الأحد 05/مايو/2024

المقاومة في 2022.. خيار جامع وانتشار واسع

المقاومة في 2022.. خيار جامع وانتشار واسع

تجمعهم وحدة الدم والهوية والمصير التقى الفلسطينيون في أرض فلسطين التاريخية بأكملها عام 2022 على خيار المقاومة بأنواعها كافة في مرحلة كشف فيها الاحتلال عن عنصرية صريحة وفاشية حقيقية.

وشهد عام 2022 تصاعداً في أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة خاصةً في الضفة والقدس المحتلتين في وقت لا تزال غزة المحاصرة تشكل شوكةً في حلق الاحتلال الإسرائيلي وأرض 48 تعاني عدوانا إسرائيليا أبرز صوره الجريمة المنظمة.

وجسدت المقاومة الشعبية والمسلحة ممثلة بكتيبة جنين ونابلس و”عرين الأسود” نموذجاً في العام الذي يوشك على الرحيل لمقاومة الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين نفذت خلالها مئات عمليات المقاومة.

لم يغب العمل الوطني المقاوم بالكامل عن محافظات الضفة المحتلة وإن كانت ظاهرة المقاومة الفردية شرارة انطلاقة موجة عمليات دفاعية تطورت لمهاجمة أهداف الاحتلال العسكرية.

دلالات مهمة

وجسدت ظاهرة تصاعد أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة حالة تفاعل من الشبان الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل؛ رفضاً للاستيطان والعدوان المكثف بحق الأرض والإنسان والمقدسات.

لم يجد الفلسطيني الذي يعاني صباح مساء من الاستيطان والإعدام الميداني والاعتقالات وهدم المنازل خياراً آخر له سوى مقاومة الاحتلال بأشكال قديمة وأخرى مستحدثة.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي الخبير في الشئون العسكرية: إن أهم ما ميز عام 2022م هو ميلاد نقلات نوعية في مقاومة الاحتلال عكست ارتفاع وتيرة التحدي بالضفة المحتلة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “خرجت للوجود كتيبة نابلس وجنين ثم عرين الأسود وشكلت تحديا غير مسبوق ازداد وانتقل لبقية محافظات الضفة ويمكن أن ينتقل لداخل أراضي 48”.

وقتل 30 إسرائيليًّا أغلبهم من الجنود وأصيب أكثر من 500 منذ بداية العام حتى نهاية نوفمبر الماضي؛ جراء تنفيذ أكثر من 10777 عملًا فدائيًّا منها 731 عملية إطلاق نار وأكثر من 52 عملية دعس أو طعن وفق الرصد الشهري لما يوثقه مركز معلومات فلسطين (معطى).

ولمجابهة الحرب المشتركة من الاحتلال والسلطة لفصائل المقاومة التقليدية برز التوجه عام 2022 للعمل الفردي أو ما يعرف بـ”الذئاب المنفردة” حتى إن صلة القرابة والصداقة كانت كثيراً خلف وقوع عملية جديدة.

الصعوبة الحقيقية التي صرح بها الاحتلال مراراً من مقاومة “الذئب المنفرد” أنه لا يعرفه إلا بعد استشهاده أو أسره في عملية بمكان وزمان غير متوقع وهي نماذج يشبهها الخبير شرقاوي بمقاومة شعوب أمريكا اللاتينية والجنوبية القرن الماضي.

ويؤكد طلال عوكل -المحلل السياسي- أن تصاعد المقاومة الشعبية والمسلحة عام 2022 يحمل عدة دلالات أولها أن مخططات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة المزايدات الحزبية الإسرائيلية أو السياسة الإسرائيلية الرسمية عكست إستراتيجية الاحتلال.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تصعيد كبير ونوعي في مخططات الاحتلال ضد الفلسطينيين ليس على مستوى إنكار الحقوق السياسية الفلسطينية فحسب؛ بل الدخول لمرحلة تجريف الوجود الفلسطيني قابلها تصعيد شعبي فلسطيني خارج سياق السياسة الرسمية والفصائلية”.

عنصرية الاحتلال

بعد مرحلة الاستياء والململة من عدوان الاحتلال المتصاعد وسط التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال وابتعاد الموقف الرسمي الفلسطيني عن مزاج الشارع ومعاناته كان من الطبيعي اندلاع موجة مقاومة قدمت لانتفاضة ثالثة.

المعضلة المرجحة للاحتلال -حسب توقع الخبير شرقاوي- هي ازدياد عمليات المقاومة في أرض 48 عندها سيتعدى الفلسطيني مرحلة تقليد المقاوم بالضفة ليضرب أمن جبهة إسرائيل الداخلية.

المرحلة الحالية من التحدي طوال عام 2022 والمتوقع استمرارها عام 2023 يشير الخبير شرقاوي: “التحدي المتواصل اختزل وسيواصل اختزال مرحلتين؛ الأولى عدم وقوف العمل المنظم خلف معظم العمليات والثانية هي حاضنة المقاومة التي كانت هشّة بفعل التنسيق الأمني ويجرى القفز عنها”.

ويرى المحلل عوكل أن المحرك الأساسي لموجات المقاومة المتطورة في عام 2022 بالضفة المحتلة هو تصاعد العنصرية الإسرائيلية التي وصلت حد الفاشية وهو إنذار ببدء مرحلة جديدة في الصراع.

ويتابع: “فاشية الاحتلال كشفت وحشية أكبر وهي تنكّر كل الحق الفلسطيني ومتوقع اتساع رقعة المقاومة عام 2023”.

انخراط القوى الشعبية الفلسطينية في الصراع عام 2022 جاء للرد على نظام ومجتمع إسرائيلي يجسد العنصرية والأبارتهايد ولا يرى للفلسطيني حقوقا.

صحيح أن ساحة الضفة والقدس المحتلتين كانتا طوال عام 2022 ميداناً لأعمال المقاومة لكن غزة المحاصرة كانت دوماً في حسابات الميدان وعمليات أخرى وقعت في أرض 48 مثل عمليتي كفر قاسم وبئر السبع قبل أيام لوّحت باشتعال ساحات مجاورة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات