الجمعة 26/أبريل/2024

هجوم مجدّو والاعتراف الإسرائيلي بالفشل

د. عدنان أبو عامر

يتساءل الإسرائيليون بعد مضي على انفجار مجدّو شمال فلسطين المحتلة: هل شكّل تصعيدا في التوترات العسكرية والأمنية القائمة؟ بعد سماح الرقابة العسكرية بنشر موجز مفاده أن مسلحا تسلل من لبنان نفذ هجوماً في مفترق مجدّو، أدى لإصابة إسرائيلي بجروح خطيرة بانفجار عبوة ناسفة، حيث انسحب المنفذ من مكان الحادث، وتم تحديد موقعه لاحقًا على يد قوات جيش الاحتلال، وتصفيته قرب الحدود اللبنانية.

المشكلة الأساسية في انفجار مجدو بنظر الاحتلال تتمثل في أن شخصًا ما نفذ عملية تسلل بهدف تنفيذ هجوم فدائي، وعلى ما يبدو من لبنان، بطريقة لم يتم الكشف عنها، ودون سابق إنذار، وقد علم الإسرائيليون بكل هذه التفاصيل، بمن فيهم أجهزة الأمن والجيش، في وقت لاحق، مع العلم أن الخطأ الأكبر لا يكمن في عدم منع التسلل فحسب، بل في عدم فهم الاحتلال لوجود عناصر معينة في لبنان، فلسطينيين أو لبنانيين، أو كليهما معاً، لديهم الاستعداد الكامل لمحاولة تغيير قواعد اللعبة.

للتذكير فقط، فقد قالت قواعد اللعبة تلك أن الاحتلال لا يعبث داخل لبنان عموما، بل يهاجم إيران وحزب الله في سوريا، فيما لا ينفذ حزب الله هجمات مسلحة داخل فلسطين المحتلة، صحيح أنه يبني قوته العسكرية الفتاكة، لكنه لا يستخدمها لشن هجمات ضد الاحتلال، على الأقل حتى الآن، لكن ما حدث في انفجار مجدو أن شخصًا ما حاول تغيير قواعد اللعبة، فهل هو الحزب نفسه، أم قوة أخرى في لبنان لها علاقة به بطريقة أو بأخرى، إلى الآن لا يعرف الإسرائيليون الإجابة على وجه الدقة، أو هكذا يدّعون، ورغم تصفية المنفذ، فما زالت الأسئلة الخاصة والحرجة دون اجابات إلى أن تتوفر مزيد من المعلومات.

يتزامن انفجار مجدّو مع تقارير اسرائيلية عديدة عن استهداف مسؤولين ونشطاء مختلفين في هجمات نفذها جيش الاحتلال في سوريا، ووفق القراءة الإسرائيلية، فقد يكون من قام بهذه العملية رأى أنها وسيلة لخلق رادع ضد العدوان الإسرائيلي في سوريا.

الخلاصة الإسرائيلية المحبطة من انفجار مجدو أنه من الواضح أن هناك من فاجأ الاحتلال، وبعيدا عن حالة التسلل نفسها، فقد كانت مفاجأة أساسية، ولم يكن الاحتلال مستعدا لاحتمال وجود عناصر في لبنان قادرين على تنفيذ هذا الهجوم، مما يجعله حدثا مزعجا للغاية بالتأكيد من وجهة نظر الاحتلال.

في سياق متصل، يطرح الإسرائيليون السؤال حول قابلية الحدود اللبنانية الفلسطينية للاختراق، مع العلم أنه لا توجد حدود غير قابلة للاختراق بشكل كامل، وبالنسبة للحدود الشمالية بالذات فإن التهريب يحدث طوال الوقت، وهناك نشاط في منطقة السياج الحدودي.

للتذكير فقط، ففي عام 2002 حصل تسلل من قبل مسلحين فلسطينيين قرب مستوطنة ميتسفاه، واستخدموا سلمًا خاصًا لتسلق السياج، ونفذوا هجوما فدائيا داميا أوقع ستة قتلى من المستوطنين، رغم أن قوات الاحتلال موجودة في هذه المنطقة، وتقوم باستمرار بالمسح والبحث عن استعدادات لاختراق محتمل، لكننا أمام صراع عقول وأدمغة بين الجانبين، حيث تحاول القوى المقاومة بناء القدرات، رغم جهود الاحتلال لإفشالها، ولكن دون جدوى.

مقال خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...