أريحا تنقض غزل أوسلو.. مقاومة وشهداء وغضب

تحركت المقاومة في أريحا لتنقض غزل أوسلو وتعلن فيها سقوط الحلول السلمية التي بدأت منها وبها ونهضت لترفض اقتران اسمها بمسلخ ولتدفع ثمن إسقاط التنسيق الأمني المعيب نهضت لتعلن أنه لا يليق بمدينة القمر إلا وجوه الشهداء والدماء الزكية والسمو والفخار.

فبالتوازي مع تصاعد جرائم الاحتلال في أنحاء الضفة المحتلة وفي القلب منها القدس كشرت “أريحا” عن أنيابها وأظهرت للمحتل وجهها المقاوم لتضع بصمتها الخاصة في مسيرة شعبنا في مقاومة الاحتلال والرد على عدوانه.

حصار وشهداء

ومنذ عشرة أيام تتعرض أريحا لحصار صهيوني مشدد ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها “إسرائيل” في مخالفة واضحة لكل القوانين الإنسانية والأخلاقية في محاولة للقضاء على بؤر المقاومة وخلاياها التي ظهرت فجأة كالكابوس يؤرق ليل الاحتلال ونهاره.

صبيحة هذا اليوم الاثنين السادس من فبراير/ شباط نفذت قوات الاحتلال عملية اغتيال غاشمة بحق خمسة من المقاومين رفضوا الاستسلام وخاضوا اشتباكات مسلحة عنيفة ادعى الاحتلال أن اثنين منهم حاولا تنفيذ عملية إطلاق نار صوب مطعم للمستوطنين في المدينة قبل تسعة أيام.

وبعد انتهاء الاقتحام اختطفت قوات الاحتلال جثامين الشهداء الخمسة كما اعتقلت القيادي في حركة حماس والأسير المحرر شاكر عمارة عقب اقتحام منزله بالمدينة بالإضافة لاعتقال عدد من أبناء عائلة عويضات التي ينتمي إليها عدد من المقاومين.

وأبلغ الاحتلال الهيئة العامة للشؤون المدينة أنَّ الشهداء هم: رأفت وائل عويضات (21 عاماً) ومالك عوني لافي (22 عاماً) وأدهم مجدي عويضات (22 عاماً) وإبراهيم وائل عويضات (27 عاماً) وثائر عويضات (28 عاماً).

كما أفاد الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت مع 6 إصابات 3 منها بالرصاص الحي في الأطراف و3 أخرى بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال المخيم.

فخر واعتزاز

وعبرت عائلة الشهيدين القساميين الشقيقين رأفت وإبراهيم عويضات من مخيم عقبة جبر في أريحا عن فخرها بمقاومتهم للاحتلال والتصدي لعدوانه وقالت والدة الشهيدين: إن المقاومة تسري في عروقهما كالدماء وهي طريقهما التي اختاروها في مواجهة الظلم.

ورغم الحزن على فراقهما إلا أن والدة القساميين رأفت وإبراهيم عويضات أكدت أنهما فداء للأقصى وفلسطين والقسام وشددت على أن ما يراه الشعب الفلسطيني من جرائم يرتكبها الاحتلال زادت على حدها ولم يعد الشباب يحتمل ذلك الظلم.

ونعت حركة حماس الشهداء وقالت: إن الشهداء ينتمون لكتائب القسام وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية: “إن المقاومة سيدة الميدان وإن الاحتلال لن ينعم بالهدوء في أرضنا ما دام فينا عرق ينبض”.

وقالت الحركة في بيان النعي: إنَّ هذه الثلة المباركة من الشهداء التي ترتقي في ميدان الاشتباك ومواجهة العدو اليوم تؤكّد مجدّداً أنَّ شعبنا ماضٍ في طريق المقاومة والتحرير ولن ترهبه جرائم الاحتلال ولن يُوهنه تخاذل المتخاذلين وأنَّ المقاومة التي ضربت الاحتلال في القدس ردّاً على جريمته في مخيم جنين قادرة على مواصلة عملياتها البطولية في أيّ بقعة من أرضنا المحتلة.

إضراب وغضب

وأعلن في أريحا والأغوار الإضراب الشامل -اليوم-؛ حداداً على أرواح الشهداء وتنديداً بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين. كما دعت القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي في فلسطين إلى الإضراب الشامل في الضفة والقدس المحتلتين والنفير على مدار اليوم لمواجهة الاحتلال عند نقاط التماس كافة.

وقالت كتيبة مخيم عقبة جبر في بيان عسكري ظهر اليوم: “نقسم بما أقسم به رب العباد أن دماء شهدائنا لن تذهب هدرا وأن ما نعدكم به كل وعد قطعناه على أنفسنا سيقع وهذه الأيام بيننا ستثبت لكم أن المقاومة في واد والعدو وأعوانه والباحثين عن الاستقرار من أعوانه من صحفيين ورجال اقتصاد ولجان تنسيق فصائلي وغيرهم في واد آخر”.

وأضافت: “تصدى مجاهدونا في كتيبة مخيم عقبة جبر ومقاومو شعبنا لقوات الاحتلال وقواته الخاصة على أكثر من محور منذ اللحظة الأولى ودارت معركة شرسة استخدم مجاهدونا فيها العبوات والقنابل المتفجرة والرصاص ما أدى لوقوع إصابات محققة في صفوف قوات الاحتلال كما تمكنت كتيبتنا المظفرة من إسقاط طائرة “مسيرة” استخدمتها قوات الاحتلال في التصوير”.

مقاومة ولادة وشعب لا ينكسر

وقال النائب فتحي قرعاوي: إن ارتقاء الشهداء والجرحى في أريحا إشارة إلى أن الأحداث والانتفاضة والهبة الجماهيرية في الضفة المحتلة حركة مستمرة تولد بعضها ولا تتوقف عند حد وأكد أن استشهاد شباب القسام في أريحا سيفجر أحداثا قادمة وسيؤجج الشارع الفلسطيني.

بدورها قالت الكاتبة والناشطة السياسية لمى خاطر: إن الاحتلال حاول كي وعي الشعب الفلسطيني ولكنه فشل في تحقيق ذلك وأكدت أن الشباب الثائر تمكنوا من تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال في الضفة حتى بات يخشى من تصاعد عمليات المقاومة فيها الجيل الفلسطيني الجديد المتمسك بخيار المقاومة أربك الاحتلال الصهيوني فالاحتلال يعيش حالة من التخبط والارتباك نتيجة تنفيذ عمليات من المقاومة في مدينة أريحا”.

من جهته قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي: إن ارتقاء الشهداء سيشتعل أوار الثورة ضد المحتل وأوضح أن طريقة القتل والاعتقالات التي ينفذها الاحتلال يحاول من خلالها يائساً إخماد جذوة المقاومة في الضفة الغربية لكنه أشار إلى أن الشهداء تقدموا الصفوف ورفعوا راية فلسطين خفاقة على طريق الحرية.

وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف قانوع: إن مجاهدي القسام رسموا ملحمة بطولية خاضوها مع الاحتلال الصهيوني وقواته في اشتباكات عديدة بكل شجاعة وبسالة دون أن تفتر لهم همة أو تنكسر عزيمة. دماؤهم الزكية لن تذهب هدراً وعهد المقاومة بالرد قادم لا محالة على هذه الجريمة النكراء التي سيدفع ثمنها العدو.