عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

اجتماع بالمغرب يدين التطبيع ويدعم المقاومة الفلسطينية

اجتماع بالمغرب يدين التطبيع ويدعم المقاومة الفلسطينية

الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام
أجمعت شخصيات مغربية على رفض التطبيع وإدانته وتجريمه، مشددة على دعم المقاومة الفلسطينية حتى التحرير والاستقلال.

جاء ذلك خلال عقد الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، الأحد، مجلسها الوطني الثالث تحت شعار “جميعا مع المقاومة الفلسطينية ومناهضة التطبيع”، بالعاصمة الرباط.

وشارك في الاجتماع الذي احتضن أشغاله المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مختلف مؤسسات الجبهة ومنتدبي فروعها وأعضاء مكتبها المركزي، وتميز بحضور فاعلين مدنيين وقادة سياسيين ورؤساء أحزاب ومثقفين.

وتوزعت أعمال المجلس على ثلاثة محاور رئيسة؛ الأول الجلسة الافتتاحية، والثاني تكريم المناضلين الشامخين النقيب عبد الرحمن بنعمرو ومحمد بنسعيد، والثالث خُصّص لأشغال المجلس الوطني التنظيمية والمالية والأدبية.

فلسطين أمانة والتطبيع خيانة

الجلسة الافتتاحية التي أدارها عبد الرزاق الإدريسي عضو سكرتارية الجبهة، انطلقت على إيقاع الشعار المغربي الراسخ “فلسطين أمانة.. والتطبيع خيانة/ فلسطين أمانة.. باعوها الخونة”، تميّزت بإلقاء كلمات عدد من قادة التنظيمات والأحزاب الداعمة للجبهة ناهيك عن مسؤوليها.

وفي كلمته الافتتاحية شدّد جمال العسري المنسق العام للجبهة، أننا نعيش اليوم مرحلة لم يعد كافيا فيها أن تكون ضد التطبيع وأن تعلن رفض التطبيع وتقعد جالسا، بل إننا في “مرحلة المواجهة” التي ينبغي أن “نحطم فيها جواد الخيانة”، وهي أيضا “مرحلة التحصين” تحصين الشعب بكل فئاته ضد ما يُخطّط له لعلنا ننقذ الوطن.

وقال العسري: اليوم نحن جميعا مجتمعون داخل جبهتنا من أجل تحد الدمار وإعلان رفض التطبيع وتشبثنا بقضيتنا الأولى قضية فلسطين.

وأضاف: نأبى الاستسلام ونأبى الخنوع ونأبى التطبيع ونأبى الخيانة، ونرفع صوتنا عاليا “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، فلسطين بقدسها ومقدساتها، بشعبها وشهدائها، بأسراها ولاجئيها، بأرضها وزيتونها.

التطبيع.. نفاق وخداع

في الكلمة الثانية، جددت نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد رفض حزبها لاتفاقية التطبيع المشؤومة الموقعة عام 2020، واصفة إياها باتفاقية نفاق وخداع.
وعدّت التطبيع خيانة كبرى لحاضر ومستقبل كل الشعوب العربية والمغاربية، ومذكرة بأن التطبيع قديم في المغرب ابتدأ مع الاستخبارات التي نقلت مواطنين مغاربة يهود ليستوطنوا أرض فلسطين ويحتلوها مع المحتلين وليعتنقوا العقيدة الصهيونية، ثم اتخذ التطبيع لاحقا أبعادا جديدة وطال جل المجالات والقطاعات.

ودعت إلى تطوير المبادرات وتكثيف الأنشطة المناهضة للتطبيع؛ من قبيل تأسيس مرصد لتتبع التطبيع التربوي بالنظر لخطورته على الناشئة، وإطلاق جبهات دعم القضية على المستوى المغاربي والعربي، وهو ما من شأنه إحراج المنتظم المحلي والدولي وتعديل موازين القوى بما يدعم بشكل فعال هذه القضية العادلة.

أكبر قضية عادلة

من جهته، أكد مصطفى الشافعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن القضية الفلسطينية أكبر قضية عادلة عرفها التاريخ البشري، منبها إلى أن هذه القضية والنضال من أجلها هو نضال عام من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأشار المتحدث إلى أن المدافعين عن عدالة فلسطين يواجهون اليوم تحديين؛ الأول يتمثل في انتشار رقعة الصمت تجاه القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والذي يجسده الجمود الدولي إزاء مختلف الأحداث والخروقات التي تقع في الأراضي المحتلة، وهذا على خلاف الماضي الذي كانت تحظى فيه القضية بالنقاش في كل مناسبة.

أما الثاني فهو التطبيع الذي عدّه “أسلوبا أخطر من الكلاشينكوف” ومن القمع والغطرسة الصهيونية لأنه يستهدف تحويل الذاكرة والوجدان الشعبي أساسا ليعتبر الصراع الصهيوني مع المقاومة الفلسطينية شيئا عاديا وخلافا طبيعيا، والأخطر هو الترويج للتطبيع باعتباره في صالح القضية والحقوق الفلسطينية.

مواجهة التطبيع

من جهته أكد عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أهمية التعاون والتنسيق من أجل قضية فلسطين، قضية العرب والمسلمين المركزية.

التطبيع اليوم، يقول متوكل، أصبح سياسة رسمية للدولة، تُوقَّع الاتفاقات علنا وأمام عدسات الكاميرات، وتُنظّم التظاهرات الثقافية وتستدعى لها شخصيات صهيونية بارزة، وتبرمج مشاريع في عدة مجالات بما فيها المجال الأمني والعسكري، بمعنى أصبحنا أمام أخطبوط سرطاني يتمدد في المجتمع المغربي بسرعة رهيبة.

والأخطر، يحذر المتحدث، هو الاختراق المجتمعي الذي أصبح يستهدف ترويض المغاربة على قبول الاحتلال الصهيوني لفلسطين أو اعتبار تلك القضية هامشية لا تعنينا، وكذلك قبول القتلة والمفسدين بين ظهرانينا في المغرب أرض المجاهدين والأحرار. من هنا يتأكد أهمية التصدي للتطبيع ونشر الوعي بآثاره المدمرة للبلاد والعباد.

أما جمال براجع الكاتب العام لحزب النهج الديمقراطي فحذّر من جهته من الطابع الخياني لقرار التطبيع الرسمي وكذا خطورة تسريع وتكريس توسيع سياسة التطبيع مع هذا العدو المجرم على كافة المستويات، وما يشكله ذلك من خطر داهم وكبير ليس فقط على القضية الفلسطينية، ولكن كذلك على مصالح الشعب المغربي ووحدته ومستقبله وهويته وثقافته. وهو ما يستدعي، يؤكد، تكثيف جميع الجهود وترصيص آليات النضال من أجل موجهته وتفكيكه.

ودعا إلى تجميع جهود جميع قوى الشعب المغربي المنحازة إلى القضية الفلسطينية وللمصلحة العليا والحقيقية للشعب في التحرر والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، من أجل خلق القوة الشعبية والضرورية للتفكير وتغيير موازين القوى كشرط لازم لإسقاط هذا التطبيع الخياني وتحرير بلادنا من الصهاينة ومن عملائهم.

بنعمرو وأيت إيدر.. تكريم مستحق

وفي جلسة ثانية مفعمة بمشاعر العرفان والتقدير ممزوجة بمعاني استمداد الصمود من النموذج، كرمت الجبهة الشخصيتين الوطنيتين البارزتين النقيب عبد الرحمن بنعمرو والمناضل الصامد محمد بنسعيد أيت إيدر.

ووسط حضور مكونات الجبهة وقادة التنظيمات والأحزاب السياسية الحاضرة، افتتح التكريم بترديد القاعة لشعار “تحية نضالية لرموز القضية”، في إشارة إلى ما قدمه الرجلان الكريمان من دعم طويل ممتد في الزمن للقضية الفلسطينية وما قاسياه في سبيل الحق الفلسطيني الراسخ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات