الجمعة 26/أبريل/2024

 حكومة صهيونية متطرفة ومقاومة متأهبة.. قراءة في مستقبل المشهد ونتائجه

 حكومة صهيونية متطرفة ومقاومة متأهبة.. قراءة في مستقبل المشهد ونتائجه

صعدت الحكومة الصهيونية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو أخيراً واستقرت في منازل الحكم لتكون الآمر الناهي في سياسات الكيان الصهيوني ويبدو أنها كالعادة لم تكتف بذلك فأرادت أن ترسل رسالة بالدم لأعدائها في كل الساحات فضربت طائراتها وسلاح جنودها في دمشق وجنين.

ولم تكتف بذلك فقد سمحت بتسلل وزير أمنها القومي المتطرف ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك بعد مناورة إعلامية تضليلية حاولت من خلالها التعتيم على الزيارة وإيهام الفلسطينيين بتأجيلها في باكورة أعمالها لتنفيذ مخططاتها واتفاقاتها الائتلافية التي قامت في غالبها على الدم والحق الفلسطيني وتدنيس المقدسات وسرقة الأرض وتهويدها.

الفعل الصهيوني استدرج ردود أفعال ومواقف فلسطينية أبرزها ما قالته “حماس” في تصريح صحفي تعقيباً على ما وصفته بـ”تسلل بن غفير للمسجد الأقصى” الذي رأت أنه يكشف حالة الرّعب والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال في مواجهة الحق الفلسطيني.

وأكّدت أنَّ معركتها ماضية بكل الوسائل وفي كل ساحات الوطن حتى زوال الاحتلال والتحرير والعودة.

هذه المشاهد كلها وحالة التصعيد الصهيوني الفعلي أعاد النقاش الدائم حول سيناريوهات التصعيد وأشكاله وصوره ومداه إلى الواجهة من جديد ورغم أن كل أشكال التصعيد باتت مألوفة ومعروفة إلا أنه لا أحد يستطيع الجزم بكيفية سير الحالة الميدانية وأيها هو السيناريو والشكل الأقرب للواقع خلال الفترة القريبة المقبلة خلال عام 2023.

تنافس في التطرف
الخبير العسكري واصف عريقات لا يرى اختلافاً كبيراً وقع على طريقة تعاطي الحكومة الصهيونية الجديدة مع الشعب الفلسطيني ويؤكد أن كل الحكومات الصهيونية هي حكومات عدوانية وتحمل برامج عمل محددة لكن كل واحدة منها تنفذ برامجها بطريقة مختلفة.

وبين في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشعب الفلسطيني هو الآخر أصبحت لديه استراتيجية واضحة لا يقر من خلالها بالأمر الواقع الذي تحاول الحكومات الصهيونية المتعاقبة فرضه بإجراءات وانتهاكات متنوعة ولا تتوقف.

وقال “عريقات”: “الإسرائيليون سيستمرون في انتهاكاتهم وتنفيذ برامجهم والفلسطينيون سيستمرون في مقاومتهم”.

ورغم تأكيده أن الحكومات الصهيونية متشابهة في تطرفها وإجرامها إلا أنه أكد أن القيادة الصهيونية الحالية تتنافس تنافسا غير مسبوق في التطرف والاعتداء على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه.

ويرى “عريقات” في اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير للمسجد الأقصى عبر خديعة إعلامية وتضليل مقصود مؤشراً على “عقلية عفنة ستستمر بالتطرف والصلف” وفق تعبيره.

سيناريوهات
المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي يؤكد أن الحكومة اليمينية المتطرفة في دولة الاحتلال تحمل توجهات ستؤدي لزيادة ردة الفعل الفلسطينية التي تزداد طرديا مع زيادة جرائم الاحتلال.

ويرى “الرفاتي” أن سيناريو تصاعد المقاومة الفلسطينية هو الأبرز في ظل المعطيات السياسية والميدانية في الضفة المحتلة والداخل المختل.

وقال “الرفاتي” في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن جرائم الاحتلال ومحاولاته تغيير الواقع وتجاوز الخطوط الحمراء وفرض وقائع جديدة سيؤدي لزيادة العمل المقاوم في مختلف الساحات الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية والقدس والداخل كسيناريو أول لردة الفعل الفلسطينية.

وأكد أن الفلسطينيين لن يجدوا من سبيل أمامهم سوى العمل بمزيد من القوة لردع حكومة الاحتلال وجعل ثمن جرائمها كبيراً عليها وعلى المجتمع الصهيوني بما يدفعها للتراجع عن خطواتها.

وأشار “الرفاتي” إلى سيناريو آخر تضطر فيه المقاومة في قطاع غزة للدخول في جولات محدودة أو موسعة مع الاحتلال لكبح جماح الحكومة المتطرفة ومنعها من تنفيذ مخططاتها المتطرفة.

وقال إن المقاومة قد تضطر للدخول في جولات تصعيد خلال العام الحالي لتثبت للمجتمع الصهيوني أن السياسة المتطرفة التي يسعى لها المتطرفون ثمنها كبير وبالغ على الجمهور الصهيوني.

وبين أن هذا السيناريو لا ترغب به حكومة الاحتلال لأنه ربما يحمل في طياته توحدا للساحات الفلسطينية وربط قطاع غزة بمعادلات كبيرة مثل القدس والضفة والأسرى مشيراً إلى عدم وجود رغبة أمريكية بسيناريو الجولات العسكرية أو الحرب الموسعة لأنه يضر يتوجهات إدارة بايدن التي حددت أولويتها في مواجهة الصين وروسيا.

وفي سيناريو ثالث يتحدث “الرفاتي” عن إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية والقدس والداخل بإسناد من المقاومة في قطاع غزة ما يؤدي لعدم قدرة الاحتلال السيطرة على الوضع في الضفة الغربية وعدم قدرته على مواجهة المخاطر الناتجة عن ذلك خاصة أنه ينشر قرابة 55% من قواته في مدن الضفة خلال الفترة الأخيرة للسيطرة على الأوضاع.

والسيناريو الرابع والذي يرى “الرفاتي” أنه يخالف كل التوقعات واحتمال حدوثه ضعيف جداً وهو أن تذهب حكومة نتنياهو إلى حالة من الهدوء مع المقاومة الفلسطينية والتوجه لصفقة تبادل أسرى وربما هدوء متبادل لعدة سنوات.

ولا تختلف توقعات وسيناريوهات الحالة عند الخبير العسكري واصف عريقات الذي يرى أن العقلية الصهيونية الحالية والتنافس المحموم على الإجرام بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته سيؤدي إلى فتح باب الاحتمالات كلها على التصعيد خلال العام الجاري أكثر من أي عام آخر.

وتوقع “الشرقاوي” اندلاع جولات من التصعيد ربما تصل إلى مرحلة “الانتفاضة المستمرة” في كل الأرض الفلسطينية مبيناً أن العام الجاري الجديد سيكون حافلاً بالمواجهات والتصعيد في الجرائم الصهيونية وصمود الشعب الفلسطيني في وجهها.

وقال: “إن العام 2023 مرشح بالوصول بالحالة الميدانية إلى حالة المقاومة الشاملة والانتفاضة المستمرة والتي ستكون الأشد”.

الإرادة معيار الحسم
ويرى “عريقات” أن الإرادة ستكون المعيار الأهم في المواجهات المقبلة مؤكداً أن الاحتلال الصهيوني لديه قدرات هائلة وأسلحة متنوعة وخطيرة ومفتوحة له المستودعات الأمريكية لكنه لا يمتلك الإرادة التي تتوفر عند الفلسطينيين.

وشدد أن الإرادة الفلسطينية تتفوق على السلاح الإسرائيلي بالتضحية والاستعداد للصمود والصبر والمقاومة مبيناً أن الشعب الفلسطيني يقدم التضحيات والدماء من عقود طويلة دون تعب أو كلل.

ويستدرك “عريقات” بالقول: “الإسرائيليون نفسهم قصير ولا تتوفر لديهم إمكانية الصمود في وجه التصعيد الفلسطيني ولذلك الإرادة ستحدد شكل المواجهة القادمة وستكون العامل الأهم في حسمها”.

ومما يتضح فإن العام 2023 سيكون عاماً حافلاً بالمواجهات وحالة التصعيد وربما يكون نقطة تحول في حالة الاشتباك مع العدو الصهيوني باتجاه معركة طويلة الأمد لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمآلاتها وطريقة تصاعدها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...