عاجل

السبت 04/مايو/2024

نتنياهو.. ملك إسرائيل القادم من بعيد مجددًا

نتنياهو.. ملك إسرائيل القادم من بعيد مجددًا

مجدداً يتوّج “نتنياهو” ملكاً لكيان الاحتلال بعد نجاح كتلته اليمينية في انتخابات الكنيست قبل أيام وسط مشهد سياسي إسرائيلي يزداد يمينية ويسد نوافذ الأمل في نجاح “التسوية” مع الفلسطينيين.

وسيعود “نتنياهو” إلى رئاسة الوزراء بعد أقل من 18 شهراً من إطاحته بعد أن حقق معسكره 65 مقعداً في “الكنيست” وهي غالبية تعد مريحة لتشكيل الحكومة بعد مرحلة دفعت “إسرائيل” لخمسة انتخابات تشريعية خلال ثلاثة أعوام.

ومن مفاجآت انتخابات “الكنيست” الجديدة صعود حزب “الصهيونية المتدينة” 14 مقعداً ليصبح ثالث أكبر حزب في “الكنيست” وسيكون “إيتمار بن غفير” أبرز قيادات الحزب المتطرفة في الحكومة المقبلة وهو أحد أعضاء حركة “كاخ” اليهودية المصنفة إرهابية في “إسرائيل” وفي الولايات المتحدة.

وتذكي عودة “نتنياهو” لرئاسة الحكومة مشهد الصراع المفتوح مع الفلسطينيين على كل الخيارات وتعزز الاستيطان والعدوان بالضفة والقدس المحتلة وغزة المحاصرة.

عودة المنتصر

قفز “نتنياهو” رئيس حكومة “إسرائيل” المرتقب عن جميع الحواجز الانتخابية والسياسية والقضائية التي وضعت في طريقه طوال سنوات مضت وعاد لسدة الحكم وسط مشهد يتعزز فيه التطرّف.

وحصل حزب “الليكود” على 32 مقعدا و”الصهيونية الدينية” برئاسة “سموتريتش وبن غفير” على 14 مقعدا وحزب “شاس” على 12 مقعدا وحزب “يهودوت هتوراه” على 9 مقاعد.

وفي المقابل حصلت معارضته في حزب “هناك مستقبل” برئاسة “لابيد” على 23 مقعدا وحزب “المعسكر الرسمي” برئاسة “غانتس” على 12 مقعدا و”إسرائيل بيتنا” برئاسة “ليبرمان” على 5 مقاعد والقائمة العربية الموحدة برئاسة “عباس” على 5 مقاعد وتحالف الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية على 4 مقاعد وحزب “العمل” على 4 مقاعد.

ويؤكد المحلل السياسي طلال عوكل أن “نتنياهو” لن يحتاج لتحالفات خارج الكتل المتطرفة للتشكيل حكومة مستقرة وهو ملتزم بإنجاز أهداف المشروع الصهيوني.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “تحالف نتنياهو يعتمد تصعيدا خطيرا في طبيعة وإستراتيجيات إسرائيل ومجتمعها واليسار يتلاشى شيئا فشيئاً ويترك الساحة لليمين المتطرف. للمرة الأولى تصعد الصهيونية الدينية بقوة 14 مقعدًا وشاس والحريديم بهذا الشكل”.

ويصنف “نتنياهو” بأنه أكثر “صقور إسرائيل” قوة وحكومته متشددة سواء في عهدته الأولى (1996 &ndash 1999م) أو الثانية (2009 &ndash 2021م) التي جعلته أطول رؤساء الحكومات بقاءً في “إسرائيل”.

ويرى المحلل عوكل أن عودة “نتنياهو” تضع الصراع على أعتاب مرحلة تظللها الصهيونية العنصرية الفاشية مع الفلسطينيين وتعمق علاقات “إسرائيل” الدولية سلباً وتزيد تناقضات المجتمع الإسرائيلي”.

ومارست حكومة “لابيد وبينيت” طوال العامين الماضيين بعد سقوط “نتنياهو” تطرفاً وعدواناً على المشهد الفلسطيني في ملفات القدس والأقصى وتصعيدًا بالضفة وتعزيزًا للاستيطان وحصارًا وحروبًا بغزة.

يقول د. إبراهيم حبيب -المحلل السياسي-: إن عودة “نتنياهو” جاءت غير عادية في مرحلة استثنائية للمشهد السياسي الإسرائيلي بعد حسم الجدل في 5 انتخابات في 3 أعوام ترافقها محاذير إسرائيلية من مشهد الإقليم والسياسة الدولية.

ويتابع لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “حلفاء نتنياهو متطرفون ويتحفظ على تطرفهم أمريكا والغرب وربما يستعين بتحالف مع غانتس وربما شخصيات من خارج اليمين ليشكل حكومة تجمّل صورة إسرائيل”.

المشهد الفلسطيني

انعكاسات عودة “نتنياهو” لقمرة القيادة تظهر سريعاً في المشهد الفلسطيني الأكثر تأثراً بعودة حكومة متطرفة للنيل من القضية الفلسطينية التي غابت عن أجندة العرب في زمن التطبيع.

وكان “نتنياهو” لعب دوراً مهمًّا في تفرقة المواقف الحزبية العربية في فلسطينيي 48 وشتتهم بشكل امتدت سلبياته حتى الانتخابات الأخيرة في محاولة مستمرة لإضعاف تأثيرهم على المشهد الفلسطيني عامةً.

ويصف المحلل عوكل عودة “نتنياهو” بأنها: “قراءة الفاتحة 50 مرة على المراهنة بنجاح التسوية مع الفلسطينيين؛ لأن مخططه ماض نحو زيادة الاستيطان وتهويد الأقصى وسلب الضفة والتنكر للحقوق الفلسطينية في صراعٍ خياراتُه الآن مفتوحة”.

وحاولت سياسة “نتنياهو” السابقة والمرجح تكرارها مستقبلاً الترويج لفكرة السلام الاقتصادي في وقت استمر فيه حصار لغزة وإضعاف السلطة الفلسطينية واستباحة القدس وشنّ حربٍ شاملة على الضفة وحروب متقاربة ضد غزة وجرائم الحرب والمجازر والاعتقالات فوق أرض فلسطين التاريخية.

ويقول المحلل حبيب: إن “نتنياهو” سيعود لممارسة سياسته التي تعد أكثر خبرة بخبايا المشهد الفلسطيني من سابقيه “بينيت ولابيد” خاصة في ملفات الضفة وغزة.

ويتابع: “ربما تشهد غزة هدوءًا وتعاملًا حذرًا مع السلطة الفلسطينية بالضفة أما دوليًّا فسيشكل حكومة تنال رضا أمريكا والغرب وتعيد موقفها من ترسيم حدود لبنان البحرية وحقول كاريش وقانا للغاز وإرضاء جبهته الداخلية وتعزيز وجوده قبل السقوط”.

وتعد براغماتية حكومات “نتنياهو” الممتدة عاملاً مهمًّا في تشكيل أتون الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ولم يعد معه حل الدولتين قائماً؛ بل تزداد حالة التطرف والعدوان والتهويد لكل ما هو فلسطيني في الضفة والقدس المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات