الجمعة 19/أبريل/2024

فلسطينيو لبنان.. الأزمة تتفاقم والأوضاع خانقة ومطالبات بالتدخل

فلسطينيو لبنان.. الأزمة تتفاقم والأوضاع خانقة ومطالبات بالتدخل

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

اللاجئة سعاد علي (66 عامًا) تتحرك في سوق مخيم الرشيدية في جنوب لبنان يمينًا ويسارًا، وتشتري من كل صنف حبة أو حبتين، في محل بقوليات أخبرت البائع أنها تريد بيضة واحدةً.

عندما سألها مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن ذلك، فأجابت قائلة: “بالكاد نستطيع فعل ذلك، لي ابن واحد يعمل في مجال الزراعة في ضواحي المخيم، ويوميته دولاران فقط”.

وتضيف أن الوضع المعيشي في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان آخذة بمزيدٍ من التدهور، نظرًا لانهيار الليرة اللبنانية، وارتفاع الأسعار.

وتؤكد أن هذا حال الأهالي في المخيمات، وتقول إنها تشتري ما يلزم طبخة منزلها الأساسية فقط، بما توفر معها من نقود.

تبادل مراسلنا مع الحاجة أطرافًا للحديث وأخبرته بأن كيلو البندورة بـ40 ألف ليرة لبنانية (الدولار = 90 ألف ليرة لبنانية)، وكيلو التفاح بـ50 ألف ليرة، 6 أرغفة من الخبز بـ30 ألف ليرة وسعرها غير ثابت.

وعلى قارعة الطريق في سوق مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، سأل مراسلنًا أحد اللاجئين في المخيم عن شراء اللحم فضحك بمرارة وقال: إن شراء اللحوم أصبح بالنسبة له حلمًا، وأصبحنا نعيش على الحبوب من فول وعدس وبقوليات.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يعمل بـ5 دولارات باليوم ويتسائل: “هذا المبلغ شو بجيب”.

تفاقم الفقر


محمد الشولي -مسؤول اللجان الأهلية في المخيمات الفلسطينية في لبنان- يقول إن الأزمة تتعقد، والفقر والبطالة وصلت إلى 93% في صفوف اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأضاف في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن فرص العمل تنعدم، وأصبح اللاجئون يشترون الأصناف بالحبة والقطعة من البندورة والجبنة والبطاطا، وغيرها من السلع، في تعبير عن حجم الأزمة.

ودعا الشولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إلى التدخل المباشر للحلحة الأزمة والتخفيف عن كاهل اللاجئين في المخيمات.

وأشار إلى أن العمالة اليومية لا يتجاوز دخلها دولارين، والأهالي باتوا عاجزين عن توفير مستلزماتهم، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الكارثة مثلما تحملها تجاه الأزمة الأوكرانية.

وأكد أن أبرز ما يمكن عمله هو دعم “أونروا” لاستمرار تقديم خدماتها للاجئين، والآن يستفيد من خدمات الوكالة 60 ألفًا من أصل 300 ألف فلسطيني يسكنون المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأوضح أن الخدمة محدودة وهي 33 دولار كل شهور ولا تسد رمق اللاجئين الفلسطنيين، وقائلًا: “إن واقع اللاجئين في المخيمات أليم جدًا”.

مطالب بالتدخل

ويمنع القانون اللبناني الفلسطينيين من العمل في العديد من المهن المختلفة، في حين أن معظم فلسطينيي لبنان يعملون في مهن المياومة بأجور زهيدة زادها بؤسًا تآكل العملة المحلية وانهيارها.

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في 12 مخيماً  تحوّلت مع الوقت إلى أحياء سكنية كبيرة تعاني من أوضاع إنسانية بائسة، و156 تجمّعاً آخر يعانون فيها أيضًا من ظروف اقتصادية ومعيشية مختلفة.

ينقل مراسلنا عن أهالي المخيمات دعواتهم للعالم بالتدخل لإنقاذ المخيمات من براثن الفقر والحاجة، عبر تنظيم الإغاثة وتفعيل المؤسسات الدولية ودعمها، إضافة لتوفير فرص عمل، مؤكدين أن اللاجئ الفلسطيني يعمل وينتج وهو بحاجة لمن يقف إلى جانبه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات