الجمعة 26/أبريل/2024

تكروري: خذلان الأقصى لا يقل فداحة عن خذلان المسجدين الحرام والنبوي

تكروري: خذلان الأقصى لا يقل فداحة عن خذلان المسجدين الحرام والنبوي

قال الدكتور نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين رئيس اللجنة التحضيرية لأسبوع القدس العالمي إنّ على العلماء وعلى شعوب الأمة على حد سواء أن يدركوا إدراكًا عمليًّا لا نظريًّا فحسب أنّ فلسطين والقدس والأقصى هي قضيّة كلّ مسلم وإن خذلان الأقصى لا يقل فداحةً عن خذلان المسجد الحرام والمسجد النّبويّ.

وأضاف في مقابلة شاملة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” “ولهذا فإنني أعتقد أن المطلوب من العلماء عمليًّا أن يتحركوا بكل السبل الواجبة التي يمكنهم التحرك في إطارها ومنها التأصيل الشرعي لواجبات الأمة بشرائحها المختلفة حكاما ومحكومين ومؤسسات وجماعات وأفرادا تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك وتبليغهم هذه المسؤوليات وتحميلهم إيّاها وكذلك فإنّ من واجباتهم إصدار الفتاوى بحق المطبعين وبحق المتخاذلين وتحريض الشعوب وتحريكها لمواجهة هذه المخططات الإجرامية”.

وأكد أنه من واجب ; العلماء أن يشكلوا وفوداً مشتركة من كل البلاد من علماء المسلمين لا من علماء فلسطين فقط وينطلقوا إلى بلاد العالم الإسلامي يحرضونها على القيام بواجبها وبذل أقصى ما تستطيع من مال وحراك واحتجاج وضغط على الحكام لكي يقوموا بدورهم”.

وفيما يلي نص المقابلة: ;

ما تقييمكم لحجم التفاعل العربي والإسلامي مع الخطر المحدق بالمسجد الأقصى على المستوى الشعبي والرسمي؟

من نافلة القول أنّ الأمّة لم تقصّر مع قضيّة فلسطين التي هي قضيّة الأمة جمعاء وعمل الأمة لأجل فلسطين هو من أوجب الواجبات عليها وهذا ما يدفعنا إلى القول إنّ التفاعل ما يزال دون المطلوب على كل المستويات وإن كان يتفاوت هذا التقصير؛ فيتراوح من الخذلان الكلي ولا سيما على المستوى الرسمي بل يصل إلى حد الخيانة من البعض كالمطبعين والتقصير من البعض واللامبالاة من آخرين فالشجب والاستنكار الذي كنا نجده منهم أصبح عزيزاً ونادراً في وجه هذه الاعتداءات.

أما على المستوى العلمائي فإنه وإن كان هناك شيء من الحراك ومحاولة التفاعل ولكن هذا التفاعل ما يزال دون المطلوب إذ دور العلماء أكبر من القائم بكثير؛ فالعلماء هم القادة الحقيقيون للشعوب وهم أصحاب التأثير على كل المستويات وما يقومون به هو بعض الواجب وليس بتمامه كما ينبغي لا سيما في ظل تخاذل كثير من الحكام.

وأما على المستوى الشعبي فإن الحراك والتفاعل في مواجهة جرائم الصهاينة وعدوانهم على المسجد الأقصى ما يزال دون المطلوب ودون الواجب الذي ينبغي أن تقوم به الشعوب وتتحرك إليه فئات الأمة جميعاً ميدانيًّا واعلاميًّا وماليًّا.

ما المطلوب من الأمة لحماية الأقصى؟

إنّ على العلماء وعلى شعوب الأمة على حد سواء أن يدركوا إدراكًا عمليًّا لا نظريًّا فحسب أنّ فلسطين والقدس والأقصى هي قضيّة كلّ مسلم وأنّ خذلان المسجد الأقصى لا يقل فداحةً عن خذلان المسجد الحرام والمسجد النّبويّ.
; ;
ولهذا فإنني أعتقد أن المطلوب من العلماء عمليًّا أن يتحركوا بكل السبل الواجبة التي يمكنهم التحرك في إطارها ومنها التأصيل الشرعي لواجبات الأمة بشرائحها المختلفة حكاما ومحكومين ومؤسسات وجماعات وأفراد تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك وتبليغهم هذه المسؤوليات وتحميلهم إيّاها وكذلك فإنّ من واجباتهم إصدار الفتاوى بحق المطبعين وبحق المتخاذلين وتحريض الشعوب وتحريكها لمواجهة هذه المخططات الإجرامية لذلك أرى أن من واجب ; العلماء أن يشكلوا وفوداً مشتركة من كل البلاد من علماء المسلمين لا من علماء فلسطين فقط وينطلقوا إلى بلاد العالم الإسلامي يحرضونها على القيام بواجبها وبذل أقصى ما تستطيع من مال وحراك واحتجاج وضغط على الحكام لكي يقوموا بدورهم.

وأن يشكلوا وفوداً لمن يؤمل منه حراك من الحكام لتفعيلهم وتحريكهم ويشكلوا ضغطاً على أولئك الذين يهرعون للتطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى الشعوب أيضاً أن تتحرك كنا إذا حصلت مثل هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى نرى الأمة بالملايين تتحرك في باكستان وفي أندونيسيا وفي تركيا وفي بلاد العرب في المشرق والمغرب ما لنا اليوم لا نرى هذا الحراك وقد تضاعف العدوان على المسجد الأقصى المبارك فلا شك أن هناك تطبعا واعتيادا لجرائم الصهاينة والتعامل معها بأدنى مما ينبغي بكثير فعلى الشعوب أن تنزل إلى الشوارع.

وعلى أهل الطول والخير أن يبذلوا أموالهم لدعم أهلنا في القدس وفي المسجد الأقصى لثبيت المرابطين الذين يذودون عن كرامة الأمة بكل ما يملكون. ;

هناك تراجع كبير في حراك الشعوب ودعمها بغض النظر عما وصل إليه الحكام من تطبيع فهذا الخذلان هو ليس منهم للأقصى بل هو إبعاد من الله لمن لا يستحق أن ينتمي للمدافعين عن الأقصى والمسرى.

أما هذه الشعوب المسلمة فينبغي أن تبقى حاضرة ومتفاعلة وأن تمارس رباطها وجهادها من حيث هي – كما يمارس أهلنا في بيت المقدس الرباط والجهاد بالممكن لها تحركاً في مسيرات حاشدة وبالدعم المالي والعمل الإعلاميّ الفاعل من خلال تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي والحملات الافتراضية وفضح الممارسات الصّهيونيّة وإبراز جهاد أهلنا في القدس وفلسطين ومواجهة محاولات تشويه رباطهم وجهادهم وثباتهم وغير ذلك مما يدعم ويثبت أهلنا في بيت المقدس.

وأنا هنا أقول للشعوب ربما يقع في نفوس البعض ماذا يفعل حراكنا عن بعد فييأس البعض وأنا أقول إن حراككم وتفاعلكم له دور كبير وفاعلية عظيمة؛ فهو أولاً محرج للحكام الذين يخونون ويضغط عليهم وثانياً هو مخيف للعدو فهو يحسب حساباً للضغط العالمي وثالثاً وهو الأهم هو مشجع ومعين لأهلكم في بيت المقدس يقولون لعل بعض الملل أو التعب يتسرب إلى نفوسنا حتّى إذا رأينا مسيرة في كوالالمبور أو في تركيا أو باكستان أو في غيرها فإننا نخجل من أنفسنا أن نتراجع؛ فنستمر في جهادنا ورباطنا فلا تستهينوا أيها المسلمون بآثار تفاعلكم. ; ; ;

ما دور العلماء إزاء اقتحامات الأقصى ومحاولات التهويد؟

إنّ الله تعالى أمر العلماء أن يبلغوا رسالات الله ولا يخافوا في الله لومة لائم فقال جل وعلا: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا” وهذا يوجب على العلماء أن يخلعوا عنهم رداء الخطاب المحتمل واللغة الدبلوماسيّة حين يتعلّق الأمر بمسرى نبينا صلى الله عليه وسلّم.

فواجبهم اليوم أن يكونوا في ريادة تفعيل دور الأمة وفي أول صفوف التحرك والعمل للأقصى أن يتواصلوا مع أهلنا في بيت المقدس التحرك في العالم تحريكاً وتحريضاً للعالم وتثبيتاً لأهلنا كما أشرت فأنا أشدد على إرسال وفود العلماء إلى العالم الإسلامي وغيره كي يبشروا بالنصر ويحرضوا على النصرة هذا مطلوب اليوم.

ومن أهم ما يتوجب على العلماء بث الوعي لدى الشعوب وتدمير ما يحاول الأعداء والخائنون تأكيده من القطرية المطلقة وإن هذه قضية الفلسطينين وحدهم فخروج العلماء من الجنسيات المتعددة إلى البلاد يدعون إلى كلمة سواء أن هذه قضية كل مسلم له أثر في تعبئة أبناء الأمة ومحو آثار خيانة بعض الحكام من عقولها وإعادة لقضيّة القدس والأقصى إلى صدارة اهتمام المسلمين وهذا هو موضعها الطبيعيّ.

هل استطاع الاحتلال عبر أمواج التطبيع أن يستفرد بالأقصى وينفذ فيه مخططاته؟

أنا أعتقد أن الكيان لم ينجح ولن ينجح بإذن الله تعالى وأن الذاهبين للتطبيع هم شواذ هذه الأمة وهم خائنون لها ولن تتبعهم الأمة بإذن الله تعالى والنصر مع الصبر وما زالت المعركة بيننا وبين هذا العدو على أشدها والنصر والعاقبة لنا بإذن الله تعالى والعدو هو المنهزم ولكنها مراحل وجولات ربما يتمكن العدو في بعض هذه الجولات اختباراً وامتحاناً لنا وأنا أعتقد أن هذا العدو لا يزال يشك في أصل وجوده وما يزال يعتقد أن استقراره مستحيل وصعب للغاية ولكن هذا لا ينفي أن المرحلة التي يعيشها الأقصى بالغة القسوة وأنّ التهديدات الصهيونية والإجراءات التهويدية في أبشع مراحلها وهذا يوجب علينا المثابرة والمرابطة والمصابرة في العمل للأقصى.

كما نحتاج إلى تكثيف دعم أهلنا في القدس ماديًّا ومعنويًّا ولن يستفرد العدو بالأقصى وهو يحاول ذلك وينجح أحياناً في غفلة من الأمة وعدم حراكها الكافي ولكن لن يكتب له النجاح الكلي ولن يستفرد بالأقصى المبارك -بإذن الله تعالى- ودون الأقصى تضحية وفداء ودون الأقصى أشلاء ودماء والمنتظر في مواجهة هذا العدو شيء لا يطيقه ونحن نعلم أن هذا العدو جبان لن يستمر ولا يستطيع أن يستمر في المواجهة ولكن علينا أن نتحلى بالصبر والثبات والرباط ; والاستمرار والدعم من داخل فلسطين ومن خارجها وأنا ما زلت أقول لأهلنا في فلسطين إن الحراك الواجب أوسع من القائم.

صحيح أننا خارج فلسطين وأنا أتحدث من خارجها ولا ننظر على أهل الميدان ولكن السؤال موجه لأهلنا في فلسطين كما هو موجه للمسلمين في كل أنحاء العالم وهو هل لدينا شعور أننا بذلنا غاية الوسع أم لا زال هناك من الإمكانيات ما لم يبذل؟ فما زال ; في جعبتنا الكثير في مواجهة هذا العدو في تقديري الحراك والرباط داخل فلسطين ما يزال فيه إمكانات أكبر وكذلك التفاعل من خارج فلسطين يمكن مضاعفته أضعافا في كل باب.
; ; ; ; ;
ما دوركم في مكافحة التطبيع؟ ;
دورنا في مكافحة التطبيع دور مستمر لا ينتهي بفضح المطبعين على رؤوس الأشهاد وبيان عظم خيانتهم بلا تردد والحديث عن أن هذه الخيانة قد تصل إلى الردة وإصدار الفتاوى بذلك وهذا ما قام به كثير من العلماء وينبغي أن يستمر ويزداد وضوحا وانتشارا ورسوخا لدى أبناء الأمة.

;وفي مواجهتنا لهذا التطبيع لا بد أن نؤكد وندعو لدعم أبناء الشعب الفلسطيني لكي يتمكنوا من إبطال هذه المخططات في داخل فلسطين وأن يمكّنوا من المقاومة بكل صورها ومطلوب منا ونحن نقوم بذلك أن نؤكد ونؤصل أن التطبيع فتح بابا إضافيا لأبناء الأمة لمقاومة المشروع الصهيوني وبين أن دور أهل فلسطين مقاومة المشروع الصهيوني أولا وثانيا مقاومة التطبيع بينما دور أبناء الأمة مقاومة التطبيع أولا ودعم مقاومة المشروع الصهيوني ثانيا.

وإننا نبذل غاية الوسع بإذن الله تعالى ونسأل الله العون والتوفيق ولن نتخلى عن مهمتنا في إصدار الفتاوى والمواقف المحرضة والمبينة والفاضحة لمن يستحق ذلك والمناصرة لمن يستحق النصرة والمؤازرة لأقصانا والداعمة لصمود أهله ورباطهم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يستعملنا في نصرة المسجد الأقصى وألا يستبدلنا وأن يمن علينا بالجهاد في سبيله والدفاع عن أقصاه والصلاة في رحابه محررا مطهرا من اليهود الغاصبين.

ما هي أهداف أسبوع القدس العالمي الذي أطلقته المؤسسات العلمائية؟
أسبوع القدس العالمي تم تحديده من المؤسسات العلمائية التي تضافرت جهودها على إعلان الأسبوع الأخير من شهر رجب من كلّ عامٍ أسبوعاً للقدس وهو الأسبوع الذي يضمّ ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى تحرير صلاح الدين للقدس والمراد والهدف من هذا الأسبوع هو أن يكون هذا الأسبوع تظاهرةً علمائيّة وعالميّة نصرة للقدس والمسرى؛ بحيث تتكثف الجهود في هذا الأسبوع من أجل العمل للقدس والتحرك في كل أرجاء العالم الإسلامي بل والعالم أجمع لنصرة القضية الفلسطينية وليكون محطة تزود بالخطط وآليات العمل والعمل المشترك والذي يؤدي بدوره إلى العمل طوال العام لنصرة القدس فليس أسبوع القدس هو تحديد وقت للعمل للقدس؛ وإنما استثمار هذا الموسم لتكثيف العمل ونقطة تزود بوقود الطاقة اللازمة خلال العام كلّه عبر إعداد الخطط واجتراح الآليات المستمرة ووضع المشاريع للعمل طوال العام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...