الخميس 03/أكتوبر/2024

مخيم إربد.. معاناة ممتدة من عمر النكبة

مخيم إربد.. معاناة ممتدة من عمر النكبة

لا ترى في عيون قاطنيه سوى الحنين إلى الوطن السليب، ويؤمنون بعودة قريبة وإن طال أمدها رغم ليل الاحتلال ووجع اللجوء والغربة.

مخيم إربد للاجئين الفلسطينيين شمالي عمان قرب مدينة إربد، كان وما يزال عنوانًا لقصة اللجوء الفلسطينية، وأنشئ المخيم عام 1951م، ولجأ إليه الآلاف من الفلسطينيين في أعقاب النكبة، بعد هجرة معظمهم إلى المملكة الأردنية إبان نكبة 48 م.

بيوتٌ مبنية بصفوف متوازية وأخرى عشوائية، هذا ما تراه حين التجول في زقاق المخيم الضيقة، فبؤس المكان يشي بمعاناة لا توصف. مساحة المنازل في المخيم لا تتجاوز 80 مترًا مربعًا، الحياة هنا بائسة.

معاناة ممتدة
شريف، أحد سكان مخيم إربد، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن المخيمات مكان معاناة عانى فيها جيل اللجوء الأول الغربة عن الوطن، لتنقل المعاناة إلى الجيل الحالي، وبقي الفقر عنوانًا في المخيم.

ويسكن مخيم إربد اليوم نحو 30 ألف نسمة على مساحة تقدر بـ 144 دونما، بحسب رئيس لجنة خدمات المخيم محمود يوسف في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام“.

وقال يوسف إن نحو 90% من أهالي المخيم يعملون في مهن حرفية، وقليل منهم يعملون في وظائف حكومية.

وإثر عمل معظم أبناء المخيم في أعمال حرفية فإنهم يعتمدون في إنفاقهم حسب دخلهم اليومي الزهيد، الأمر الذي انعكس سلبا على الأهالي، ورفع نسبة الفقر إلى 75%، وارتفاع البطالة إلى معدلات قياسية، وفق يوسف.

ويوجد في المخيم مركزٌ صحيٌّ واحد يتبع “أونروا” ويقدم خدمات صحية، إضافة لتوجيه بعض الأهالي إلى العلاج في المراكز الصحية الحكومية، ومن  يزيد عمره عن 60 عامًا فإنه يخضع للتأمين الصحي الحكومي.

يقول يوسف لـ”المركز“: أونروا تقصر خدمات النظافة في الفترة الصباحية، وهذا يؤدي إلى تراكم النفايات مساءً نتيجة توقف عمال النظافة، وبالتالي انتشار الحشرات والقوارض في المخيم.

“الأستاذ خالد” وهو اسم مستعار لأحد العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المخيم انعكست سلبا على التعليم، فالواقع الصعب فرض على الأهالي عمل أبنائهم في سن مبكرة، ما دفع بعضهم لترك المدارس وضعف التحصيل العلمي للآخرين.

يضيف أن أبناء المخيم يتسمون بالذكاء، وأنه رغم الفقر الشديد إلا أن الكثير منهم حصل على شهادات ودرجات علمية عليا: “الكثير لم يستسلم للفقر، ولم يثنهم عن مواصلة الدراسة، والحصول على معدلات عالية”.

ويوجد في المخيم مدرستان للإناث، ومدرسة واحدة للذكر، نتيجة لإقبال الإناث الكبير على التعليم، موضحًا أنه يوجد في الفصل الواحد 40 إلى 50 طالبًا، ما يشتت انتباه الطلبة، ويؤثر على تحصيلهم وسلوكهم.

نادٍ رياضي
ويوجد في المخيم نادٍ رياضي واحد وهو “نادي الجليل الرياضي” الذي كان يسمى قديما بنادي مخيم شباب إربد قبل عام 1987، ويعد المتنفس الوحيد لشباب المخيم.

ورغم عدم وجود ناد آخر، إلا أن رئيس النادي عاطف النجار قال لمراسلنا إن الاقبال على النادي ضعيف جدًّا، بسبب عوامل وظروف أبرزها سيطرة بعض المجموعات على النادي، وبالتالي عزوف الفئات الشبابية الأخرى.

وأشار إلى أنه يضم لجان أيتام، ويشمل النشاطات الرياضية كافة، ويؤدي مسؤولية مجتمعية، ويوفر ما يلزم لمنتسبيه دون أي أعباء مالية.

وأكد أن النادي يضم 150 لاعبًا من عمر 9 سنوات وحتى 19 عامًا، ويم تخريج لاعبين يمثلون النوادي الأردنية المختلفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات