الجمعة 26/أبريل/2024

حجارة السجيل.. ثمانية أيام غيّرت شكل الصراع مع المحتل

حجارة السجيل.. ثمانية أيام غيّرت شكل الصراع مع المحتل

سجّلت المقاومة الفلسطينية خلال معركة حجارة السجيل في نوفمبر 2012م تقدمًا استراتيجيًّا كبيرًا في الصراع مع الاحتلال الصهيوني عندما دكت صواريخ المقاومة “تل أبيب” لأول مرة في تاريخ الصراع وفرضت معادلات جديدة لا يمكن تجاوزها.

ويوافق اليوم الذكرى العاشرة لمعركة حجارة السجيل حين أقدم الاحتلال على اغتيال قائد أركان المقاومة ونائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري بقصف سيارته وسط مدينة غزة في الرابع عشر من نوفمبر عام 2012م ليفتح على نفسه أبواب الجحيم؛ فبعد ساعات فقط قصفت كتائب القسام “تل أبيب” لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ردًّا على اغتياله.

وفي تقريرٍ للموقع الرسمي التابع لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ذكر أن الاحتلال لم يكتفِ باغتيال الجعبري بل شن عدوانًا همجيًّا على قطاع غزة ارتكب خلاله مجازر مروعة عبر استهداف منازل الآمنين والصحفيين والمساجد والمقابر وراح ضحيته 161 شهيدًا من الأطفال والنساء العزل والمئات من الإصابات الخطيرة.

عشرة أضعاف

وردًّا على العدوان المتصاعد أعلنت كتائب القسام إطلاق عملية “حجارة السجيل” والتي أمطرت خلالها مستوطنات العدو ومواقعه العسكرية بنحو ألف وستمائة قذيفة صاروخية شملت صواريخ M75 وصواريخ فجر5 وصواريخ غراد وصواريخ قسام وقذائف الهاون.

وهو ما أكده الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن المقاومة حافظت على مستوى عالٍ للنيران حتى اليوم الأخير للمعركة وكان حجم النيران المستخدمة يساوي عشرة أضعاف معدلها في اليوم الواحد من حرب الفرقان في العام 2008/2009م.

وأوضح أن 95% من الأهداف التي قصفها الاحتلال بطيرانه الحربي على غزة هي مدنية وأن الخسائر العسكرية للمقاومة لا تكاد تُذكر في حين أن المقاومة ضربت أهدافًا عسكرية محددة مؤكدًا في السياق ذاته أن كتائب القسام استخدمت أسلحة نوعية لأول مرة في تاريخ المواجهة مع الاحتلال كضرب آليات على الحدود مع قطاع غزة واستهداف بوارج في البحر واستهداف طائرات في سماء القطاع وتوسيع مدى الصواريخ كل هذه كانت نقاط إنجاز ونجاح للمقاومة وكانت في المقابل نقاط فشل أمني واستخباري وعسكري للاحتلال الصهيوني”.

وأظهرت معركة حجارة السجيل تطور القدرات القتالية والصناعات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام حيث أدخلت كتائب القسام صواريخ M75 وفجر 5 إلى الخدمة كما أنها استهدفت طائرات العدو وآلياته وفي البحر بأسلحة نوعية.

وشمل بنك أهداف المقاومة خلال المعركة قواعد ومطارات ومواقع عسكرية ومواقع في مدن كبرى كالقدس المحتلة و”تل أبيب” وبئر السبع المحتلة وعسقلان وأسدود.

استجداء التهدئة

وعلى مدار ثمانية أيام لقّنت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام الاحتلال دروسًا لن ينساها وأرعبت قادته العسكريين والسياسيين الذين أصبحوا يستجدون التهدئة عبر الوسطاء.

واستطاعت المقاومة خلال المعركة ولأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل كسر قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة وأرضخت الاحتلال لشروطها كما أنها أحدثت توازنًا في الرعب بدا واضحًا من مشاهد النزوح وفرار المغتصبين داخل مستوطنات الكيان بفعل صواريخ المقاومة.

وقُتل خلال المعركة 19 صهيونيًّا بينهم 9 جنود وأصيب 653 آخرون بالإضافة إلى تضرر كبير في أكثر من 718 مبنى ومصنعًا وتدمير نحو 240 سيارة فيما تكبد الاقتصاد خسائر تُقدر بـ 3 مليارات شيقل.

مراكمة القوة

أجبرت المقاومة الاحتلال على إيقاف عدوانه على غزة وأخضعته لشروطها وفور وقف العدوان عمدت إلى استخلاص العبر والعظات وبدأت مشوارًا جديدًا في مراكمة القوة وتطوير السلاح وتكثيف التدريبات الميدانية وخلال مدة زمنية قياسية استطاعت إحداث نقلة نوعية وهائلة في أدائها ظهر جليًّا خلال معركة “العصف المأكول” والتي اندلعت في السابع من يوليو عام 2014م.

واستخدمت كتائب القسام خلال المعركة استراتيجيات عسكرية عدة لم يكن يألفها الاحتلال من قبل أبرزها تنفيذ عملية كوماندوز بحرية ضد موقع عسكري واتباع استراتيجية القتال من مسافة صفر وإدخال طائرات مسيرة لأول مرة وقصفت مطار بن غوريون وأدخلت عددًا من الصواريخ المحلية بمديات طويلة إلى الخدمة لأول مرة (R160 – J80 – S55).

انتهت المعركة وكعادتها سارعت كتائب القسام إلى استخلاص العبر والعظات وواصلت مشوارها من جديد في مراكمة القوة وتطوير الأداء وهو ما ظهر جليًّا في معركة “سيف القدس” التي كان للمقاومة السبق واليد العليا حيث افتتحت كتائب القسام المعركة بقصف مدينة القدس المحتلة برشقة صاروخية بعد تحذير القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف الاحتلال من استمرار عدوانه على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

أظهرت المقاومة خلال المعركة جزءًا مما راكمته على مدار 9 أعوام منذ انتهاء معركة حجارة السجيل وشاهد العالم بأسره التطور الكبير والهائل الذي وصلت إليه في خطواتها الثابتة والمتواصلة نحو تحرير فلسطين.

ومثّلت معركة “سيف القدس” تتويجًا للجهود الكبيرة التي بذلتها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في مراكمة القوة ورسمت لوحة مصغرة لمعركة تحرير فلسطين والتي باتت خيارًا واقعيًّا وليس حلمًا بعيد المنال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...