عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

بعد اقتحام بن غفير الاستفزازي.. سيناريوهات المرحلة على صفيح ساخن

بعد اقتحام بن غفير الاستفزازي.. سيناريوهات المرحلة على صفيح ساخن

مع افتتاحية العام 2023 شهد المسجد الأقصى المبارك انتهاكاً خطيراً قاده إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة والمتطرفة ليكون المشهد في العاصمة الفلسطينية على صفيح ساخن يؤجج اشتعاله مخططات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة.

تلك المخططات التي شهدت تشريعات وقوانين عديدة تشرعن خلالها التهجير والهدم والاستيطان أكثر فأكثر في حين شهدت الأيام الأولى من العام استباحة جديدة للدم الفلسطيني لتكون حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو الأشد تطرفاً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ووفق خبراء تحدث إليهم “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإن حكومة نتنياهو الجديدة ستضاعف من قمعها للفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة في فلسطين المحتلة في حين تسعى إلى تهويد المقدسات الفلسطينية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي شهد اقتحام بن غفير بضوء أخضر من أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية.

واقتحم وزير “الأمن القومي” للاحتلال إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المبارك صباح أمس الثلاثاء بحماية المئات من جنود وشرطة الاحتلال.

ويعدّ هذا الاقتحام الأول لـ”بن غفير” منذ توليه منصبه الجديد وزيرًا إسرائيليا حيث أعلن قبل يومين عن نيته اقتحام المسجد الأقصى المبارك الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الجاري وسط تحذيرات فلسطينية من “إشعال المنطقة وسحبها إلى الخطر”.

ضوء أخضر وتصاعد خطير

الكاتب والمختص في الشأن الفلسطيني سري سمور أشار إلى أن اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى المبارك يؤكد مجدداً أنَّ ملف المقدسات والاستيطان الإسرائيلي تديره أجهزة المخابرات وجيش الاحتلال.

وقال سمور في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لولا الضوء الأخضر من الشاباك الإسرائيلي لـ”بن غفير” وحاخامات الاحتلال لما تم اقتحام المسجد الأقصى” لافتاً إلى أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ “سيادة الدولة” على باحات المسجد.

وأضاف: “اقتحام بن غفير الذي استمر نحو 13 دقيقة ربما يتكرر في أوقات أخرى ومدد زمنية مختلفة وسيكون بروفة لاقتحامات أخرى”.

ورأى سمور أن جميع الأطراف تتحمل المسؤولية عن حماية المسجد الأقصى المبارك محذراً من استمرار ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية الرسمية والشعبية في هذا المستوى الذي يواجهه مستوى تهويد وعدوان كبير على المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطيني.

وحذر من تنفيذ المخططات الاستيطانية التي طبقها الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل على المسجد الأقصى المبارك وفرض أمر واقع جديد يفاجئ الجميع.

الرهان على المقاومة

من جهته قال ياسر منّاع المختص في الشأن الإسرائيلي: إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة بقيادة بنيامين نتيناهو ووزرائها المتطرفين يهدفون إلى التصعيد ضد الفلسطينيين وتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية في مقدمتها “سيادة الدولة” المزعومة.

وأضاف منّاع في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: التطورات في الساحة الإسرائيلية والمسجد الأقصى وما قام به الوزير ايتمار بن غفير يمثل مشهداً من مشاهد مشاريع الاستيطان الصهيوني للأرض الفلسطينية ومقدساتها”.

وشدد على أنَّه أمام هذا الموقف تبدو السلطة عاجزة عن المواجهة وما يراهن عليه هو المقاومة في الضفة المحتلة وقطاع غزة رغم حساباتها الدقيقة أمام عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتجدد.

وأشار منّاع إلى التخوفات التي أصدرتها أجهزة الاحتلال والتي بدأت تُلوح بها والمتمثلة في إمكانية وجود تصعيد جديد في شهر رمضان القادم في إطار ما تشهده الضفة المحتلة من تصاعد عمليات المقاومة فيها خاصة إطلاق النار.

ولفت إلى أن أي إجراء إسرائيلي علني وواضح ضد الفلسطينيين أو مقدساتهم يعني أنه سيقابل بتصعيد فلسطيني.

المواجهة مستمرة

من جهته قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور: إن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة مخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة مشيراً إلى أن التضليل الذي نفذه الوزير إيتمار بن غفير لاقتحام المسجد الأقصى مخطط له سياسيًّا وأمنيًّا.

وأضاف منصور في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إيتمار بن غفير استخدم التضليل من أجل إيهام الجميع أنه تراجع ونجح في كسب الوقت وإحداث مفاجأة” مشيراً إلى أن الوزير الإسرائيلي يدرك أن حجم المفاجأة والصدمة من التضليل سيكون على الجميع.

وتابع: “خطوة بن غفير ستعطي فرص نجاح أكثر وستتهيأ الأطراف وخاصة المقاومة وفصائلها في التعامل معه وإيصال رسائل وتحقيق نوع من الردع”.

وأردف بالقول: “هذه الخطوة ليست نزوة ومخطط لها والوزير تواصل مع رئيس الشاباك وأخذ موافقته ولم يعترض وتواصل مع قيادة الشرطة ولم تعترض ونتنياهو لم يعترض عليه ليكون المستوى السياسي والأمني مع هذه الزيارة وباركوها”.

وأشار إلى أن الضوء الأخضر يعطي زيارة “بن غفير” بعداً إستراتيجيًّا وتنذر بتغيير يريد من خلاله إحداث تحول في التعامل مع موضوع المسجد الأقصى.

المطلوب تفعيل القيادة الوطنية

وشدد منصور على أن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة حكومة الاحتلال والتصدي لمخططاتها قائلاً: “المطلوب قيادة موحدة وتوجيه يحتاج إلى إستراتيجية نضالية لمواجهة حجم المخاطر التي تواجه القدس المحتلة”.

وأكد أهمية أن يكون الرد على سياسة الاحتلال التي يصدرها الشاباك من المستوى ذاته بتوافق فلسطيني دائم ونفس طويل لمواجهة الاحتلال.

ورأى منصور أن المشهد الحالي مع الاحتلال الإسرائيلي مشهد معقد وصعب قائلاً: المشهد يميل لمصلحة الاحتلال وحكومته الجديدة التي لديها أجندة وصلاحيات وزعتها على الوزراء وأدخلت هذه الصلاحيات بتشريعات صرفت لها ميزانيات”.

وذكر أنَّ المشهد القادم دموي تقوده حكومة الاحتلال قائلاً: “ما شهدناه في نابلس ومن ثم في جنين والآن في بيت لحم وفي المسجد الأقصى ينذر بأن العام الجديد سيكون صعباً وعام مواجهة” متسائلاً: “هل تكون هذه المواجهة فردية وذاتية ضمن ردات فعل أم بتوافق على طريقة للتعامل المنظم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات