الجمعة 26/أبريل/2024

قلقيلية.. جدار الفصل يخنق المدينة الإستراتيجية

قلقيلية.. جدار الفصل يخنق المدينة الإستراتيجية

منذ 20 عامًا حوّل جدار الفصل العنصري محافظة قلقيلية إلى سجن كبير لكن آثاره ما تزال حاضرة في كل تفاصيل الحياة اليومية لسكانها.

فالجدار يخنق المحافظة الواقعة شمال الضفة المحتلة على ما يعرف بخط الهدنة ويسرق جل أراضيها وحولها إلى سجن كبير محاط بجدار إسمنتي وأسلاك شائكة ليكون بالنسبة للمحافظة وأهلها بمنزلة النكبة الثالثة.

وفي حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس محمود الصيفي: يمتد جدار الفصل العنصري بطول 53 كم على أراضي محافظة قلقيلية وبعرض يتراوح من 55-120 مترًا مدمرًا 5323 دونمًا كما عزل 29354 دونمًا.

وجاءت خطة جدار الفصل العنصري لتخلق مناطق عزل كاملة تحيط بقلقيلية من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها بحيث يصبح الخروج والدخول لا يتم إلا من المخرج الشرقي لها تحت مراقبة شديدة واستفزازية من جيش الاحتلال.

ولجدار الفصل العنصري قسمان كما يوضح الصيفي وهما:

1- سياج يحيط بالمدينة من ثلاث جهات يتراوح عرضه من 55 إلى 115 مترًا.

2&zwnj- جدار إسمنتي يحيط بالمدينة من الجهة الغربية ويبلغ طوله 3 كم وارتفاعه 8 أمتار ويقع هذا الجدار على أراضي المدينة التي احتُلت عام1967.

مسار جدار الفصل العنصري وموقعه:

بلغ طول جدار الفصل العنصري حول مدينة قلقيلية 11.300 كم ليشكل سجنًا بكل معنى الكلمة وهو كما يوضح الصيفي:

– الغرب: وقد تقدم شرق “الخط الأخضر” مسافة 150 مترًا تقريبًا على حساب أراضي المدينة الزراعية وهو جدار إسمنتي بطول 3 كم وارتفاع 8 أمتار وشق الاحتلال خلفه ما يسمى بـ”شارع عابر إسرائيل” (شارع رقم 6).

– الشمال: يقع إلى الجنوب من “الخط الأخضر” وشارع التفافي تسوفيم بدءًا من عمق 50 مترًا للجنوب ليصل العمق إلى أكثر من 2 كم على حساب أراضي قلقيلية.

– الجنوب: يقع إلى الشمال من التفافي مستوطنة ألفيه منشيه حيث لا يوجد هناك “خط أخضر” أو أي تماس مع الداخل المحتل عام 1948 وإنما أراضي الضفة المحتلة عام 1967 وهي كلها من أراضي الضفة المحتلة.

– الشرق: توجه إلى الغرب من شارع التفافي مستوطنة تسوفيم حيث لا يوجد هناك “خط أخضر” وإنما هو عمق الضفة المحتلة ليس إلا.

مما تقدم يتضح أن الهدف من إقامة الجدار ليس الأمن والحفاظ على الأمن الإسرائيلي وإنما السيطرة على الأرض والمياه وتهجير السكان طواعية فهي سياسة التطهير العرقي التي تنفذها سلطات الاحتلال تجاه السكان منذ قيامها.

الأضرار والخسائر الناجمة عن إقامة جدار والفصل العنصري في محافظة قلقيلية:

لقد أوضح ساسة الاحتلال أن محافظة قلقيلية تشكل خطرًا أمنيًّا حقيقيًّا على الكيان؛ لقربها الشديد من “الخط الأخضر” وزاد من مخاوف الاحتلال النشاط الاقتصادي والتجاري والزراعي الكثيف الذي ازدهر في قلقيلية بعد عام 1967 لقربها من المثلث الفلسطيني المحتل عام 1948 حيث شكلت قلقيلية مركز جذب اقتصادي واستثماري وتجاري كبير لم تستطع سلطات الاحتلال في حينه بكل وسائلها الخبيثة السيطرة عليه فكانت آثار سياسة الحصار والإغلاق ضد المدينة كما يلي:

الأراضي الزراعية:

يوضح مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس محمود الصيفي أن جدار الفصل العنصري دمر 5323 دونما زراعيًّا كما تضرر نتيجة إقامة الجدار 17 تجمعًا سكنيًّا في المحافظة حيث كان الجدار يسير متعرجًا في أراضي هذه القرى؛ بهدف سلب أكبر قدر ممكن من أراضيها إضافة لعزل 7 تجمعات سكنية خلف الجدار.

الوضع الاقتصادي:

يقول الصيفي: إنه ونتيجة لإقامة الجدار أغلق الاحتلال حوالي 55% من المحلات التجارية ونزحت إلى خارج المدينة (أكثر من 600 محل تجاري) وحرمت المدينة من دخلها الزراعي الذي يشكل 45% من اقتصادها العام كما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف العمال لتصل إلى حوالي 65%.

الوضع الصناعي:

أدت سياسة الحصار إلى إغلاق ونزوح أكثر من 60% من منشآت قلقيلية الصناعية وتدمير 7 منشآت صناعية في المدينة تدميرًا كاملًا وفقًا لمحمود الصيفي.

الأثر البيئي:

يوضح محمود الصيفي أن إغلاق المدينة من جميع الجهات أدى إلى تكون مكاره صحية وبيئية لاسيما ما يتعلق بمكب النفايات الرئيس الذي كان موجودًا بين جيوس وقلقيلية حيث أغلقته سلطات الاحتلال ما دفع بلدية قلقيلية إلى توفير البديل شرق المدينة ما يؤثر سلبًا على المزروعات والمياه الجوفية فهذه المنطقة هي جزء من سلة قلقيلية الغذائية.

سرقة المياه:

أدى بناء الجدار في محافظة قلقيلية إلى عزل 19 بئرًا خلف الجدار وعلى صعيد الآبار الارتوازية والآبار الجوفية في محافظة قلقيلية حفرت سلطات الاحتلال أكثر من خمسة آبار مركزية بعمق 250 مترًا لتزويد المستوطنات بالمياه ولنقل المياه إلى الداخل المحتل عام 1948 خاصة وأن محافظة قلقيلية تقع على مركز حوض التمساح الغربي والذي يعدّ من أغنى أحواض المياه في فلسطين.

وتبلغ نسبة المياه المسحوبة من الآبار المعزولة بالجدار حوالي 27% من كمية المياه المسحوبة من جميع الآبار في المحافظة والتي تستغل في ري ما يقرب من 3835 دونمًا في المحافظة والتي تشكل نحو 33% من المساحة المروية في المحافظة.

كما حفرت سلطات الاحتلال بئرين في الأراضي التي سلبتها داخل المستوطنات وهذه الآبار لتزويد المستوطنات بالمياه ويتم بيع جزء ضئيل جدًّا إلى القرى العربية المجاورة وبعد إقامة الجدار فإنه تسبب في حرمان عدد من القرى في المحافظة من الاستفادة من الآبار التي عزلها الجدار ما أجبر المواطنين على شراء المياه بأسعار مضاعفة. (وفقًا لدراسة أعدها مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير بعنوان: الاستيطان في محافظة قلقيلية 2019).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...