الشهيد الفتى ضياء الريماوي.. الغداء الأخير مع جدته

الألم في وطني لا يتوقف كل يوم هناك فقيد هو بالنهاية شهيد يرحل إلى ربه شاكيًا ظلم الغاصبين المتجبرين تاركًا إرثًا لا يمكن أن يمحوه صلف المحتل البغيض. هذه المرة ضياء الريماوي شهيدًا ويترك عائلة تتمزق ألمًا بعده إلا أن الصبر لباسهم وحليّهم.
“الله يرحمه ويرضى عليه الله يسهل عليك يا ستي” بهذه الكلمات تتفوه الجدة المكلومة تعبت الحاجة بتربيته وذهب إلى ربه شهيدًا لا تزكيه على الله.
تكرر رضاها عنه وتدعو له بالرحمة والمغفرة ودموعها وبكاؤها يُسمعان جليًّا.
تقول: “جاء وتناول طعام الغداء وقال لي يا ستي أعطيني أعبي بنزين فأعطيته قال لي يا ستي بدي أروّح شهيد أنا بدي أروّح شهيد. يا ستي لا تحسرنا يا ستي”.
كان لا يناديها إلا بحبيبتي وعندما يعود من المدرسة لا يتناول الطعام إلا في منزل جدته “يقول لي يلا يا ستي يا حبيبتي غديني بدي أطلع”.
والدته مكلومة متألمة وحزينة بحد لا يكاد يوصف تقول: “ضياء كان حنون جدًا ما بحب حدا يزعل منه كنت حاسة أنو راح يروح الله يرحمه”.
لم تسعفها الكلمات فالصدمة أكبر بكثير كيف لا وهي تودع نجلها وفلذة كبدها الذي أحبته وأحبها وطالما حلمت بأن تراه رجلًا كبيرًا في مكان مرموق إلا أن البطش والإرهاب الصهيوني تدخل قاتلًا كل الأحلام.
صديقه محمد يبكي ويقول لـ”مراسلنا“: إنه لم يتوقع يومًا أن يفقد صديقه ضياء صديق المدرسة والبلدة.
يضيف أن ضياء كان يحلم أن يحقق أحلامه وطموحاته وفي الوقت نفسه لم يكن يستسيغ الحياة تحت بطش المحتل فكان فدائيًّا يرفض المحتل ولا يقبل بوجوده وكان مؤمنًا بزوال الاحتلال بالدم والبارود.
وقال والد الشهيد الريماوي في وداع نجله: “سلم ع الشهدا يبوي سلم ع العياش (الشهيد المهندس يحيى عياش)”.
حيث في مشهد مؤثر ودع والد الشهيدين ظافر وجواد الريماوي اللذين ارتقيا في 29 من شهر نوفمبر الماضي قمر بيت ريما الفتى ضياء الريماوي مخاطبا إياه بقوله: “يا ضياء سلم سلم على أولادي.. فلذة أكبادي.. الله يرضى عليكم ويتقبلكم مع الشهداء والأنبياء”.
واستشهد الريماوي وأصيب شابان بجروح خطيرة وآخر متوسطة برصاص قوات الاحتلال قرب بلدة عابود شمال غرب رام الله.
والشهيد ضياء طالب في مدرسة ذكور بشير البرغوثي الثانوية ببيت ريما في الصف الحادي عشر ارتقى وإلى جانبه إصابة خطيرة أخرى ما تزال تتلقى العلاج في أحد مستشفيات الداخل المحتل.
ويتهم الاحتلال ضياء وأصدقاءه بالوقوف وراء عمليات الإرباك واستهداف المستوطنين وسياراتهم بالزجاجات الحارقة والحجارة.
وزفت حركة حماس الشهيد الفتى ضياء الريماوي وأكدت أنّ المقاومة الشاملة هي خيار شعبنا لصدّ عدوان الاحتلال.
وقالت الحركة في بيان لها: “إنّ المقاومة الشاملة هي خيار شعبنا لصدّ عدوان الاحتلال وعليه أن يتحمل تبعات جرائمه كاملة فشلّال الدم المتدفق على تراب الوطن وآخرها دماء الشهيد الريماوي ودماء شهداء الفجر في جنين لن تذهب هدراً”.
وتابعت: “نعزّي ذوي الشهيد ومحبيه ونحيي أبطال شعبنا المنتفضين في وجه العدو الذين يدافعون عن حمى شعبنا وينتصرون لصرخة الأقصى ونشدّ على أيدي الثوار ليشعلوا النار في أهداف الاحتلال ومستوطنيه”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...

الاحتلال يعتدي على الوقف الإسلامي رباط الكرد بالقدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أزال موظفو بلدية الاحتلال الإسرائيلي بحماية الشرطة، يوم الإثنين، ألواحًا من الحديد وأتربة، وفتحوا مدخل قوس...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بتنفيذ عمليات هدم في حارة المنشية داخل مخيم نور شمس شرقي مدينة...

الهمص: الاحتلال يقتل طفلًا في غزة كل 40 دقيقة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف مدير عام المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، عن استشهاد أكثر من 16 ألف طفل في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة...

تقرير: التدمير الإسرائيلي للقطاع الزراعي يستهدف إبادة الفلسطينيين واستئصال وجودهم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكتوبر 2023، استهدف بشكل...

هيئة الأسرى: إهمال طبي متعمد وقمع متواصل للأسرى في عوفر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجن "عوفر" الاحتلالي تواصل اقتحام غرف الأسرى، وقمعهم، تزامنا مع إهمالهم...

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...