عاجل

السبت 04/مايو/2024

الحركة الأسيرة.. عزيمة جبارة وتأهب لصدّ عدوان الاحتلال

الحركة الأسيرة.. عزيمة جبارة وتأهب لصدّ عدوان الاحتلال

رسائل من نار حَفِل بها بيان لجنة الطوارئ العليا للحركة الوطنية الأسيرة اخترقت سهامه قلاع الأسر قاطبة ورسمت ملامح مرحلة جديدة يبدو أنَّ الأسرى قرروا فيها امتلاك زمام المبادرة لمواجهة مخططات الاحتلال الإرهابية بحقهم.

“الحرب لا تواجه إلا بالحرب وسنقاوم حتى آخر قطرة دمٍ في عروقنا سنعلن العصيان المدني وسنشعل انتفاضة عارمة وقد بدأنا عملية التعبئة العامة والتحضير لمواجهة العدوان وردّنا ما سيرى العدو لا ما يسمع” كانت هذه بعض رسائل الحركة الأسيرة التي صدحت بها في بيانها الذي صدر مساء الأربعاء.

وكانت الحكومة الصهيونية المشكّلة حديثًا برئاسة بنيامين نتنياهو وعضوية عدد كبير من أعمدة اليمين المتطرف من بينهم وزير “الأمن القومي” غيتمار بن غفير الذي دنّس المسجد الأقصى صباح الثلاثاء هددوا الأسرى بإجراءات عقابية صارمة بل ونصب أعواد المشانق لهم.

معركة تتطلب إسنادًا

يقول مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد شاكر القدرة: إنّ بيان الحركة الأسيرة أكد بوضوح أنَّ التعبئة العامة قد بدأت داخل قلاع الأسر ومتى فرضت المعركة على الأسرى فإنها ستكون معركة كبيرة وموحدة من جميع فصائل العمل الوطني داخل السجون.

وقال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “الأمر الذي يجب أن نكون منتبهين له أن الأسرى قد أكدوا في بيانهم أنهم متى فرضت هذه المعركة فإنهم لن يكتفوا بمطالبهم السابقة لإجراء تحسين هنا أو إنجاز هناك بل سيرفعوا شعار الحرية كمطلب أساسي في حراكهم فيقلبون المدافعة التي يريدها السجان وهذه الحكومة المتطرفة إلى هجوم على الاحتلال”.

وأضاف: “لقد رفع الأسرى شعار إما نصر وإما شهادة وهذا يتطلب من الجميع جهوزية تامة ومساندة الأسرى في معركتهم متى فرضت عليهم لنقلل أيام معاناتهم ونسأل الله اللطف والسلامة لأسرانا الأبطال”.

ودعا القدرة الكل الفلسطيني لأخذ زمام المبادرة في جميع الساحات لننهي هذه المعاناة التي طالت بحق أسرانا الأبطال في قلاع الأسر ونحن بين يدي الإفراج عن كريم يونس بعد أن أمضى 40 عاما داخل الأسر وهذا أمر كبير جدًّا مؤلم أن يبقى المقاوم داخل الأسر طيلة هذه السنوات هذا يشعرنا بالتقصير الكبير تجاه الأسرى رغم الحرص الكبير من أبناء شعبنا لكن المطلوب المزيد من الجهود لتحريرهم في القريب العاجل بإذن الله”.

جدير بالذكر أن الأسرى الأبطال على مدار تاريخ الحركة الأسيرة قد خاضوا عشرات المعارك مع الاحتلال لاستعادة منجزاتهم وتحصيل حقوقهم التي يسلبها منهم السجان وفرضوا كلمتهم بفضل وحدتهم وانتصرت إرادتهم على إرادة السجان الذي ظهر في كل مرة وضيعا ذليلا أمام إرادة أسرانا.

جبال صامدين في القلاع

يقول الأسير المقدسي المحرر محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس: “من الواضح أن الأسرى يبعثون من خلال هذا البيان الذي كتبوه من داخل قلاع الأسر برسائل كبيرة وعظيمة أولها تلك الرسالة التي تؤكد أنهم لازالوا جبالًا صامدين وأنهم ما زالوا مبعث ومحل إلهام في الصمود والتحدي لم تلن لهم قناة رغم كل سنوات الأسر”.

وتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “في كل مرة من المرات التي يحاول الاحتلال الاعتداء عليهم يكونوا نموذجًا للصمود وتحدي هذا الطغيان ونموذجًا يؤكد بأنهم عصيُّون على الانكسار وكلما حاول الاحتلال أن يعجم عودهم يجده صلبا لا يلين بفضل الله رب العالمين”.

وأشار إلى أنّ الرسالة الثانية التي أراد البيان إيصالها هي كيف أن الأسرى بما يمثلون من حالة وطنية وبكونهم ركنًا من أركان هذه القضية الفلسطينية يؤكدون بأن تجليات الوحدة التي تنبعث في كل خطوة من الخطوات التي يقومون بها هي سلاح رادع وقوي يواجهون به السجان وقد واجهوه في أكثر من محطة بهذه الوحدة التي أقلقت المحتل وجعلته يرضخ لمطالبهم.

وأضاف: “نقرأ في بيان الحركة الأسيرة الذي خرج من قلب يصرخ بصوت عالٍ لا يستسلم ولا يلين: حجم التحدي ونقرأ مقدار الوعي لقضايا الشعب الفلسطيني وما يتعرض له شعبنا”.

وأوضح أنَّ البيان حمل مضامين مهمة جدا منها أن الأسرى يتناسون ألمهم وجرحهم ويذكروننا بما يحدث في المسجد الأقصى والاستيطان والقتل والجرائم وعلى رغم أسرهم فهم مستعدون أن يقدموا المزيد من التضحيات ويرسلوا الرسائل لهذا المحتل أنهم سيثأرون للأسرى ولدماء الشهداء وللأراضي التي تنتهب من أجل الاستيطان بل ولوحوا بخطوة يريدون أن يقوموا بها على غرار معارك الكرامة التي خاضوها تأكيدًا على العزيمة الجبارة التي لديهم”.

وقال حمادة: “أظن أنهم في هذا الموقف العظيم الذي صدروه لنا وبهذا البيان الذي يعبر عن وعي كبير وعن صدر واسع ووحدة عظيمة عندما يدعون لجعل يوم الإفراج عن كريم يونس الذي أمضى في الأسر 40 عاما يوما وطنيا يؤكد بأنهم يتناسون أي لون أمام لون القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية والدفاع عنها”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني مدعو للتوحد والتقاط الرسالة من الأسرى وأن يكون مستعدا لنصرتهم وأن يكفيهم مؤونة أن يخوضوا أي معركة قادمة مع هذا السجان داخل قلاع الأسر.

يشار إلى أن قادة الحركة الأسيرة أعدوا عام 2006 وثيقة الوفاق الوطني التي شكّلت ولا تزال منطلقاً للوحدة الوطنية وقاعدة قواسم مشتركة يمكن أن يجتمع عليها الكل الفلسطيني.

امتلاك زمام المبادرة

الأسير المحرر رامي أبو مصطفى والذي قضى 20 عامًا في سجون الاحتلال يقول: “الأسرى رقم صعب ويبدو أنهم عزموا على امتلاك زمام المبادرة واستباق الأحداث لأن حكومة الاحتلال تحاول الاستفراد بهم وهذا الاستفراد بالنسبة لهم غير مقبول”.

وأضاف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام: “الأسرى أحرار رغم القيود أحرار في نفوسهم أحرار بوطنيتهم بمبادرتهم هم اعتقلوا بسبب تقدمهم الصفوف وبسبب مبادراتهم واستباقهم للجميع في العمل الوطني والجهادي”.

وتابع: “هؤلاء مجاهدون خرجوا في سبيل الله ونفذوا عمليات فدائية يفتخر بها شعبنا ومن يظن أنهم لم يفعلوا هذا فليرجع للتاريخ وليقرأ في كتب التاريخ ماذا فعل نائل البرغوثي ومحمود عيسى وحسن سلامة وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي”.

وزاد: “هؤلاء كانت لهم كلمتهم التي أشعلت الانتفاضات وعلموا المحيط العربي والإقليمي كيف تكون المقاومة وعلموا كل العالم كيف يكون صد العدوان عن الشعب الفلسطيني”.

وأكد على أن “البيان له ما بعده فالأسرى عندما يقررون ويتوحدون يخوضون الغمار بلا خوف وقد رأينا أمس كيف كانت ردة فعل أحد الأسرى في قسم 3 في سجن رامون على زيارة إيتمار بن غفير وتدنيسه للمسجد الأقصى المبارك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات