الأحد 05/مايو/2024

لا تتركوا البندقية وكملوا الطريق .. وصية الشهيدين إسليم وجنيدي

لا تتركوا البندقية وكملوا الطريق .. وصية الشهيدين إسليم وجنيدي

“لا تتركوا البارودة وكملوا الطريق”.. هذه الوصية الأخيرة للبطلين حسام إسليم ومحمد جنيدي أطلقاها وسط زخات الرصاص قبل استشهادهما في نابلس.

وعبر تسجيل صوتي جاء صوت البطل حسام إسليم ثابتًا مطمئنًا وهو يوجه رسالته الصوتية الأخيرة إلى الأحرار في كل مكان “بحياة عرضكم لا تتركوا البارودة من بعدنا وكملوا الطريق”.

واستشهد حسام إسليم (24 عامًا) ومحمد جنيدي (23 عامًا) بعد اشتباكات ضارية استمرت ما لا يقل عن 3 ساعات إثر تعرضهما للحصار من قوات الاحتلال في أحد المنازل في البلدة القديمة من نابلس التي هبت لنصرتهما في اشتباكات ملحمية انتهت بارتقاء 11 شهيدًا وإصابة أكثر من 100 آخرين الأربعاء الماضي.

ومنذ اللحظة الأولى لحصارهما لم يبد الشهيدان نية للاستسلام وأكدا ذلك في رسالة صوتية في صورة تشبه أيضا تلك الرسالة التي بعثها الشهيد إبراهيم النابلسي قبيل استشهاده بلحظات.

وذكر الشهيدان في رسالتهما التي بثها البطل اسليم إن قوات الاحتلال تحاصرهما وإنهما لن يستسلما وأنهما لا يسامحان من خذلهما ونقض عهد المقاومة.

وفي رسالته الأخيرة أعلنها اسليم بحسم وهو يعلم أنها لحظاته الأخيرة “بسلمش حالي أنا وأخوي جنيدي محاصرين أشهد أن لا غله إلاّ الله وأشهد أن محمدًا رسول الله عليها نحيا وعليها نموت”.

قولوا لأمي: نلت ما طلبت
كلمات ابن حماس المقاوم المخضرم ضمن صفوف مجموعات عرين الأسود حسام إسليم جاءت مؤثرة وهو يضيف “بحب أمي ما تتركوا البارودة من بعدي وما تنسوا الوديع والنابلسي” وتابع “قولوا لأمي إني نلت ما طلبت الشهادة ارفعوا رؤوسكم بنا”.

وتابع اسليم “بدي أشوف زلام (رجال) تكمل الطريق (طريق المقاومة) من ورانا يا إخوان ما تنسوا وصية الوديع (الشهيد وديع الحوح) والنابلسي (الشهيد إبراهيم النابلس) اللذان أوصيا قبل استشهادهما “لا تتركوا السلاح واستمروا في مقاومة المحتل”.

وفيما بدا استجابة سريعة لنداء البطل ففي اليوم التالي كشفت مجموعات عرين الأسود عن التحاق عشرات الشبان بصفوفها عقب مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس وقالت: لا مجال للعودة خطوة للوراء “نعلم بأن الحُزن قد عمّ البلاد على فاجعتنا بفقد رجالنا.. ولكننا مستمرون فمنذ الأمس فقط وبعد تشييع شهدائنا لمثواهم الأخير انضم ما يقارب 50 مقاتلا جديدًا لمجموعات عرين الأسود فمن يستطيع إنهاء عرين الأسود؟”.

الله لا يسامح كل حدا تخاذل
وفي إشارة إلى حجم ما واجهه الشهيدان من معاناة ملاحقة من أجهزة السلطة طوال المدة الماضية كما باقي المقاومين قال البطل اسليم: “الله لا يسامح كل حدا تخاذل وكل حدا باعنا يا إخوان”.

وبكلمات مؤثرة مودعة أضاف “أنا وأخوي الجنيدي بدنا نسلم على الشهدا بس بتمنى إنكم تسامحونا يا إخوان بحب كل الناس بحب كل الدنيا اسمعوا وصية الجنيدي ارفعوا راسكم فينا يا إخوان ارفعوا راسكم فينا”.

الإعلام العبري يتابع الوصية
وتابع الإعلام العبري باهتمام وصية الشهيدين فقد وصف أوهاد حمو معلق الشؤون الفلسطينية في القناة “1” الرسالة الصوتية المسجلة للشهيد اسليم بأنها “مهمة جداً” وأشار إلى أنه يجري نشرها في الجانب الفلسطيني من الجميع تقريباً ولها أهمية كبيرة فهي تذكّر برسالة إبراهيم النابلسي أحد رموز عرين الأسود”.

وأضاف أنّ “هذه الرسالة لم نرَ مثيلاً لها حتى قبل عدة سنوات في السنتين أو الثلاث الأخيرة لم نرَ تقريباً مطلوبين فلسطينيين يفضلون القتال والموت وعدم تسليم أنفسهم على الأقل منذ الانتفاضة الثانية وبالتالي لهذا أهمية كبيرة”.

بدوره قال حيزي سيمانتوف معلق الشؤون العربية في القناة “13” إنه “في اللحظة التي وصلت فيها القوات الإسرائيلية والشاباك إلى داخل نابلس مباشرةً وصلت مجموعات مسلحين على درجات نارية وفي أماكن أخرى بواسطة سيارات بهدف التصدي لها وخوض اشتباك” مضيفاً أنّ “هذا الأمر يرمز إلى أنّ كل عملية كهذه للجيش الإسرائيلي في نابلس وجنين وشمال الضفة تتحوّل إلى اشتباك مع قتلى واحتمال حصول تصعيد وتداعيات كبيرة على الأرض ومع عين باتجاه قطاع غزة”.

الشهيد حسام اسليم
واتهم الاحتلال الإسرائيلي الشهيد حسام سليم بالوقوف ومقاومين آخرين -أسامة الطويل وكمال جوري- خلف عملية قتل الجندي الإسرائيلي عيدو باروخ قرب مستوطنة “شافي شمرون” شمال غرب نابلس بعد إطلاق النار عليه من سيارة مسرعة في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولد حسام بسام بشير سليم (24 عاما) بمدينة نابلس ونشأ وتعلم في مدارسها التي غادرها قبل إنهاء الثانوية العامة للعمل في عدة مهن ليساهم في إعالة أسرته التي يعد أكبر أفرادها.

وبدأ الاحتلال بمطاردته علنا عقب عملية “شافي شمرون” واقتحم منزله وأجرى تحقيقا ميدانيا مع ذويه وسط حالة من التهديد والوعيد إذا لم يقم بتسليم نفسه. وزيادة في الضغط اعتقل الاحتلال الإسرائيلي شقيقه الأصغر منذ بضعة أسابيع.

الشهيد محمد جنيدي
أما جنيدي فهو قائد كتيبة نابلس في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ويتهمه الاحتلال بتنفيذ أكثر من عملية ضد جنوده ومستوطنيه وبدأت مطاردته قبل نحو 8 أشهر.

وجنيدي من مواليد الأردن وجاء رفقة أمه وإخوته إلى مدينة نابلس قبل أكثر من 3 سنوات ولم يكمل تعليمه الثانوي والجامعي فالتحق بسوق العمل مبكرا.

وهو بين أهله محبوب “وحنون جدا” بحسب خالته أم نعمان واصفة مشهد اغتياله بالصعب على عائلته وأمه تحديدا التي عاشت معاناة مركبة بسبب مطاردته وإصابته واعتقال شقيقه.

والشهيد الجنيدي هو الابن الثاني من بين شقيقيه الذكور وهم: جُنيَّد الذي يعتقله الاحتلال منذ 4 أشهر فضلا عن مهدي و3 شقيقات.

وسبق أن اعتقل الاحتلال الإسرائيلي الجنيدي مرتين وقضى بموجبهما 6 أشهر في سجونه قبل أن يطارده مؤخرا كما أصيب 3 مرات خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال وقواته الخاصة كان أخطرها في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد أن تعرض ومقاوم آخر لكمين نصبه جيش الاحتلال بمنطقة شارع التعاون بالجبل الجنوبي بمدينة نابلس.

وقالت والدة الشهيد في تسجيل فيديو: إن ابنها محمد استشهد وعظم رأسه في بطنه حيث كان قد أصيب في وقت سابق بـ 12 رصاصة منها 6 في رأسه ونجا من الموت بأعجوبة.

والشهيد الجنيدي مصاب بـ 36 شظية في أنحاء جسده ومكث في الأشهر الأخيرة قبل ارتقائه شهيدا في عدوان إسرائيلي على مدينة نابلس بجمجمة مزروعة في بطنه وتغطي رأسه “طاقية” طبية فوق الدماغ.

وأكدت والدة الشهيد الجنيدي أن السلطة الفلسطينية ساومته على العلاج مقابل تسليم نفسه وسلاحه للأجهزة الأمنية وهو ما رفضه وفضّل البقاء في البلدة القديمة في نابلس يقاتل برفقة أصدقائه.

وأشارت والدة الجنيدي إلى أن السلطة ساومته حتى على لقمة الخبز وحاربته وصادرت سلاحه واعتقلت شقيقه وحرمته من وداع شقيقه الآخر “لقد فعلوا كل الظلم الذي يمكن فعله بمحمد”.

وأكدت أن ابنها بقي حتى اللحظة الأخيرة شامخًا وطلب منها أن تبتسم مشيرة إلى أنه كان مرعبًا للاحتلال ومستوطنيه.

وأعلنت سرايا “القدس” – كتيبة نابلس “ارتقاء المجاهد القائد الكبير الشهيد محمد عمر أبو بكر جنيدي -قائد سرايا القدس كتيبة نابلس- ورفيق دربه الشهيد البطل حسام بسام سليم في معركة صمود خاضوها ضد قوات الاحتلال المجرم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات