الإثنين 06/مايو/2024

المنخفضات الجوية موسم رزق وفير لصيادي غزة

المنخفضات الجوية موسم رزق وفير لصيادي غزة

تُشكل المنخفضات والتقلبات المناخية التي تتأثر بها أجواء سواحل قطاع غزة مع اشتداد فصل الشتاء فرصة صيد وفير للصيادين الذين يواجهون مصاعب جمّة ويتمكنون من خلالها تعويض بعض من خسائرهم التي تعرضوا لها بفعل الحصار الإسرائيلي البحري ومضايقات قوات الاحتلال البحرية لهم على مدار أيام العام في عرض البحر.

وتلاقي شباك الصيادين تنوعًا غذائيًّا بحريًّا غير معهود في ظل المنخفضات حيث تكتظ حسبة السمك والأسواق القريبة من ميناء الصيادين بتنوع الأسماك التي تبدأ في موسم الهجرة السنوية في القرب من شواطئ قطاع غزة وتسهل الأمواج العالية التي ترافق المنخفضات والتقلبات الجوية وصول كميات أكبر من الأسماك المتنوعة إلى شباك الصيادين.

فرصة ذهبية

بابتسامة عريضة يتحدث الصياد خالد بكر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن الخيرات الوفيرة التي حملتها شباكه خلال المنخفضات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة مبيناً أنّ التنوع في الأسماك ساهم بزيادة الربح لديهم ووفر لهم فرصة بيع أكبر.

ويضيف: “تنوع الأسماك يتشكل بسبب المنخفضات البحرية حيث تكون الأنواع ذات الجودة العالية بعيدة بعض الشيء عن شِباك الصيادين بسبب التضييق الإسرائيلي الذي يمنع الصيادين من تجاوز المساحة الممنوحة لهم أو حتى مُلاحقتهم داخلها إلّا أنّ فترة المنخفضات الجوية تُعد جيدة لجر تلك الأسماك بالقرب من شواطئ القطاع”.

ويشير صديقه الصياد محمد أبو ريالة إلى أن المنخفضات الجوية تمثل فرصة ذهبية وموسم استبشار للصيادين كما هو الحال مع المزارعين مبيناً أنّ قوة الرياح تساهم بجرّ الأسماك نحو الشاطئ ما يزيد من نسبة الصيد وتبدأ بالانخفاض تدريجيًّا مع انتهاء تأثير المنخفضات الجوية.

ويعد أبو ريالة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” المنخفضات الجوية بمنزلة حالة إنصاف للصياد الذي يقضي معظم الوقت في مُلاحقة الأسماك من شمال قطاع غزة حتى جنوبه حيث تسعى الممارسات والمضايقات والحصار الإسرائيلي إلى إبقاء شباك الصيادين فارغة من أي تنوع بحري.

ويبين أنّ ساحل قطاع غزة يُعد مجرد ساحل مرور للأسماك لعدم وجود المزارع الطبيعية مثل باقي مناطق الصيد في العالم في حين تغيّر الرياح المصاحبة للمنخفضات مسارها الطبيعي نحو الشاطئ.

كميات ممتازة

ويصف نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” كميات الأسماك التي تمكن صياديو قطاع غزة من اصطيادها بعد المنخفض الجوي الأخير بأنّها “ممتازة” إذ تجاوزت 90 طناً بخاصة أنّها تأتي بعد فترة من الركود بفعل غياب منخفضات وأنواء جوية مؤثرة وكميات وفيرة من الصيد على مدار شهر ونصف مضت.

ويبين أنّ المنخفضات القوية ذات التأثير تشكل هبات رياح قوية وتقلب للأمواج ما يؤدي إلى تعكير لون المياه ويعيق الرؤية لدى الأسماك التي تبدأ بالحركة مع دفع الأمواج والتيارات المائية نحو الشاطئ الفلسطيني.

ويضيف أنّ “التقلبات الجوية والتي يُطلق عليها الصيادون اسم “النَوّة” تساهم في تحسين حالة الصيد خلال فترة التقلبات الجوية والأيام التي تليها ما يُساهم كذلك في انخفاض أسعار الأسماك في الأسواق وفق قاعدة العرض والطلب”.

وتعتمد مواسم الصيد في قطاع غزة على فترتين مهمتين تبدأ الأولى من شهر إبريل/ نيسان حتى يونيو/ حزيران والثانية من سبتمبر/ أيلول حتى نوفمبر/ تشرين الثاني أما موسم الشتاء ويبدأ من ديسمبر/ كانون الأول حتى فبراير/ شباط فيعد موسما ضعيفا باستثناء بعض المنخفضات الجوية التي قد تساعد على وفرة في الصيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات