الأحد 05/مايو/2024

فلسطين في مونديال قطر.. حضور شعبي واختفاء تطبيعي

فلسطين في مونديال قطر.. حضور شعبي واختفاء تطبيعي

أضاءت أبراج جابر بمدينة لوسيل القطرية بعلم فلسطين مرفقة بدندنات الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي المتوشح بالكوفية الفلسطينية ليسدل الستار على الحدث العالمي الرياضي كأس العالم “مونديال قطر 2022”.

وشهدت قطر تواجدًا مكثفًا للأعلام والهتافات الفلسطينية المصاحبة لمباريات كأس العالم فكانت الحاضنة العربية لإيصال العديد من الرسائل للأنظمة العربية والاحتلال الصهيوني في إطار موجة التطبيع التي اجتاحت الدول العربية في الأعوام الأخيرة.

وحدة رغم الحدود

وكان المونديال فرصة لتوحيد الجماهير العربية خلف أقطارها والتفافها حول القضية الفلسطينة ويقول ياسر علي -عضو الأمانة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في حديث مع “المركز الفلسطيني للإعلام“- إنه ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق المونديال ونحن نشاهد مظاهر التفاف الجماهير العربية حول نواديها بغض النظر عن الخلافات الداخلية وعن التأطير السياسي الذي وضعته الأنظمة من سايكس بيكو وما تلاها من رسم الحدود وتفرقة الشعوب.

وكان يغلب في جميع المباريات التي شهدها المونديال رفع الأعلام الفلسطينية والشعارات التضامنية مع صمود الشعب الفلسطيني وبين علي أن الأمر لم يأت بطريقة عشوائية وكان العمل على استغلال المناسبة العالمية قبل ما يقارب العام من منسقي قطر في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ومن هنا انطلقت شعلة البداية والتي كانت قنديلًا للنشطاء والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني.

وفي العلوم الاجتماعية فإن الرأي العام يشكله 2 أو 3 % من الجمهور؛ حيث بدأ التفاعل مع المباريات من تدشين حملة “حلم فلسطيني” إلى رفع الأعلام وارتداء الكوفية من بضع مئات من الناشطين وعمت الموجه مدرجات الملاعب لنشاهد أجمل اللوحات التضامنية مع فلسطين.

التطبيع لا يشمل الشعوب

وفي خلال المونديال تبين أن القضية الفلسطينية مستمرة وأن شعبية العلم والنضال الفلسطيني تتوسع يومًا بعد يوم رغم هرولة الأنظمة والاستعمار للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني في ظل تقييد مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظر العديد من هذه الأنشطة علمًا أن صفحة “حلم فلسطيني” التي تم تدشينها تعرضت للحذف بعد أن حققت مئات الآلاف من المتابعين.

قطر حاضنة الشعوب

الناشط السياسي زياد العالول يرى أن ما قدمته قطر كبير جدًّا بدءًا من توفير المناخ المناسب وإعطاء فسحة كبيرة لتقديم فعاليات مصاحبة لكأس العالم في جميع مناطق (واقف – كتارا – لوسيل) والتي شهدت حضور الجماهير الغفيرة.

وأضاف العالول لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن انتشار الأعلام الفلسطينية وانطلاق العديد من الفعاليات أكد أن هناك إجماعًا للجماهير العربية والإسلامية وحتى الغربية مقابل تعرض إعلام الاحتلال إلى الرفض وعدم التحدث إليهم حتى من مشجعين من إنجلترا وإطلاق هتافات لصالح فلسطين من خلال شاشاتهم.

ومع نهاية كل مباراة كان العلم الفلسطيني يرفرف عاليًا وهذا يؤكد -من وجهة نظر العالول- أن الجماهير العربية توحدت خلف ألوان العلم الفلسطيني إضافة إلى أنها بمثابة فرصة لإيصال رسائل للأنظمة العربية المؤيدة والمهرولة وراء التطبيع.

انتعاش القضية خلال شهر

أحمد القرعاوي المسؤول الإعلامي لحملة “حلم فلسطيني” أكد لمراسلنا أنه وبعد النجاح الذي حققته مبادرة “حلم فلسطيني” فإنه سيتم إعادة المبادرة في جميع المحافل الرياضية من خلال إعداد نموذج عمل وتزويده لكل فلسطيني لاستثماره في كل بطولة رياضة مثل كأس أمم أفريقيا أو كأس آسيا وغيرها.

وسيستمر “حلم فلسطيني” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد المونديال إلى جانب إمكانية إطلاق صفحات أو مواقع أخرى -كما بين القرعاوي- وتكراره في العديد من المحافل الأخرى وليس الرياضية فقط.

المبادرة حققت الكثير من النجاحات والتفاعل غير مسبوق وكل التقديرات والمخاوف على الأرض تم تجاوزها منذ اللحظة الأولى لتفاعل الجماهير مع رفع العلم الفلسطيني في جميع المباريات؛ حيث لم نلاحظ أي منع لرفع العلم أو سحب الشارة إضافة إلى أن الاحتلال اعترف بهزيمته وكل اتفاقيات التطبيع التي وقعها مع الأنظمة كانت وهمًا مقابل رفض الشعوب لوجودهم كما قال القرعاوي.

ومن أعظم الأهداف التي حققتها المبادرة من وجهة نظر القرعاوي هو تعريف الجميع بوجود فلسطين وأن قضيتها ما زالت حية وهو ما كلف المنظمين مسؤولية كبيرة لاستثمار ما حدث في المونديال لاستمرار توجيه الجماهير نحو الطريق الصحيح ولإبقاء العلم مرفوعا وأن القضية لم تنته مع انتهاء مباريات كأس العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات