الجمعة 26/أبريل/2024

عمليات فدائية متصاعدة في الضفة وخيارات صهيونية معقدة

عمليات فدائية متصاعدة في الضفة وخيارات صهيونية معقدة

ثلاث عمليات إطلاق نار وقعت في وقت متقارب اليوم الأحد عقب مسيرة للمستوطنين قرب مستوطنة “إيتمار” المقامة على أراضٍ فلسطينية جنوبي شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

لم تكن هذه العمليات منبتة عن الواقع الحالي في الضفة الغربية والذي يشهد تصاعداً لافتاً في العمليات الفدائية وخاصة عمليات إطلاق النار حيث كشفت معطيات فلسطينية عن وقوع 9 عمليات إطلاق نار في الضفة الغربية خلال الـ48 ساعة الماضية وأسفرت عن وقوع 5 إصابات في صفوف الجنود والمستوطنين الصهاينة.

;هذا الأمر دفع المراسل العسكري للقناة “14” العبرية هيلل بيتون روزين للقول: إن “عمليات إطلاق النار في شمال الضفة الغربية أصبحت عملاً روتينياً”.

ونفذت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية 15 عملية إطلاق نار و39 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة خلال الأسبوع الماضي فقط في حين نفذت 833 عملًا مقاومًا منها 75 عملية إطلاق نار خلال سبتمبر الماضي ما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد وإصابة 49 آخرين بعضهم بجراح خطرة.

لكن ما بات لافتاً بوضوح وجلاء إعلان مجموعات عسكرية عن تبنيها لهذه العمليات عبر بلاغات عسكرية توزع على وسائل الإعلام مثل مجموعات عرين الأسود المشكّلة من مقاتلين من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

;دعوات للاجتياح
وفي أعقاب العملية قرب ايتمار والتي أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي بجراح طالب رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان بشن عملية “السور الواقي 2” في الضفة الغربية.

وتعرض “دغان” نفسه لإطلاق نار قرب مستوطنة ايتمار جنوب شرق مدينة نابلس وفق ما أوردت القناة الـ12 العبرية مساء اليوم الأحد.

وقال رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش: “لقد أصبحت هذه العمليات أمرًا روتينيًّا في ظل حكومة متساهلة وخانعة. هذه انتفاضة ثالثة والحل الوحيد هو البدء الفوري بعملية عسكرية واسعة النطاق وقوية تدك الإرهاب العربي في عقر دراه” حسب وصفه.

وأضاف: “لابيد وغانتس يفشلان في حماية مواطني إسرائيل. اتركوا الحكومة واذهبوا إلى بيوتكم” فهل حقاً يمكن لحكومة الاحتلال اتخاذ قرار بالذهاب نحو اجتياح كامل لشمال الضفة الغربية.

; ; مقاومة جديدة

الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد قال: إننا أمام بداية مقاومة شكلها جديد في الضفة انطلاقاً من نابلس وجنين مشيراً إلى أن توسعها إلى باقي المناطق مسألة حتمية لكنها بحاجة إلى بعض الوقت.

;وأكد في تصريحات صحفية أن المقاومة في الضفة تمكنت من إفشال الإستراتيجية الصهيونية الرامية لوضعها في حالة إرباك وانشغال دائم بالدفاع عن النفس داخل البلدات والأزقة والمخيمات.
;
;وأوضح شديد أن المقاومة باتت تتجاوز منظومة الحصار وتخرج لضرب الخاصرة الرخوة للاحتلال بعمليات تستهدف شوارع المستوطنين التي تحوي آلاف الأهداف الصهيونية.
;
ويرى أن الضفة الغربية ستشهد مرحلة سياسية عسكرية مختلفة تماما عما شهدته في السنوات الماضية حيث عادت العلاقة بين الشعب الفلسطيني والمحتل لطبيعتها بعد سنوات من الخلل على حد تعبيره.

ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني وصل إلى قناعة بأن ألف عام من المفاوضات لن يعيد طوبة واحدة من أرض فلسطين.

معضلة كبيرة وخيارات صعبة

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة سعيد زيداني قال: إن حكومة الاحتلال تواجه معضلة كبيرة إثر تصاعد العمليات في جنين ونابلس ومناطق أخرى شمال الضفة الغربية وقال إنها لا تنظر لما يحدث على أنه مقاومة شعبية كما اعتادوا بل ظاهرة جديدة ومرحلة مختلفة بسلاح وطرق أخرى لم تكن حاضرة لوقت طويل في الضفة المحتلة.

وبيّن في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك خيارين مطروحين على الطاولة أمام صناع القرار في دولة الاحتلال؛ الأول وهو اجتياح جنين أو شمال الضفة الغربية بشكل كامل على غرار ما حدث في عملية “السور الواقي” عام 2002 والثاني مواصلة ما وصفه بـ”العمليات الجراحية” التي تستهدف المقاومين كما حدث في جنين قبل أيام ما أدى لاستشهاد 4 مقاومين.

ويرى أن الأوساط الإسرائيلية تستبعد السيناريو الأول مرجعين ذلك إلى أن هذا الخيار في حال تنفيذه يعني انتهاء السلطة الفلسطينية وسقوطها إضافة إلى أن مثل هذه الخطوة ستشعل غضباً متزايداً ليس في شمال الضفة فحسب بل في جميع مدن ومناطق الضفة الغربية.

ويعتقد “زيداني” أن الإسرائيليين قرروا تأخير هذا الخيار وإرجاءه وعدم استخدامه إلا إذا وقعت عمليات كبيرة ومؤثرة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى بأعداد كبيرة.

ويرجح أن تبقي القوات الإسرائيلية على “خيار المواجهة الخاطفة المركزة والعمليات الجراحية السريعة” التي تستهدف المقاومين في جنين ونابلس.

;وقال: إن الخيارات التكنولوجية باتت محل دراسة إسرائيلية وإمكانية استخدامها أصبحت عالية مشيراً إلى الحديث الإسرائيلي المتواتر عن استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف المقاومين.
;
وتحدث الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية عاموس يدلين في تصريحات سابقة عن خشية المؤسسة الأمنية الصهيونية من أن يؤدي تنفيذ اجتياح واسع لشمال الضفة إلى توسع دائرة التصعيد والمواجهة ودخول مناطق أخرى إليها وفق القناة 12 العبرية.

الخبير الأمني اللواء واصف عريقات يرى أن استمرار مواجهة الاقتحامات فلسطينيًّا بالاشتباك ومواصلة عمليات إطلاق النار سيُعقّد المسألة بالنسبة للاحتلال ويمنعه من الإقدام على توسيع عدوانه في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن استمرار انتهاكات الاحتلال واقتحاماته كما فعل قبل أيام في جنين سيفرض على جميع محافظات الضفة الانخراط بالمواجهة وعدم ترك الأمور محصورة فقط في شمال الضفة وهو ما تخشاه الأوساط الأمنية الصهيونية.

ويعتقد أن الظروف العامة والسياسية والعسكرية في جنين تختلف عما كانت عليه عام 2002 في “السور الواقي” مضيفًا: “صحيح أن الإمكانات محدودة؛ لكن طبيعة الجيل أكثر إصرارًا على المواجهة والاشتباك حتى الشهادة”.

وبعد كل هذا يبدو أن الضفة الغربية المحتلة تعيش مرحلة جديدة من المقاومة أربكت خلالها الحسابات الصهيونية وجعلت صناع السياسة الصهيونية في حالة عجز أمام ضيق الخيارات المتاحة لمواجهتها خاصة أن حسابات أخرى أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار لعل واحدة منها وربما أهمها ما يمكن أن يحدث على جبهة قطاع غزة في حال حدث ما يمكن أن يجعل تلك الجبهة تثور نصرة للضفة الغربية الثائرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...