيمنة على القدس أمام كل طريق يتجه صوب أبواب الأقصى.

فشل وإفشال

وقال الباحث ابحيص، إنه رغم السقوف العالية التي يُعلنها الاحتلال عن المسيرة، إلا أن تغيير موعدها من يوم الجمعة إلى الخميس هو تراجع حصل بالفعل وكرسته المواجهة الأخيرة في غزة.

ويرى أن تغيير موعدها يشكل أيضًا تسليمًا مسبقًا من حكومة الاحتلال ومستوطنيها بعدم قدرتهم على اقتحام البلدة القديمة الجمعة، في ظل تواجد المقدسيين بأعداد مضاعفة.

ويعتقد أن مسيرة الأعلام بذاتها تعبير عن أزمة أكثر مما هي استعراض قوة، مؤكداً إمكانية إفشالها بالأدوات الشعبية، عبر جعل يومي الخميس والجمعة المقبلين يومًا لرفع العلم الفلسطيني، وللاعتصامات والتظاهرات حيثما استطعنا في فلسطين والعالم، انتصارًا لهوية القدس.

الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، يتفق مع ما ذهب إليه ابحيص، ويؤكد أن إفشال مسيرة الأعلام في تحقيق أهدافها يتطلب تعزيز التواجد والرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ولا سيما في باب العامود، وضرورة رفع العلم الفلسطيني في كل مكان بالمدينة المقدسة.

ويوضح أبو دياب، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن التواجد المقدسي يُشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال، الذي يسعى إلى “فرض سيادته المطلقة على المدينة، عبر رفع أعلامه فيها، لإثبات أنها مدينة يهودية”.

ويقول: إن “المسيرة سيتخللها هجمة إسرائيلية شرسة على المقدسيين سيكون الأشد هذا العام، لأن من يقودها أصبحوا وزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة، لذلك سيحاولون زيادة التضييق والضغط على أهالي القدس، واستفزازهم”.

ويضيف أن “اليمين الإسرائيلي، وتحديدًا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير سيُحاول عبر تمرير المسيرة الاستفزازية، إثبات عنجهيته وسيطرته، وتجسيد أفكاره المتطرفة على الأرض، وخاصة بعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، وكذلك تصريحاته حول الانتقام من القدس والضفة الغربية”.

ورغم أن بن غفير سيسعى لإثبات أن “القدس تحت سيادة الاحتلال”، إلا أنه سيفشل بتحقيق ذلك، في ظل التواجد والاستنفار المقدسي. كما يؤكد الباحث المقدسي

ويشير أبو دياب إلى أن المدينة ستشهد اعتبارًا من مساء الأربعاء أو فجر الخميس، استنفارًا إسرائيليًا غير مسبوق، وإغلاقات لبعض الشوارع والطرق، مما يُؤدي لتعطيل الحياة، وتضييق الخناق أكثر على المقدسيين، وحركة تنقلهم في المدينة وبلدتها القديمة.

ويؤكد أن المستوطنين لن يجرؤوا على اقتحام المسجد الأقصى أثناء المسيرة، لأن قادة الاحتلال وشرطتها يعلمون جيدًا أن ذلك سيؤدي إلى ردود فعل محلية وخارجية، ولاندلاع مواجهة حتمية مع المقاومة، وهم لا يريدون ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات