عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الهجمات السيبرانية.. معركة حامية تستعر ضد الاحتلال

الهجمات السيبرانية.. معركة حامية تستعر ضد الاحتلال

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

معركة حامية الوطيس، لا تقل سخونة ولا أهمية عن المعارك المعتادة، مع الاحتلال الصهيوني، فالحرب السيبرانية تشتد ضراوة ومعها تتكشف أوجه متعددة للمواجهة مع الكيان.

وفي أحدث تلك الهجمات المتواصلة، تمكن هاكرز من اختراق صفحة رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو على موقع “فيسبوك”.

وذكرت القناة 7 العبرية أن هاكرز تمكنوا من اختراق حساب رئيس الحكومة نتنياهو عبر فيسبوك وانستغرام ونشروا عليه نصوصا ومقاطع فيديو باللغة الفارسية، ضمن حرب السايبر التي تصاعدت في الأيام الأخيرة.

ولليوم الثالث على التوالي، تواصل مجموعة هكرز “أنونيموس سودان”، هجماتها السيبرانية على مواقع إسرائيلية من بينها مواقع حساسة تابعة لأجهزة أمنية لدى الاحتلال.

وبحسب تقارير إسرائيلية؛ فقد هاجمت “أنونيموس سودان” مواقع شركة “موانئ إسرائيل” وميناء حيفا.

وأعلنت مجموعة القرصنة أنها هاجمت عدة مواقع إسرائيلية على الشبكة العنكبوتية وتسببت بإلغاء عمل المواقع.

ويدور الحديث عن طبيعة الهجوم، بأنه هجوم يتسبب في حجب الخدمة وبطء تقديم الخدمات من خلال هذه المواقع وصعوبة الوصول إليها.

وأشارت “أنونيموس سودان” إلى أن الهجوم يأتي ردا على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وذلك عشية احتفال الاحتلال الإسرائيلي بذكرى ما يسمى “يوم الاستقلال” الذي احتلت فيه قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948.

وكشفت مواقع عبرية، أن “المنظمة تستخدم روبوتات في جميع أنحاء العالم، وكذلك لدى الاحتلال لإنشاء ضغط واكتظاظ على الشبكات والتسبب في عدم توفر الخدمة”.

يُذكر أن نفس المجموعة أعلنت ليلة أمس عن مهاجمتها موقع “الموساد” و”التأمين الوطني”، وتبعهما مهاجمة مجموعة كبيرة من المواقع بلغت أكثر من 15 موقعا شملت شركتي الاتصالات سلكوم وبارتنر وموقع جامعة تل أبيب، شركة مكوروت وصحيفة “جيروزالم بوست” والتي توقفت مواقعها عن الخدمة بعد أن استهدفت بهجوم من نوع “منع الخدمة”، كما أعلنت مجموعة القرصنة أنها أوقفت خدمة موقع هيئة البث الرسمية “كان”، وشركة المواصلات “إيجد”، وبنك ديسكونت.

من أماكن مختلفة

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قالت إنّ مجموعة الهاكرز هذه، باتت تلعب مؤخراً دوراً ناشطاً في هجمات سيبرانية ضد “إسرائيل”، وتعمل إلى جانب مجموعتي “هاكرز” روسيتين، ومجموعة هجوم ماليزية، ومجموعة هجوم إندونيسية، وعدد من المجموعات الصغيرة الأخرى.

من كل حدب وصوب، تتوالى الهجمات السيبرانية على “إسرائيل”، وأدوات الحرب المستخدمة اليوم، لم تعد كتلك التي في الماضي، إذ تحوّل المجال السيبراني، أحد ميادين التنافس الجديدة، إلى سلاح فعال كالأسلحة العسكرية، وبات يشكّل تهديداً لأمن الدول القومي.

وعلى رغم من العدد الكبير من الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مجال السايبر، إلا أنّ “تل أبيب” لم تستطع مواجهة هجمات سيبيرية تضاعفت في الآونة الأخيرة، بحسب المدير العام لمديرية السايبر الإسرائيلية (INCD) غابي بورتنوي. 

في الربع الأول من عام 2022، قفزت محاولات الهجوم السيبراني ضد “إسرائيل” بنسبة 137%، بحسب موقع “تيك مونيتور” وقد حدد جيش الاحتلال، زيادة بنسبة 70% في “النشاط العدائي السيبراني” في السنوات الأخيرة.

دفاع إلكتروني

هذا الارتفاع الهائل بعدد الهجمات السيبرانية، دفع مديرية السايبر الإسرائيلية (INCD)، إلى بدء العمل على شبكة نظام إلكترونية شبيهة بنظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”.

ويقول بورتنوي، إنّ ما يسمى بـ “القبة السيبرانية”، هي أمر “أساسي لصد الهجمات الإلكترونية المدعومة من إيران”.

لكن “القبة السيبرانية” وحدها لم تنجح بالدفاع عن الكيان وتوالت الهجمات. ولذلك، عملت الاستخبارات الإسرائيلية على توسيع  “الوحدة 8200″، وهي وحدة في الاستخبارات الإسرائيلية مسؤولة عن التجسس الإلكتروني.

بدايةً تكونت من خمسة أشخاص، من بينهم سكرتير وسائق، لكن بعد الهجمات المتتالية، هذه الوحدة، هي الآن أهم لواء عسكري، وتضم بين صفوفها جنوداً وضباطاً أكثر من الموظفين والعملاء في الموساد والشاباك مجتمعين، وهي تتعاون مع نظيرتها الأميركية، “وكالة الأمن القومي”.

هذه المعركة، باتت تشكل تهديداً ومساساً للاقتصاد، بحسب الإعلام الإسرائيلي، الذي ذكر أيضاً، أنّ هناك مخاوف من محاولة الجهات المختلفة وعلى رأسها إيران استهداف الجبهة الداخلية بالهجمات السيبرانية،  بحال نشوب حرب ومواجهة مباشرة. 

تأثيرات واضحة

حول الهجمات السيبرانية يصنف الأستاذ في دائرة الحاسوب في جامعة بيرزيت مصطفى جرار الهجمات السيبرانية إلى نوعين، أولهما يهدف إلى الحصول على معلوماتٍ مثل صور وتسجيلات صوتية أو ملفات على أجهزة، وهي اختراق للحصول على معلومات عبر تسجيل الكاميرات في الهواتف الذكية، أو اختراق البنوك، والثاني يهدف إلى تعطيل المؤسسة أو الشركة.

ويوضح جرار أن هذه الهجمات السيبرانية قد تؤدي إلى تعطيل المؤسسات لفترة تصل إلى أشهر في بعض الأحيان، وتتعطل أعمالها وتؤثر على الاقتصاد، فضلًا عن إمكانية تسريب معلومات أمنية أو اقتصادية، مؤكدًا على أن الاختراق لا يحتاج إمكانياتٍ كبيرة، وبإمكان أي شخص اكتسبَ المهارات أن ينفذه بشكلٍ عام. 

وينوّه المحاضر في جامعة بيرزيت إلى أن الدول أصبحت لها جيوشٌ إلكترونية، بعيدًا عن الشكل المعتاد للجيوش الذي يحمل السلاح والعتاد، مشددًا على أن الأسلحة التقليدية تقّل فعاليتها بدون جيوش إلكترونية، وأن الدول تمتلك أجهزة أمنية إلكترونية لا تعلن عنها للدول الأخرى. 

وحول الهجمات السيبرانية التي تعرض لها الاحتلال، يلفتُ جرار إلى أن الاحتلال بمؤسساته الأمنية والمدنية والعسكرية يتعرض لهجمات سيبرانية، “وهناك دول مثل إيران اخترقت الاحتلال في أكثر من مستوى، وقاموا بتصوير مفاعل ديمونا، وهذه الاختراقات لا تحتاج للكثير من المؤسسات الكبيرة للقيام بها، وعلى الفلسطينيين التركيز ومحاولة القيام بذلك”. 

أدوات للمقاومة

أيمن الرفاتي المختص في الشأن الصهيوني، يقول: لا شك أن الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها دولة الاحتلال هي إحدى أدوات المقاومة، ومن يقف وراء هذه الهجمات جهات وأفراد يرفضون الاحتلال، ويعملون على مقاومته، بطريقتهم.

وأضاف في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك أشخاص من أمتنا، لا حدود لدولهم مع هذا الاحتلال، يشاركون في هذه الهجمات على دولة الاحتلال، وهذا جزء من الجهاد والنضال الذي يوجه ضد الاحتلال.

وأشار إلى أن هذا الباب بات مفتوحًا أمام جميع الخبراء والمختصين، لمقارعة هذا الاحتلال.

وأكد أن تلك الهجمات مؤثرة جدًا، ولها تداعيات كبيرة، ويخشى الاحتلال من هجمات منسقة في الفترة المقبلة، وأن تكون هجمات متزامنة مع أي مواجهة على الأرض، ما يعني فتح جبهة جديدة ضد الاحتلال، في ظل ترابط الساحات ووحدتها.

وأوضح الرفاتي أن الاحتلال ينظر إلى الهجمات الإلكترونية المتواصلة، أنها جبهة جديدة فتحت عليه، لا تقل ضراوة عن الجبهات القتالية الأخرى.

وقال: هناك جهود كبيرة كانت في الفترة السابقة لتنظيم هذا العمل، من خلال تحفيز كل من لديه معرفة، ومساعدة المقاومة، وبصمات الشهيد القائد جمعة الضحلة كانت واضحة، وهو الذي شكّل جيش القدس الإلكتروني.

وقال: تأثير الهجمات كبير جدًا، وخاصة أن بنى الاحتلال التحتية والمرافق متطورة وتقوم على الجانب الإلكتروني، وبالتالي الهجمات تؤدي لشلل واضح في هذه البنى من قطارات ومؤسسات وخلافه، وسيشعر بهذه الهجمات المجتمع الداخلي في الكيان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات