الجمعة 10/مايو/2024

مخيم جنين.. 4 ساعات من ملحمة بطولة توجت بالشهادة

مخيم جنين.. 4 ساعات من ملحمة بطولة توجت بالشهادة

كانت مدينة جنين ولا تزال رمزاً للبطولة والفداء كما أصبح مجاهدوها كابوساً يلاحق المحتل في قلب كيانه ولطالما خرج الاستشهاديون من المدينة الباسلة وأذاقوا الاحتلال الويلات والخوف.

فمن جديد يتكرر المشهد ويعود مخيم جنين إلى الواجهة عبر تقديم خيرة شبابه شهداء لمقارعة دولة الاحتلال المتغطرسة.

ومع كل يوم تودع جنين ثلة من أبطالها الذين يعملون ليل نهار من أجل كسر شوكة الاحتلال وتمريغ أنفه وكسر هيبته وهي التي تثأر لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

4 ساعات
فمع ساعات صباح اليوم الأربعاء استفاقت مدينة جنين على اشتباك مسلح بين ثلة من المقاومين وجيش الاحتلال المدجج بالسلاح استمر أربع ساعات ارتقى على إثرها أربعة شهداء من خيرة أبناء المخيم.



وأفاد شهود عيان فلسطينيون بأن نحو 30 آلية عسكرية إسرائيلية شاركت في اقتحام المخيم وأن هذه القوات قصفت منزل عائلة حازم.

واستشهد الشهداء الأربعة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة ومحاصرتها منزلًا كان يوجد فيه عبد خازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية شارع “ديزنغوف” في “تل أبيب” قبل نحو ستة أشهر.

وأفادت وزارة الصحة في تصريح مقتضب باستشهاد عبد فتحي خازم ومحمد محمود ألونة وأحمد نظمي علاونة ومحمد أبو ناعسة برصاص قوات الاحتلال في جنين في حين أصيب 44 آخرون بالرصاص الحي منها إصابات خطيرة وبليغة الخطورة.



وخاض الشهيد عبد الرحمن ورفاقه المقامون اشتباكات مسلحة شديدة قبل أن تستهدف قوات الاحتلال المنزل الذي كانوا فيه بصاروخ مضاد للدروع.

وفي التفاصيل اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال صباحا مدينة جنين ومخيمها وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع وقصفت منزلاً بصاروخ مضاد للدروع للمواطن فتحي خازم والد الشهيد رعد.

وحاصرت قوات الاحتلال مدينة جنين من جميع الاتجاهات ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة المحاصرة.

وأطلقت قوات الاحتلال قذيفة في محيط وزارة الداخلية والمؤسسات الحكومية عند أطراف المخيم كما أن حالة من الخوف اعترت الطلبة في المدارس المحيطة؛ لكثافة الرصاص الحي من كل حدب وصوب.


null

وحولت قوات الاحتلال مدخل مخيم جنين إلى ساحة حرب باستخدام الطائرات المسّيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة عدا عن الرصاص الحي الكثيف التي تطلقه دون توقف واستهداف الشبان من قناصة الاحتلال.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات المختلفة الإضراب الشامل والحداد على أرواح على الشهداء في عموم محافظات الضفة الغربية.

كمين محكم
وفي تعقيبها على الحدث نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر عسكرية قولها: “إن قوة خاصة من وحدة المستعربين (يمام) بالتعاون مع وحدات من لواء الناحال اقتحمت أطراف مخيم جنين لاستهداف شقيق منفذ عملية تل أبيب عبد خازم”.

وذكرت الصحيفة أن المقاومين أعدوا كمينًا لجنود الاحتلال عبر عبوة شديدة الانفجار على مدخل البيت المستهدف.



وقالت: إن المقاومين فجروا العبوة على مقربة من جنود القوة دون وقوع إصابات في حين سمع دوي انفجار عنيف خلال دخول القوة الخاصة منطقة المنزل المستهدف.

وأشارت إلى أن المقاومَين اللذين كانا في المنزل المستهدف عبد الرحمن خازم وأحمد علاونة انتظرا وصول القوة إلى البيت لتفجير العبوة.

وأضافت: “توقعت القوة الخاصة السيناريو؛ وانفجرت العبوة دون وقوع إصابات لكن كانت هناك اشتباكات عنيفة في المنطقة”.

ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية؛ اشترك الشهيدان في عدة عمليات إطلاق نار مؤخرًا منها استهداف جرافة عسكرية قرب قرية الجلمة.
;
وخرج أهالي المدينة ومخيم اللاجئين الملاصق بها مشيعين الشهداء الأربعة الذين قتلهم الاحتلال بعد “اشتباكات عنيفة” استمرت عدة ساعات.

وهتفت الجماهير الغفيرة بشعارات مؤيدة للمقاومة ومطالبة بالرد والانتقام لدماء الشهداء مؤكدين تمسكهم بطريق المقاومة الذي روي بالدماء والتضحيات.

ونعت الفصائل الفلسطينية شهداء جنين مشددة على ضرورة تصعيد المقاومة للرد على جرائم الاحتلال.

في غضون ذلك عمّ الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية؛ حداداً على الشهداء واستنكارا لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. ;

من جانبه دعا والد الشهيدين عبد الرحمن ورعد حازم إلى وحدة المقاومة والفصائل في جنين تعقيبا على استشهاد نجله عبد الرحمن برصاص الاحتلال صباح اليوم.



وقال فتحي حازم: “إن المخيم أمانة في أعناقكم ووحدة المخيم أمانة في أعناقكم ووحدة الفصائل إياكم أن تضيعوها. هذا الصف إياكم أن ينكسر”. وأضاف: “ضلو إيد وحدة وروح وحدة ورجل واحد”. ;


نموذج بالتضحية
من جانبه أكد الكاتب إبراهيم قويدر أن جنين تقدم نموذجاً من التضحية والفداء ومن الصمود والكبرياء مشدداً أنه “رغم مرارة الألم إلا أنّ من مُرِّه يتولد الأمل وستكون جنين شعلةً لنارٍ تحرق المحتل وجيشه المجرم ولعنة تطارد كلاب الأثر والمتواطئين”.

وقال قويدر في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن ما يحدث في جنين ومدن الضفة من إجرام وتغول واضح لجيش الاحتلال لم يكن إلا بتواطؤ السلطة التي باتت سنداً للاحتلال في ملاحقة المقاومة والمقاومين وما اعتقال المطارد مصعب اشتية عنا ببعيد”.

وأشاد قويدر بمقاومة جنين التي تثبت كل يوم بأنها درع المقاومة في الضفة المحتلة وسدها المنيع أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: “جنين اليوم رغم ما تتعرض له من حملة شرسة تستهدف مجاهديها وأهلها فهي ترقبُ تحرك مدن الضفة وعينها على المجاهدين في غزة الذين لن يخذلوها ولن ينتظروا كثيراً حتى يقتصوا لها”.

من جهتها أكدت حركة حماس أن عمليات الاغتيال (الإسرائيلية) للمقاومين الفلسطينيين لن تمر مرور الكرام ولن تجلب أمنًا مزعومًا.

وزفّت الحركة في بيان لها اليوم الأربعاء إلى جماهير شعبنا الصَّامد المرابط وإلى أمَّتنا العربية والإسلامية شهداء المقاومة في مخيم جنين البطولة الذين ارتقوا خلال التصدّي لقوات الاحتلال وهم: عبد الرَّحمن فتحي خازم وأحمد علاونة ومحمد الونة ومحمد الناعسة.

وشددت على أنَّ شعبنا الذي أعلن الاستنفار لحماية المسجد الأقصى المبارك وصدّ العدوان مستمرًّا في مقاومته بكل الوسائل؛ وفاءً لدماء الشهداء وانتصاراً لحقوقنا الوطنية فدماء الشّهداء هي شعلة الغضب وفتيل الثورة المتصاعدة حتّى دحر الاحتلال عن أرضنا.

وتشهد المقاومة المسلحة في مدينة ومخيم جنين تصاعدا مع كل اقتحام للاحتلال وهو ما بدا واضحا خلال الشهور القليلة الماضية؛ في حين يسعى التحريض الإسرائيلي على مقاومة جنين إلى تشويهها عبر ربطها بالفوضى والفلتان الأمني لكبح انتشارها في مناطق أخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات