الأربعاء 08/مايو/2024

محمد العصيبي.. الطبيب الشاب يعود بالكفن الأبيض

محمد العصيبي.. الطبيب الشاب يعود بالكفن الأبيض

النقب – المركز الفلسطيني للإعلام

عاد محمد العصيبي قبل شهرين، من رومانيا حيث يدرس الطب البشري، إلى بلدته حورة في النقب المحتل، حيث استقبلته والدته بالفرح والسرور، وهو الذي تبقى على حصوله على الشهادة امتحان فقط في شهر يونيو/ حزيران.

محمد الابن الأكبر بين 3 ذكور و4 إناث، ودرس الطب ليحقق حلمًا طالما راوده ليداوي آلام المرضى، لا سيما والديه المريضين.

الشاب الطبيب الذي يقضي رمضانه الأول بين أهله منذ 7 أعوام قضاها في رومانيا، حمل نفسه وقصد المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، مع ربع مليون مصلًّ أدوا الصلاة، ومكث في المسجد حتى التراويح وكان ينوي الاعتكاف لكن رغبة والدته كانت العودة إلى حورة.

وأثناء خروجه من باب الأسباط، رأى فتاة جريحة نتيجة اعتداء الاحتلال على مسيرة في أزقة البلدة القديمة، هم لأداء واجبه المهني، فمنعه جنود الاحتلال فاحتج فعاجلوه بـ20 رصاصة أدت لاستشهاده.

حاول الاحتلال ترويج رواية أن محمد حاول خطف سلاح أحد الجنود، إلا أن الشهود فندوا زيف الرواية، وأكدوا أن محمد تعرض لعملية إعدام بربرية مكتملة الأركان.

وادّعى الاحتلال أنّ الكاميرات لم تسجل جريمة إعدام الطبيب لوقوعها في “زاوية ميتة”، وهو ما تهكّمت عليه شقيقته التي امتزجت كلماتها بين التهكم والغضب في آنٍ واحد: “الجميع يعلم أنه لا يوجد موضع قدم إلا وبه كاميرات مراقبة في الأقصى، لكنهم لا يريدون أن يكشفوا بشاعة جريمتهم بإعدام طبيب حاول إسعاف فتاة جريحة، لأنه صاحب نخوة وشهامة”.

والدته رثته بكلمات حزينة، “7 سنوات ونحن ننتظره يتخرج من الجامعة، ولكن ربنا أكرمنا بشهادة أكبر من كل الشهادات، شهادة الأقصى مسرى رسول الله”.

وتابعت، “عندما رآهم يعتدون على الأخت قرر مساعدتها، ليس معه أسلحة ولا أي شيء، كل ما يتحدثون عنه افتراءات، ذهب ليصلي فقط”.

وأضافت، “يوم الجمعة جاء وأيقظني من النوم، وقال لي إنه يريد الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى في رمضان، فقلت له في حمى الرحمن”.

وقالت، “غدروه بدم بارد، إنسان أعزل، يحب الخير للناس ويساعد والده، ويساعدنا، ولكن الحمدلله أنه استشهد فداء للأقصى هذه شهادة نعتز بها”.

كما دعت منظمة العفو الدولية أمنستي، اليوم الإثنين، إلى فتح تحقيق مستقل في جريمة إعدام قوات الاحتلال الطبيب الشاب محمد خالد العصيبي من النقب ليل الجمعة -السبت الماضي، قرب باب السلسلة في المسجد الأقصى.

وأكدت المنظمة الحقوقية، بحسب ما جاء في بيان صدر عنها، أنها “لا تثق بالرواية التي نشرتها الشرطة وتعتقد أنه تم استخدام القوة القاتلة بسبق الإصرار ودون الحاجة لذلك”.

وشددت “أمنستي” على أن “التحقيق يجب أن يتولاه جسم مستقل وذو مصداقية وليس قسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) المعروف بإغلاق الملفات ومنح حصانة لعناصر الأمن مرتكبي الجرائم، لا سيما ضد الفلسطينيين”.

وأفادت المنظمة بأن “هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الشرطة إلى استخدام مثل هذا العذر في الحالات التي يشكك الجميع بروايتها ويتهم عناصرها بالقتل بدم بارد، خاصة عندما يكون الضحية فلسطينيًا بغض النظر عن أي جانب من الخط الأخضر يعيش”.

ومن الفحوصات التي أجرتها منظمة العفو الدولية في القدس المحتلة، ومن الصور التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر أن البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى ومحيطه مراقب بكاميرات متطورة تعمل على مدار الساعة.

وأشارت المنظمة إلى وجود “4 كاميرات مراقبة في المنطقة التي قتل فيها الجنود الشاب العصيبي، بالإضافة إلى كاميرات الجسد التي يحملها عناصر /حرس الحدود/ التي من المفترض أن تعمل”.

ودعت المنظمة إلى “عدم تقبل رواية الشرطة الرسمية، والمطالبة بفتح تحقيق مستقل وشامل في ما حدث ومعرفة كيف ولماذا تم قتل الطبيب الشاب من بلدة حورة”.

وتسود مناطق الداخل الفلسطيني المحتل حالة من الغضب والاستنكار، بسبب إعدام الاحتلال الشاب الطبيب العصيبي، وأغلقت المحلات والمراكز وجهاز التعليم أبوابه تنديدًا بالجريمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

إصابة 3 جنود صهاينة في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت قوات الاحتلال الصهيوني - اليوم الأربعاء- إصابة 3 جنود صهاينة باشتباكات في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية....