الإثنين 06/مايو/2024

مجزرة نابلس .. هكذا يجري التآمر على المقاومة المتصاعدة

مجزرة نابلس .. هكذا يجري التآمر على المقاومة المتصاعدة

لم يمضِ شهر واحد على إعلان السلطة الفلسطينية في رام الله وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلّة إثر العدوان الصهيوني الذي استهدف مخيم جنين شمال الضفة ما أدى إلى ارتقاء عشرة شهداء.

وفي حينه رأى محللون أن الإعلان جاء لذر الرماد في العيون وأنّه مجرد قرار عاطفي وليس نابع عن إرادة سياسية بحتة وهو ما ثبت صدقه مجددًا في غضون أسابيع قليلة.

فبعد مجزرة جنين أعادت قوات الاحتلال الكرّة بحصيلة إضافية من الشهداء في نابلس المحتلة أمس الأربعاء ضاربة بعرض الحائط التفاهمات مع السلطة التي سحبت بموجبها مشروع قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن قبل مجزرة نابلس بيومين.

واقترفت قوات الاحتلال صباح الأربعاء على مدار ساعات مجزرة في نابلس استشهد خلالها 11 مواطنًا وأصيب أكثر من 100 آخرين بينهم 7 في حالة الخطر.

وبتوسع تحدث الإعلام “العبري” عن معلومات استخباراتية دقيقة توفرت قبل وقوع جريمة نابلس وتجهيز قوة خاصة وإطلاق نار من مسافة صفر والهدف هو القضاء على المقاومين (اغتيال) وليس اعتقالهم.

واغتالت قوات الاحتلال ثلاثة مقاومين بعد محاصرتهم في منزل في البلدة القديمة خلال عمليتها في نابلس وهم الشهيد محمد أبو بكر وحسام إسليم ووليد الدخيل.

وتتعرض مدينة نابلس لهجمة شرسة من قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة في آن واحد وذلك في إطار سياسة تكامل الأدوار التي يسعى لها الطرفان من أجل إنهاء ظاهرة المقاومة المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة وفي نابلس وجنين على وجه الخصوص.

دور المرشد

الكاتب والباحث المختص في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي أكّد أنّ السلطة وأجهزتها الأمنية تعمل بدور المرشد والدليل لتوصيل أجهزة الأمن الإسرائيلية لأماكن المقاومين في الضفة.

وقال الكركي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ “افتقار السلطة وقيادتها المتنفذة للامتيازات دفعها للعودة من جديد لدورها الكامل في التنسيق الأمني وملاحقة مجموعات المقاومة” مبيناً أنّ هناك ضغطا أمريكيا على السلطة في محاولة لإنهاء ظاهرة عرين الأسود وكتيبة جنين.

وأوضح الكاتب الفلسطيني أنّ السلطة تقوم بتكامل الأدوار بإتقان بينها وبين الاحتلال منبهًا إلى أنّ السلطة خنعت لكل الضغوط الإسرائيلية الأمريكية واستجابت لمطالبهم في ملاحقة المقاومين واعتقالهم وتسليم معلومات أمنية كاملة تخصهم.

وصعدت أجهزة السلطة في الآونة الأخيرة من حملات الاعتقال ضد المطاردين ومصادرة أسلحتهم تنفيذا لتعليمات الاحتلال.

مخطط متكامل

الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي يؤكد أنّ الشعب الفلسطيني يعرف جيداً تلك الجهات التي أبلغت عن أماكن المقاومين ووفرت معلومات متكاملة عنهم.

ويذهب الرفاتي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ الجريمة التي جرت في نابلس تأتي “ضمن مخطط متكامل للقضاء على المقاومة وسياسة استهداف المقاومين والضغط عليهم وجز العشب وكسر الأمواج”.

وأشار الكاتب الفلسطيني إلى الحديث الموسع عبر الإعلام “العبري” الذي أكّد أنّ الجريمة في نابلس وقعت إثر حصول الاحتلال على ما وصفها بـ”معلومة ثمينة” حول المقاومين المستهدفين مبيناً أنّ الجريمة تأتي ضمن المخطط الأمريكي الحالي الذي يريد إنهاء حالة المقاومة بالضفة والذي يعرض على السلطة توفير إمكانيات وقدرات من أجل مواجهة المقاومة بالضفة.

وكشفت وسائل إعلام عبرية الأحد الماضي عن تفاهمات بين السلطة والاحتلال برعاية أميركية لمحاولة احتواء التصاعد في حالة المقاومة في الضفة الغربية ضمن ما سمي وقف “الخطوات الأحادية” وبموجب ذلك سحبت السلطة مشروع قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن.

ويتفق المحللون على أنّ السلطة والاحتلال يشتركان في هدف تغيير الواقع والوقائع في الضفة والقدس بما يمنع المقاومة والذي يقابله تصاعد في الاستيطان وعمليات الإعدام اليومية للفلسطينيين مؤكّدين أنّ نهج التسوية الذي يتخذه محمود عباس وفريقه يرى أنّ المقاومة الشعبية المسلحة وغيرها لا جدوى منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات