الأربعاء 08/مايو/2024

الفلسطينيون في الشمال السوري.. معاناتهم لا تنتهي

الفلسطينيون في الشمال السوري.. معاناتهم لا تنتهي

يقاسون الويلات والمعاناة بعيدًا عن عدسات الإعلام وأقلام الصحافة منسيون يكابدون وجع الحياة والهجرات المتتالية إلا أنهم يقاومون ذوبان الكيانية الفلسطينية تحت لهيب قسوة المعيشة.

الفلسطينيون في شمال سوريا يبلغ تعدادهم قرابة 8 آلاف بواقع 1500 أسرة يعيشون في خيام ومناطق لا تصلح للحياة الآدمية ويتركزون في منطقة عفرين وإعزاز ودير بلوط وإدلب معظمهم هاجروا من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك وخان الشيخ وغيرها قسرًا إبان الحرب السورية.

حياة قاسية

موسى سالم -مسؤول هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية- يقول إن الفلسطينيين يعيشون في الشمال السوري كأقرانهم السوريين حياة قاسية بمعنى الكلمة.

وأوضح في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن 300 أسرة فلسطينية تقيم في الخيام وقسم آخر يعيشون في بيوت “عظم” بدون بلاط أو تجهيزات مفتقرين لأدنى الاحتياجات الأساسية.

وأكد أن البطالة تستشري بينهم بشدة وبنسب تفوق الـ85% وقليل منهم يعملون في مهن يومية برواتب متدنية لتحصيل لقمة العيش.

وأشار موسى إلى أن الوضع التعليمي والصحي في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون غير جيد هناك بعض المراكز التي تقدم خدمات صحية بدائية وإسعافية وأيضا التعليم يعتمد على المبادرات الفردية وبعض المقتدرين يرسلون أبناءهم للتعليم في بعض المدارس الخاصة.

وأوضح أن غياب الدعم والرعاية ينعكس مباشرة على مستوى التعليم وجودته.

وأكد أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تواصل تخليها عن دورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الشمال السوري وأنها تعمل في فقط في المناطق التي تخضع لسيطرة الدولة السورية.

وقال: إن الناس هنا يعتمدون على المساعدات في حياتهم والتي تقدمها بعض المؤسسات والمنظمات المدنية مشيرا إلى أن المساعدات تزيد في المواسم إلا أنها أقل بكثير من الحاجة.

وكشف عن هجرة بعض الفلسطينيين إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وجزء كبير منهم يفكر بالهجرة هربًا من بؤس الحياة إلا إنهم غير قادرين على تحمل نفقات السفر.

وأوضح أنه رغم ضنك الحياة وقهرها إلا أن الفلسطينيين في الشمال السوري يتمسكون بهويتهم الوطنية ويقاومون ذوبانها تحت لهيب الأوضاع القاهرة التي يعيشونها.

وذكر أنهم يتابعون ما يحدث داخل الأرض المحتلة ويتفاعلون معها تفاعلا كبيرا لاسيما ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات المستمرة على قطاع غزة والحروب المتكررة عليه.

أونروا تتنصل

وقبل أيام أرسلت “مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري” رسالة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بهدف المساعدة والمشاركة في تقديم الإغاثة للاجئين إلا أن الوكالة الأممية تنصلت من ذلك.

وجاء في ردها: “تشارك الأونروا كثيراً قلقك فيما يتعلق بالوضع الصعب الذي يواجه اللاجئين الفلسطينيين في شمال غرب سوريا وتلتزم الوكالة بأخذ كل الإجراءات الممكنة ضمن تفويضها لتخفيف مصاعب اللاجئين الفلسطينيين مضيفة أنها تدرك الظروف الصعبة للغاية التي يشاركها الفلسطينيون مع السوريين الذين يعيشون في نفس المجتمعات مثل جميع وكالات الأمم المتحدة في سوريا غير قادرين حاليًّا على الوصول المباشر وغير المُعتمد إلى الشمال الغربي ;وكانت الأونروا على اتصال متكرر مع الجهات الإنسانية الفاعلة في غازي عينتاب التركية”.

الكيانية الفلسطينية

اللاجئ الفلسطيني المهجر من مخيم اليرموك محمد أبو زيادة يقول إنه عاش نكبة جديدة وتجليات لجوء جديد من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري هربًا من نيران الحرب.

وأكد في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن مشاهد التهجير من اليرموك لا تقل بشاعة عن نكبة 48 م نفس التفاصيل والأحداث.

واستقر اللاجئ محمد في مخيم إعزاز في الشمال السوري وذهل مما رأى حيث حلوا لاجئين في خيام تشبه إلى حدٍّ كبير تلك الخيام التي عاش فيها أجدادنا إبان نكبة 48 م.

ويقول إن وكالة أونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية تتركنا لهول المأساة وعظم المعاناة فلا وجود لهما في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون في الشمال السوري.

وأشار إلى أن غيابهما لم يؤثر فقط على المشهد الإغاثي والحياتي بل يهدد الكيانية الفلسطينية في الشمال السوري والهوية الوطنية لهم.

مشروع إحصائي

هذا؛ وأطلقت ;”مديرية شؤون الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة” رابط إحصاء إلكتروني للاجئين الفلسطينيين الموجودين في مناطق الشمال السوري ودعت الفلسطينيين كافة ;في تلك المناطق للمشاركة في الإحصاء.

وقالت المديريّة: إنّ الإحصاء سيعتمد رسميًّا لدى الحكومة السوريّة المؤقتّة في إنجاز أي خطوة تخص اللاجئين الفلسطينيين والمتزوجين من فلسطينية على الصعيد الداخلي أو مع الجهات الأخرى المعنية بشؤون اللاجئين.

وأكّدت على ضرورة المشاركة في الإحصاء كإحصاء رسمي مع استبعاد كل من لم يشارك في الإحصاء الإلكتروني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات