السبت 27/أبريل/2024

التعليم في مخيمات لبنان.. أزمات مركبة وأونروا تزيد الطين بلة

التعليم في مخيمات لبنان.. أزمات مركبة وأونروا تزيد الطين بلة

ينطلق بعد أيام قليلة وبالتحديد في الخامس عشر من سبتمبر الجاري العام الدراسي في مدارس وكالة “أونروا” في مخيمات لبنان بعد عامين من التعليم عن بعد والذي زاد من أزمات التعليم الكثيرة والمركبة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

; وكالة “أونروا” قالت إنّ موسم المدارس للعام 2022/2023 في مدارسها بلبنان سيكون بالحضور الكامل للطلبة مؤكدة أنها “ستحرص على عدم إثقال كاهل الطلاب وعائلاتهم بأي طلبات تترتب عليها تكاليف مالية إضافية؛ وذلك بسبب الظروف الاقتصادية السائدة حالياً في لبنان”.

;وتقدم “أونروا” خدمة التعليم للاجئين في لبنان لأكثر من 36960 طالباً يتوزعون على 65 مدرسة للمراحل الابتدائية والتكميلية منتشرة داخل المخيمات وخارجها بحسب موقعها الإلكتروني.

وفي لبنان 9 مدارس ثانوية فقط تخدم اللاجئين الفلسطينيين ويتعلم فيها حوالي 39 ألف طالب منهم نحو 5 آلاف لاجئ فلسطيني من سوريا ويدرّسهم قرابة 1400 معلم.
;
وحتى منتصف العام الماضي 2021 بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى “أونروا” في لبنان حوالي 485 ألف لاجئ لكن “أونروا” تقول إن الموجودين منهم في لبنان نحو 210 آلاف لاجئ منهم 28 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا.

أزمات هؤلاء اللاجئين كثيرة لكن الحديث اليوم عن قطاع التعليم المثقل بأزمات تهدد مستقبل الطلبة وفق متابعين بعد نحو عامين من تعثّر التعليم بسبب “كورونا” وانهيار البنى التحتية التي حرمتهم من فرص عادلة للتعلم الرقمي (عن بُعد) داخل المخيمات خلال العامين الماضيين.

وبلغت الميزانية الإجمالية لـ”أونروا” في لبنان لعام 2021 المنصرم حوالي 186 مليون دولار نصفها تقريبا يأتي من المشاريع فيما تؤكد “أونروا” على لسان مسؤوليها والناطقين باسمها أن أزمتها المالية مزمنة وسببها عدم تقديم الدعم الكافي للوكالة.

لبنان أزمات مركبة
ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي قال إن العملية التعليمية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تتراجع باستمرار وتغيب عنها الاستراتيجية التعليمية المنهجية التي تقوم على أسس ومعايير دولية.

وأرجع “عبد الهادي” في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” هذا الواقع إلى عوامل ترتبط بالواقع اللبناني القاسي الذي تعيشه لبنان في كل مناحي الحياة وما خلفته أزمة انتشار وباء “كورونا” خلال العامين الماضيين إضافة إلى واقع “أونروا” التي تسعى إلى تقليص خدماتها قدر الإمكان؛ متذرعة بالأزمة المالية وعدم توفر ميزانيات وفق تعبيره.

وبين أن التعليم في لبنان كما العالم أجمع تأثر وتضرر كثيرا بأزمة “كورونا” والذهاب نحو التعليم عن بعد الذي لم تتوفر لنجاحه الأرضية والإمكانيات لدى غالبية اللبنانيين والفلسطينيين.

وأوضح القيادي في “حماس” أن “كورونا” أضافت أزمة جديدة لأزمات سياسية وأمنية ومعيشية تعيشها لبنان وما صاحب ذلك من مظاهرات وإغلاقات أعاقت وصول الطلبة إلى مدارسهم سواء لإغلاق المدارس بسبب الأحداث أو بسبب عدم تمكن الطلبة من الوصول لمدارسهم نتيجة تقطُّع الطرقات وإغلاقها.

وشدد أن الأزمة المعيشية جعلت اللبنانيين والفلسطينيين خاصة غير قادرين ليس على دفع الأقساط الدراسية فحسب بل على دفع أجرة المواصلات بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الوقود وهو ما خلق حالة من الحديث عن جدوى الاستمرار في التعليم من الأصل ما شجع عمليات الهجرة وهروب الكفاءات من الواقع اللبناني الصعب.

الواقع الفلسطيني في لبنان أشد صعوبة
وقال “عبد الهادي” إنه إذا كان الواقع اللبناني بهذه الحالة في المجالات كافة فإن الوضع الفلسطيني يتأثر ويكون تأثره أكبر؛ نتيجة غياب الحقوق الأساسية والضغوطات الموجودة أصلاً على بوابات المخيمات الفلسطينية.

واتهم “عبد الهادي” وكالة “أونروا” بعدم القيام بواجباتها ودورها وقال إنه في الأزمات كانت “أونروا” تطلق برامج إغاثية عاجلة لكنها لم تفعل شيئاً من ذلك للاجئين الفلسطينيين في لبنان لا في أزمة كورونا ولا في الأزمة الحادة العامة التي يعيشها لبنان.

ويرى أن المستوى التعليمي في مدارس “أونروا” متدنٍ جدًّا؛ بسبب غياب ما أسماه “الاستراتيجية التعليمية المنهجية التي تتوافق مع معايير المؤسسة الدولية”.

وقال إن التعليم في مدارس “أونروا” إجمالاً ضعيف جدًّا وغير منهجي وهو ما يجعل التحصيل العلمي ضعيفًا جدًّا مستشهداً بنتائج الامتحانات الرسمية التي كانت حسب وصفه “صادمة وضعيفة” عادًّا ذلك مؤشراً خطيراً ودليلاً إضافيًّا على ضعف البرنامج التعليمي لـ”أونروا”.

ويرى أن الخطط التي تتحدث عنها “أونروا” ومسؤولوها هي خطط نظرية غير موجودة عمليًّا وقال “على أرض الواقع لا يوجد أي شيء مما يُتحدث عنه”.

وكشف عن تقليص كبير طال الاحتياجات التعليمية لمدارس “أونروا” سواء على مستوى التجهيزات اللوجستية أو القرطاسية والكتب وقال إن “أونروا” سابقاً كانت توزع القرطاسية كاملة على الطلبة إضافة إلى الكتب غير أنها حاليًّا لا توفر سوى الكتب “وبالحد الأدنى وبصعوبات ومشاكل دائمة”.

وفوق كل ذلك يشير “عبد الهادي” إلى اكتظاظ الفصول الدراسية بحيث يمكن أن يصل عدد الطلبة داخل الفصل الواحد إلى 50 طالباً أو أكثر علاوة على وقف عمليات التوظيف وتعويض المدرسين الذي يصلون إلى سن التقاعد.

وأشار إلى فصل 70 معلماً كانوا يعملون منذ سنوات على بند أحد المشاريع بذريعة أن ميزانية المشروع لم تعد متوفرة.
;
رئيس الهيئة “302” للدفاع عن حق اللاجئين علي هويدي يقول إنّ المخيمات تكتظ بالفتيان الذين انفصلوا عن التعليم بسبب الواقع المعيشي المأساوي الذي تعيشه أسرهم.

ووصف “هويدي” في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” واقع المخيمات التعليمي بـ”النكبة الثانية” نظرا لتفشي التسرب المدرسي.

وذكر “هويدي” أن “أونروا” أعلنت سابقاً أن 6% فقط من الطلاب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يلتحقون بالتعليم الجامعي مقابل نسب تعليم مرتفعة في فلسطين رغم الاحتلال.

وكشفت الناطقة الرسمية باسم “أونروا” في لبنان هدى سمرا في تصريحات صحفية سابقة أن معدل التسرب السنوي من مدارسها حوالي 0.45% لكن مصادر فلسطينية متعددة تقول إن هذا المعدل غير واقعي “فالمخيمات تكتظ بالفتيان الذين انفصلوا عن التعليم”.

من جانبه يقرّ مسؤول لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السابق الوزير حسن منيمنة إلى وجود تدهور كبير في الأوضاع التعليمية بالمخيمات الفلسطينية في لبنان.

وقال في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إن معاناة اللبنانيين التي أدت لنزوح شريحة واسعة إلى التعليم الرسمي ستؤثر حتما على حظوظ الفلسطينيين لأن الأولوية في المدارس الرسمية المجانية للطلاب اللبنانيين.

وأوضح أنّ لبنان يعيش انهيارا تاريخيا أثر على المجتمعات المستضعفة كالفلسطينيين الذين لا يتمتعون بكامل الحقوق المدنية فصاروا عرضة للابتزاز من أرباب العمل.

اتحاد طلبة فلسطين.. مطالب متكررة
من جانبه دعا اتحاد عام طلبة فلسطين في لبنان وكالة “أونروا” إلى اعتماد استراتيجية تعليمية شاملة لضمان نجاح العام الدراسي القادم وإنجاز كل التحضيرات مبكرًا حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة ومعالجة مشكلة اكتظاظ الصفوف في بعض المدارس وإعادة النظر بنظام الترفيع الآلي.

ودعا الاتحاد خلال لقاءات وحوارات مع مسؤولين في “أونروا” بلبنان إدارة “أونروا” الوكالة الدولية للإسراع في سد الشواغر الوظيفية قبل بدء العام الدراسي الجديد واعتماد معايير شفافة بعملية التوظيف بعيدا عن المحسوبيات وتوزيع المعلمين وفقا للاختصاصات وحاجات المدارس.

وأكّد الاتحاد في أكثر من مناسبة دعمه وتبنيه لمطلب أهالي مخيّم برج الشمالي جنوب لبنان بإنشاء مدرسة ثانوية خاصة مع تزايد عدد الطلبة الثانويين.

وطالب الاتحاد العام وكالة “أونروا” بالإسراع في توفير الكتب المدرسية وتأمين القرطاسية المطلوبة لجميع الطلبة وتوزيعها مباشرة مع بدء العام الدراسي القادم ودون تأخير.

ماذا يفعل الفلسطينيون لتحسين الواقع؟
ممثل “حماس” في لبنان” أحمد عبد الهادي كشف عن ضغوط عامة مستمرة ومتواصلة لتحسين واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عامة ومنها الواقع التعليمي.

;وقال: “هناك خطط وبرامج نقوم بها لمزيد من الضغط على “أونروا” من خلال الاتحاد العام الذي استطاع تحقيق انجازات هامة خلال الفترة الماضية وألزم أونروا بكثير من القرارات المهمة وزيادة الميزانيات”.

ولفت إلى تفعيل دور لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التابعة للحكومة اللبنانية والتي يرأسها حاليًّا الدكتور باسل الحسن كاشفاً عن اتفاق بممارسة الدولة اللبنانية دوراً ضاغطاً على “أونروا” لتحسين واقع اللاجئين الفلسطينيين كـ”دولة مقر”.

وبين أنهم يحاولون من خلال علاقاتهم العمل على استيعاب عدد أكبر من الطلبة الفلسطينيين في المدارس اللبنانية الرسمية المجانية.

وكشف “عبد الهادي” عن مشاريع تطلقها حركة حماس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين من نواحي مختلفة ومنها مشروع “الرابط حدك” الذي أطلقته الرابطة الإسلامية في لبنان التابعة للحركة والتي من خلاله وفرت الحركة مواصلات ووجبة إفطار مياه عذبة للطلبة الذين يتوجهون لتقديم الامتحانات الرسمية عدا عن توفير دورس التقوية للطلبة في المراحل الدراسية كافة وتقديم مساعدات مختلفة من خلال مبادرات ومشاريع أخرى كمشروع “حماس حدك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...