الأحد 01/سبتمبر/2024

مخيم الحسينية.. خدمات متردية على وقع أوضاع بائسة

مخيم الحسينية.. خدمات متردية على وقع أوضاع بائسة

أوضاع معيشية قاهرة وخدمات متردية على مختلف الصعد ومعاناة تتفاقم. هذا ملخص الحياة في مخيم الحسينية ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا.

أقيم المخيم عام 1982م على مساحة تقدر بنحو 5 كيلومترات مربعة وتعد أراضيه جزءًا من أراضي الغوطة الغربية ويبعد عن دمشق 13 كيلومترًا.

صيانة الطرق
الناشط محمد عمرو من المخيم يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن أهالي المخيم يناشدون الجهات المعينة صيانة الطرقات لتخفيف معاناة الأهالي خلال تجولهم داخل المخيم.

وأوضح عمرو أن معظم الشوارع تملؤها الحفر التي تتجمع فيها المياه والأوساخ وتتحول جميع الشوارع في أيام المطر إلى مستنقعات طينية.

واتهم عمرو الجهات المعينة بالإهمال وعدم إجراء الصيانة وعدم ردم الحفر من بلدية الحسينية المسؤولة عن خدمات المنطقة.

وأشار إلى أن مخيم الحسينية يعاني من ضعف شديد على المستوى المعيشي والخدمي كالكهرباء والنظافة والمياه وشبكة الطرق والاتصالات والمواصلات ما دفع العديد من قاطنيه للانتقال إلى مناطق أخرى للتخفيف من معاناتهم اليومية.

وأوضح أن أكثر من ثلثي السكان يعانون فقرًا مدقعًا كما أن نسب البطالة وصلت لمستويات كبيرة.

ويقدر عدد سكان مخيم الحسينية بـ5 آلاف لاجئ فلسطيني وفق إحصائيات غير رسمية عام 2012 وشهد المخيم حالات نزوح في عام 2013 بسبب القتال بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة والتي انتهت بسيطرة الحكومة السورية على المنطقة وتراوحت الأضرار بين دمار واحتراق كلي للبيوت ودمار جزئي.

في عام 2015 سُمح للأهالي والسكان بالعودة جزئيا إلى المخيم وبلغ عدد العائلات التي دخلت تقريبا (9000&ndash 9300) ولا يمكن إحصاء عدد المفقودين أو الشهداء؛ لأن الغالبية من العوائل لم تعد لمنازلها ويمكن اعتماد أرقام تقريبية؛ حيث يبلغ عدد القتلى ما يقارب الـ(500) والمفقودين يقاربون الـ(800) والمهاجرين ما يقارب الـ(700) شاب وشابة.

أجور زهيدة
“أبو عبد الله” لاجئ فلسطيني من سكان المخيم يعمل في متجر بدمشق مقابل راتب زهيد يذهب نصفه لفواتير الكهرباء والماء يروي وضعه البائس في سياق تردي الأوضاع المعيشية.

يوضح: “أحتار في كل مرة أقرر بيع أحد أغراض بيتي في المخيم؛ من أجل تأمين طعام عائلتي أو الإيفاء بالحدود الدنيا من التزاماتهم وهذه المرة عليّ تأمين إيجار المنزل البالغ 25 ألف ليرة (نحو 50 دولارًا)”.

أبو عبد الله يستغني عن أغراض منزله غرضًا وراء غرض يتساءل: هل سيأتي يومًا ولا نجد في منزلنا أي غرض؟!

تغلبه دموعه وهو يصف نقاشه مع زوجته حول الخيارات الممكنة والسؤال الذي يفرض نفسه في كل مرة: “ماذا نبيع؟”.

انحدار متواصل
بدوره أكد فايز أبو عيد المتحدث باسم مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن الانحدار في المستوى المعيشي والاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في سورية يتوالى.

وأضاف في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الانهيار الكبير للاقتصاد السوري نتيجة الهبوط الحاد لليرة السورية أمام الدولار وأزمة المحروقات وانعدام مقومات الحياة وانقطاع الكهرباء لفترات زمنية طويلة أثرت سلبًا على جميع المستويات الحياتية الاجتماعية والصحية والبيئية والتعليمية وحولتها إلى جحيم ورمتهم في مهب ريح الضياع والمستقبل الغامض”.

ودعا أبو عيد المجتمع الدولي المتمثل بأونروا المسؤول الدولي المباشر عن اللاجئين الفلسطينيين للتدخل السريع والعاجل لتمكين مجتمع اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية وزيادة الدعم المقدم للعائلات الفلسطينية كافة باعتبارها في حالة حرب.

كما دعا لضرورة الوصول إلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين في مناطق الشمال السوري وتقديم الخدمات المادية والعينية لهم.

وتابع: “والتسريع كذلك بإعادة إعمار ما تهدم من مخيمات وتجمعات فلسطينية؛ تمهيداً لعودة النازحين إليها للتخفيف من الأعباء الاقتصادية الناجمة عن الارتفاع الجنوني لأسعار المنازل المستأجرة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات