سليمان محمد.. الزلزال يخطف طبيب اليرموك الإنسان

قصص الموت كثيرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وهنا نتحدث عن طبيب الأسنان الإنسان الذي رحل هو وأطفاله وزوجته في الكارثة المدمرة شمالي سوريا.

طبيب الأسنان الفلسطيني سليمان محمد محمد وينحدر من طبريا شمال فلسطين المحتلة يذكره كل أهالي مخيم اليرموك إبان الحصار والذي دام 5 سنوات من تموز 2013 وحتى أيار 2018.

الدكتور سليمان محمد ابن طبريا نشأ وتعلم في مدارس مخيم اليرموك ثم انتقل إلى جامعة دمشق ليدرس طب الأسنان ولم يكتف بذلك بل درس الترجمة أيضاً ليترجم ما يمكن من كتب طب الأسنان إلى العربية.

وترجم الكثير من كتب تقويم الأسنان إلى العربيّة وكان أوّل من يدخل علم تقويم الأسنان إلى العربيّة.

ووفق متابعة مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ فإن محمد كان طبيب الأسنان الوحيد في كل المنطقة الجنوبية المحاصرة من دمشق آنذاك.

وتحمّلَ آلامَ الحصار الخانق على المخيم لمدة 7 شهور متواصلة وانتقل بعدها إلى يلدا المحاصرة بطبيعة الحال حيث افتتح عيادته وآثر البقاء وعدم الخروج من عيادته ليطبب آلام أبناء شعبه حتى آخر لحظة.

وكان الدكتور سليمان ناشطاً سياسياً يطلق الصرخات من أجل فك الحصار عن عن حوالي 1200 فلسطيني بقوا طيلة هذه السنوات في المخيم يأكلهم الحصار ولا يجدون ما يقتاتون به ويطالب بإدخال المواد الطبية والغذاء إليهم.

وحين خرج من بقي في اليرموك عام 2018 تبع أبناء شعبه المهجرين إلى الشمال السوري وبقي هناك حيث هم في خيامهم ومنفاهم الجديد.

بقي مع زوجته وابنيه الاثنين صهيب وجعفر في مدينة جنديرس بريف حلب ليقضوا سوية جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا يوم الاثنين 6 شباط / فبراير 2023.

ابن عمه محمد يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: وفاة الدكتور سليمان آلمت جميع سكان اليرموك وكل من عرفه إضافة للفلسطينيين في الشمال سوري فكان إنسانًا من الطراز الأول آثر خدمة أبناء شعبه في كل الظروف والمحطات.

وأضاف: “كان باستطاعة سليمان أن يغادر إلى أي دولة يشاء ويبدأ فيها حياته كما يريد إلا أنه قرر البقاء في اليرموك ومنه في الشمال السوري حيث كان الزلزال الذي خطف حياته”.

الخبر كان مزلزلًا بكاه كل من سمع الخبر فسليمان لم يكن طبيبًا فقط فكان مؤمنًا بقضية اللاجئين وخدمتهم ونصرتهم والوقوف إلى جانبهم في ظروفهم التي يتعرضون لها على مدار سنوات اللجوء الطويلة.