الإثنين 29/أبريل/2024

الحفريات ومنع الترميم.. سياسة الاحتلال المتواصلة لتعرية الأقصى

الحفريات ومنع الترميم.. سياسة الاحتلال المتواصلة لتعرية الأقصى

لا ينفك الاحتلال عن سياساته الإجرامية العنصرية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك في محاولات لا تتوقف لتنفيذ مخططاته التلمودية وفي مقدمتها تحقيق حلم المستوطنين المتطرفين بهدم المسجد وإقامة “الهيكل” المزعوم على أنقاضه.

ولأجل ذلك يرتكب الاحتلال كل جريمة ممكنة لتقريبه من هذا الحلم المزعوم ومنها: الاستمرار في الحفريات الممتدة أسفل المسجد الأقصى وباحاته والأحياء المحيطة به بالإضافة إلى منع دائرة الأوقاف الإسلامية من تنفيذ أي أعمال ترميم منذ سنوات.

الأمطار تكشف الثغرات

وخلال الأيام الماضية كشفت الأمطار عن ثغرات خطيرة في أبنية المسجد ومرافقه وجدرانه وأسقفته وبلاطه حيث تسربت مياه الأمطار إلى المصلى المرواني وأغرقت سجاده كما انهار بلاط في طريق الآلام بالقرب من باب الغوانمة كما سقطت حجارة من الواجهة الغربية لقبة الصخرة.

كما تسببت حفريات الاحتلال مؤخرا بانهيار جدران استنادية وأرضيات منازل في أحياء القدس ففي سلوان انهار جزء من منزل المقدسي كايد الرجبي في حي بطن الهوي كما انهار أحد الأسوار الاستنادية في حي عين اللوزة.

وتصاعد الخطر على منازل المقدسيين من حدوث انهيارات بعد أن هدمت قوات الاحتلال سوراً استناديًّا لعائلة أبو تايه قبل أيام.

وسبق أن كشفت جمعية “إلعاد” الاستيطانية أنها اختتمت الحفريات التي نفذتها في جبل المكبر وسلوان وأنها حصلت على تصديق بلدية الاحتلال في القدس للشروع ببناء مركز سياحي ضخم أعلى سفوح جبل المكبر.

وتعمل الجمعيات الاستيطانية على ربط استيطاني بين سلوان وجبل المكبر وحصار الفلسطينيين ومنع توسعهم جغرافيًّا.

التحرك قبل الكارثة

وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة: إن الاحتلال يتعمد منع الترميم بالتزامن مع مواصلة حفرياته تحت الأقصى ومحيطه للتأثير على أبنية المسجد وتعريضه لأخطار السقوط تمهيدًا لتنفيذ مخططاته التلمودية بهدمه وإقامة “الهيكل” المزعوم مكانه.

وعدّ في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنَّ تسرب المياه للمصلى المرواني الأربعاء وغرق سجاده وانهيار بلاط في طريق الآلام قرب باب الغوانمة بعد أيام من سقوط حجارة من الواجهة الغربية لمصلى قبة الصخرة يؤشر لجريمة صهيونية مركبة ومفتعلة تدق ناقوس الخطر لما سيتعرض له المسجد عند أي حوادث بيئية أو مناخية مفاجئة.

وتساءل: “ماذا ننتظر من أجل حماية المسجد ومنع وقوع كارثة لا ينفع بعدها الندم؟” مؤكدا وجوب التحرك وعلى كل المستويات لإجبار الاحتلال على السماح بعمليات الترميم وإدخال المعدات اللازمة له وإغلاق جميع الثقوب وتمتين الحجارة وتقوية الأسوار وإجراء الصيانة اللازمة دون تأخير.

وحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عما يجرى للأقصى بفعل منع أعمال الترميم منذ سنوات عادا أن ذلك “حادث خطير يبعث بإنذار بالغ الخطورة ضد المسجد والمصلين والمعتكفين والمرابطين فيه”.

وقال: “إن استمرار الاحتلال في تصعيد مخططات التهويد والحفريات الممنهجة في الأقصى يعرّض مرافقه ومصلياته لأخطار التعرية والتشققات وسقوط حجارته في جرائم بشعة تنتهك قدسية الأقصى وتستفز مشاعر شعبنا وأمتنا الإسلامية”.

لكنه شدد على أن “الشعب والأمة سينتصرون للقدس والأقصى وسيبقى شعبنا حائط سد منيعا في الدفاع عنهما بكل الوسائل وفي مقدمتها الرباط والمقاومة”.

مسجد عمره مئات السنين

وقال نائب رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الدكتور ناجح بكيرات: إن استمرار منع الاحتلال ترميم مصليات المسجد الأقصى أو إدخال معدات الترميم للمسجد يشكل خطراً كبيراً يهدد بانهياره.

وأضاف بكيرات أن سقوط بعض حجارة الأقصى وتسرب مياه الأمطار للمصليات سيعرضها للتلف والانهيار الكبير فالمياه تفتت حجارة الأبنية خاصة وأن المسجد الأقصى عمره مئات السنين وهو بحاجة للترميم باستمرار للحفاظ على وجوده”.

وحمل بكيرات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي خطر قد يتعرض له المسجد الأقصى كما ناشد المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالتراث محاكمة الاحتلال على منع ترميم المصليات المتضررة فيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات