عاجل

الثلاثاء 08/أكتوبر/2024

مشعل الجانب الآخر.. مواقف واضحة ومتزنة وانصهار في حالة المقاومة

مشعل الجانب الآخر.. مواقف واضحة ومتزنة وانصهار في حالة المقاومة

ظهر رئيس حركة “حماس” في الخارج القائد خالد مشعل، ضيفاً على برنامج “الجانب الآخر” الذي تقدمه الإعلامية علا الفارس عبر قناة الجزيرة الفضائية.

البرنامج الذي يغلب عليه طابع الحديث عن شخصية الضيف الأخرى، البعيدة عما يعرفه الناس عنه من خلال موقعه الرسمي، تحدث فيه “مشعل” عن “مشعل” الإنسان، نشأته، تاريخه وجوانب مختلفة أخرى من حياته الاجتماعية، ومحطات هامة من حياته التي لم تنفصل عن المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية، وحركته التي ينتمي إليها حركة حماس”.

ورغم أن البرنامج يصر على الولوج إلى عمق شخصية الضيف، إلا أن الحلقة لم تغب عنها المواقف السياسية الشائكة، والتي عبر عنها “مشعل” بوضوحه وصراحته المعهودة.

وضوح واتزان
مدير مركز رؤية للتنمية السياسية الدكتور أحمد العطاونة، وجد أنه كان لافتاً في المقابلة حجم التوفيق الذي حظي به القائد خالد مشعل في التعبير عن جملة من المواقف السياسية، علاوة على الظهور اللافت للبعد الإنساني، بعيداً عن التكلف، وبكثير من الصدق، وفق تعبيره.

ويرى، في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقابلة أظهرت قدراً عالياً من الانتماء الوطني الخالص، والانفتاح على الآخر الوطني، وعدم التقليل من شأن أحد أو بخسه حقه، في إشارة إلى حديثه عن الحركة الوطنية الفلسطينية أواسط الستينات، وما ورد في المقابلة عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، والتحولات في المواقف التي حدثث بعيد انسداد الأفق السياسي إبان انتفاضة الأقصى عام 2000.

وقال “العطاونة”، إن ذهاب القائد خالد مشعل بعيداً في الحديث عن مقاومة الشعب الفلسطيني ومشاركة والده فيها ضد الانتداب البريطاني، والتعريج على محاولة اغتياله، والحديث عن رموز المقاومة؛ تعبير عن حالة انصهار والتحام كبيرين بينه شخصياً وحركته التي يعبر عنها بالمقاومة ومشروعها الممتد.

وشدد أن موقفه الرافض للندم وسعادته بما قدمه، وحتى بكاءه عند حديثه عن عدم نيل للشهادة في سبيل الله، يؤكد حالة الانصهار الكامل للرجل وحركته في هذا الخط الذي تسير عليه منذ بداياتها، وتأكيد أن الرجل يعيش حالة المقاومة، وهدفه الأخير فعلياً كما قال التحرير والعودة والصلاة في المسجد الأقصى ومدينة القدس.

 ويرى “العطاونة” أن تعبير القيادي “مشعل” عن العلاقات السياسية والإقليمية للحركة اتسمت بالاتزان والبعد عن التشنج، ولم تذهب باتجاه استعداء أي طرف، “لكنها في ذات الوقت لم تكن مهادنة لمن يخطئون”، وفق تعبيره.

وأشار إلى نبرة الغضب التي ظهرت في صوت “مشعل” لحظة حديثه عن اعتقال المملكة العربية السعودية لممثل الحركة ومجموعة من الفلسطينيين هناك.

وقال “العطاونة”: إنه، وعلى رغم اللغة التي استخدمها، إلا أنه كان حريصاً على تبيان الدور السعودي المهم في القضية الفلسطينية، لإدراكه أهمية وحجم المملكة العربية السعودية ودورها الفاعل ليس في البعد السياسي فحسب، بل في البعد المتعلق بالدعم السعودي المقدم للشعب الفلسطيني في مجالات مختلفة”.

ويرى أن حديث “مشعل” عن السعودية وترحمه على من تعامل معهم من الملوك والأمراء السعوديين، والتوازن في طرح القضايا المشتركة، تعبير عن رغبة حمساوية بإعادة الاعتبار للعلاقات الثنائية.

وفيما يتعلق بحديث “مشعل” عن إيران، قال “العطاونة”، إنه وعلى الرغم من الخلافات، إلا أنه تحدث عن الدعم الإيراني بشكل رزين ودون مبالغات، ووضعه في إطاره الطبيعي، لكنه في ذات الوقت كان حريصاً ألا يصدر منه ما يؤثر على العلاقة بين حركته والجانب الإيراني.

ويرى “العطاونة”، أن “مشعل” أعاد التأكيد على المؤكد في العلاقات الوطنية الداخلية، وظهر من حديثه أن مشكلة حركته لم تكن مع حركة فتح كتنظيم كامل، بل مع تيار محدد حاول الانقضاض على التجربة الديمقراطية، وفق قوله.

ويرى أنه كان من المهم تأكيد “مشعل” أن الانقسام لم يكن خياراً بل عملا محدداً لإحباط محاولة طرف محدد في السلطة سماه بالاسم (تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان)، الانقضاض على التجربة الديمقراطية، ورفضه نتائج الانتخابات التي فازت فيها “حماس”.

تقديم موضوعي
من جهته، قال الكاتب أحمد قنيطة، إن القيادي خالد مشعل، استطاع تقديم حركة “حماس” تقديما فريدا ومميزا، في ظل تشابك المشهد السياسي والأمني الذي تمر به القضية الفلسطينية والحركة.

ويرى، في تعقيب نشره عبر صفحته على “فيس بوك”، أن “مشعل” عبّر بوضوح عن رسالة الحركة وأهدافها واستراتيجيات عملها وسياساتها، وعلاقة الجناح السياسي بالعسكري، وغيرها من القضايا بصورة سلسلة، وموضوعية، دون إفراط أو تفريط.

وعبر “قنيطة” عن إعجابه بحديث مشعل عن أحلامه وتطلعاته، حين قال إن أسمى أمانيه بعد تحرير فلسطين “أن يختم الله له بالشهادة، وأن يلقى الله مسلماً مؤمناً”، عادًّا ذلك ممارسة للرسالة الدعوية والتعبئة الإيمانية الجهادية للملايين من المسلمين.  

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، رائد نعيرات، إن القيادي خالد مشعل يتحدث بصورة غير معهودة عن “حماس” في إطار مشهدية منفتحة في علاقاتها الوطنية والإقليمية، وتشير لشخصية واقعية قادرة على التقاطع مع الآخرين.

ويرى، في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن مشعل يقدم نفسه كشخصية وطنية يغلب عليها البعد الوطني، أكثر من البعد الحزبي، مؤكداً  أنه لا اختلاف أو فجوة كبيرة في مواقف الرجل عامة، قديماً وحديثاً، لكن الاختلاف اليوم في طريقة عرض الصورة  واللغة التي يتحدث بها الرجل.

وأكد “نعيرات” أن إطلالة مشعل الإعلامية تقدمه كشخصية جمعية فلسطينية تصلح  لتكون في مواقع خارج الدائرة الحزبية، مشيراً إلى أهمية “مشعل” كشخصية قيادية لعبت أدوارا متقدمة في القضية الفلسطينية، وله رؤيته السياسية التي تنعكس إيجاباً على القضية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حزب الله يدك حيفا بـ 100 صاروخ

حزب الله يدك حيفا بـ 100 صاروخ

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام وجه حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، ضربة صاروخية كبيرة على مدينة حيفا والكريوت، ضمن سلسلة عمليات دعماً لشعبنا...

65% من المؤسسات الصحية بغزة خرجت عن الخدمة

65% من المؤسسات الصحية بغزة خرجت عن الخدمة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة في غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف 65% من المؤسسات الصحية في القطاع، وتعمد حرمان آلاف المرضى...