الأحد 05/مايو/2024

اللمز بوحدة المقاومة الفلسطينية.. من المستفيد؟!

اللمز بوحدة المقاومة الفلسطينية.. من المستفيد؟!

على مبدأ ” فرّق تسُد”، تسعى السياسة الإسرائيلية، وجهات أخرى لدق الأسافين بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من أجل التفرد بفصيل دون آخر؛ في محاولة لشق الصف وإضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية.

لكن غرفة العمليات المشتركة فوّتت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي، فهي تضم الأجنحة العسكرية الفلسطينية وتنسّق وتتعاون وتتبادل المعلومات الاستخبارية، وتوقيت إطلاق الصواريخ.

وما أن تبدأ جولة قتال مع الاحتلال حتى تبدأ بعض الجهات وبترتيب مسبق لتلمز في وحدة المقاومة في محاولة منها لإحداث فجوة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي.  

ورفض الناطق باسم حركة “حماس” فوزي برهوم، أي مزاعم من شأنها الحديث عن تحييد الحركة عن المواجهات الأخيرة ضد عدوان الاحتلال على قطاع غزة، عادًّا أن مزاعم الاحتلال في هذا الشأن “دس للسم في العسل”.

وقال فوزي برهوم، في حديث صحفي: إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائما لإحداث “وقيعة” بين أبناء المقاومة الفلسطينية من خلال نشر الدسائس بينهم.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي “لا يعرف كيف تُدار الأمور داخل غُرف القيادة الفلسطينية المشتركة، ولا يُدرك حجم التنسيق بين أبناء الشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن قيادات الاحتلال تسعى للحصول على معلومات حول إدارة العمليات القتالية والتفاصيل الحساسة حول كيفية إدارة المعركة بـ”ذكاء”.

وتابع “قلنا بوضوح: إن حماس جزء من غرفة القيادة المشتركة مثلها مثل باقي قوى المقاومة الفلسطينية منذ سنوات”، مشيرا إلى أن تفاصيل إدارة العمليات هي مسؤولية الأذرع العسكرية وحدها، ولن تكشف لقوات الاحتلال.

الغمز واللمز
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إنه “خلال الفترات الماضية ظهرت بعض الجهات التي تقوم بمهمة أساسية؛ وهي الغمز واللمز في مشروع المقاومة تحت أحداث هنا وهناك، وآخرها ما حدث في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف القرا، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “سبق هذه المواجهة التشكيك في المقاومة ورجالها، والقيام بعمليات اغتيال معنوي لبعض قادة المقاومة”.

وأوضح القرا أن هذا عمل مخطط يجرى التجهيز له مسبقًا في أكثر من حالة وحادثة، كما حدث في الحملة الأخيرة؛ حيث يتم تمهيد الساحة عبر منصات التواصل الاجتماعي لتشويه المقاومة والنيل منها للوصول إلى غضب شعبي تجاه المقاومة بشكل أو بآخر تحت جانب الحرب النفسية.
 
وأوضح القرا أن الاحتلال الإسرائيلي بعد معركة “سيف القدس” وجد أن أحد عناصر القوة في المواجهة هي الجبهة الداخلية التي تحتضن المقاومة، وبالتالي هو يريد أن ينفض الناس عن المقاومة فيلجأ إلى عملية التشويه عبر منصات وصفحات ومواقع وأشخاص يقومون بهذه المهمة علنًا.

وقال: “يستفيد الاحتلال الإسرائيلي من مثل ذلك بشكل كبير جداً، ويسهل عليه العمل المقاوم سواء بتوفير المعلومات أو النيل من المقاومين، أو الحصول على الأهداف التي يمكن له أن يستهدفها والحصول على معلومات حولها؛ الأمر الذي يضر بالمقاومة، ويشكل خطرا كبيرا عليها”.

وطالب القرا بضرورة نبذ الفئة التي تخرج على الإعلام وتلمز المقاومة والمقاومين ويهاجمون أدواتها وأساليبها، ويعملون على بث الفرقة بين الفصائل الفلسطينية.

وتابع: “يجب أن يكون هناك إجراءات رسمية حكومية في قطاع غزة ضد هؤلاء الأشخاص، وملاحقتهم ومحاسبتهم لاعتبارات كثيرة”.

أما على الصعيد الإعلام الرقمي الفلسطيني، فشدد على ضرورة أن يتم نبذ الاشخاص الذين يحاولون دق الأسافين بين فصائل المقاومة لمنعهم من المتابعة أو التعاطي معهم كما يتم التعاطي مع صفحات “منسق الاحتلال” تماماً.

شبكة مصالح
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا: إن المقاومة عبر التاريخ كما كل الظواهر والسلوكيات لها من يدعمها ومن يقف ضدها، وذلك يعتمد على شبكة المصالح للأفراد والجماعات، والمقاومة الفلسطينية للاحتلال ليست بدعاً من ذلك.

وأشار الظاظا، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن أي احتلال لابد أن يوجد شبكة مصالح محلية وإقليمية تدعم وجوده، بل وتدافع عنه باعتبار أنها تدافع عن وجودها ومصيرها.

وأضاف: “في كل جولة مواجهة مع الاحتلال سواء في غزة أو الضفة تتحرك شبكة المصالح لتعبر عن طبيعتها المتماهية مع مصالح الاحتلال، ولكن بلسان عربي وبلغة براغماتية تزين الخيانة والتبعية للاحتلال على أنها مصلحة للعيش بسلام تحت بساطير الاحتلال وحماية الدولار الأمريكي”.

وأكمل الظاظا: “هؤلاء هم المستفيدون من ضعف المقاومة ومحاولات إضعاف وحدتها بالغمز واللمز بجهودها ورموزها وخياراتها في إدارة المعركة في مع الاحتلال”.

وعبّر المحلل السياسي أن الخيار للخروج من هذه الحالة للفلسطينيين يأتي بتعزيز وحدته تحت راية المقاومة؛ “فليس غاية أفضل من التوحد من أجل الحرية الأبدية، والتي لا تتحقق إلّا بزوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

وقال: “لا مستقبل للفلسطينيين مع وجود الاحتلال، بل ولا يمكن بناء استقرار سياسي أو تنمية اقتصادية أو حتى رفاهية اجتماعية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات