عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

الصحفي عصيدة.. 22 عيدًا بعيدًا عن العائلة

الصحفي عصيدة.. 22 عيدًا بعيدًا عن العائلة

لم يكن خبر تجديد الاعتقال الإداري بأمر من محكمة الاحتلال العسكرية في سالم بحق الأسير الصحفي محمد نمر عصيدة (39 عامًا) من نابلس، إلا وجعًا جديدًا يضاف للأسير وعائلته التي كانت تتمنى أن يمضي العيد معها.

هذا ليس العيد الأول الذي يبعد الاحتلال فيها الصحفي عصيدة عن عائلته وأطفاله، بل سبقه 21 عيدًا داخل سجون الاحتلال.

تقول نهيل عصيدة، زوجة الأسير محمد عصيدة: إن زوجها حرم من المشاركة في العديد من المناسبات العائلية والاجتماعية والأعياد التي تأتي، ويتمنى أطفاله أن يكون بينهم.

طفل لم يرَ أباه

وتضيف عصيدة، أن لهما 5 أطفال، ثلاثة منهم رزق بهم محمد وهو في غياهب السجون، وليس آخرهم نجله “زيد” الذي رزق به قبل 6 أشهر وهو في السجن، ولم ير أحدهما الآخر حتى اللحظة.

وأوضحت عصيدة أن أطفاله “نمر ورهف وزيد” جاؤوا هذه الحياة وهو في السجن، وحرم من مشاركة زوجته طقوس الولادة وتجهيزاتها وأعباءها وفرحه بأولاده لحظة قدومهم لهذه الدنيا، ما أثر سلبيًّا عليها وعلى وضعها النفسي.

وبيّنت أن الأطفال كبروا وهم يعرفون والدهم عن طريق الصور أو صدى صوته أحيانا حينما يتاح له التواصل بالهاتف، وحرم محمد من مشاركة أطفاله أغلب لحظات حياتهم، كمشاركتهم أول كلمة وأول خطوة أو أول يوم ذهبوا به إلى الروضة أو المدرسة أو المسجد، وأعياد ميلادهم وتخرجهم في الروضات.

وأشارت إلى أن نجله البكر “نمر” أول مرة رأى فيها والده كان يبلغ من العمر شهرين، في محكمة سالم العسكرية، وحينها رفض القاضي العسكري، أن يسمح لوالده بأن يحتضنه أو حتى أن يقترب منه.

وتتابع: “رهف كذلك لم ترَ والدها ولم يرها هو الآخر إلا بعد الإفراج عنه من أحد اعتقالاته الماضية، وكانت تبلغ من العمر 10 أشهر؛ حيث كانوا ممنوعين من الزيارة في حينها”.

وترى عصيدة أن أكثر ما يخشاه محمد دوماً هو عدم تعرف أطفاله عليه حين يُفرج عنه؛ فتلك لحظة محزنة يعيشها الأسرى تترجم سنوات القهر والعذاب في السجون.

ألم ومعاناة

“نهيل” التي بالكاد تتأقلم مع غياب زوجها تقول: إن هذا الاعتقال مختلف نوعًا ما وخاصة أن العامل النفسي يخيم على الأهل والأولاد، وقبل انتهاء المدة وقبل التجديد كانت العائلة على أعصابها، بين الأمل بالحرية والفرج والخوف أن يمدَّد اعتقاله لتتنغص عليهم فرحتهم.

وذكرت أن أولادها كانوا ينتظرون لحظة الإفراج عن والدهم، ويخططون للخروج والتنزه معه والذهاب لزيارات وصلاة العيد معه، لكن تلك الآمال تبددت بتجديد اعتقاله.

وأكدت عصيدة أن رسالتهم للاحتلال بأن حياتنا مستمرة، وأفراحنا وأعيادنا ستستمر، رغمًا عن أنف المحتل وتمديداته واعتقالاته.

ونبّهت لأنها وزوجها يبذلان قصارى جهدهما في رفع معنويات أطفالهما، ومسح دموعهم وتلبية كل ما يطلبونه وتعويضهم ولو بشيء يسير عن حرمانهم من والدهم الذي لن يسد مكانه أي أحد.

اعتقاله الأخير

وفي الثاني عشر من مايو/ أيار من العام الماضي اعتقل الاحتلال الصحفي عصيدة، وحوّله فورًا للاعتقال الإداري دون تهمة ولا محاكمة.

وبعد انتهاء المدة المقررة لذلك الاعتقال، مدد الاحتلال من جديد اعتقاله الإداري لأربعة أشهر قابلة للتجديد، فالأسير الإداري مرهون بمزاج مخابرات الاحتلال في هذه الحالة، وقبل أيام جاء تمديد اعتقاله مرة أخرى قبيل العيد.

عراقيل وتحديات

ورغم الاعتقالات المتكررة، فقد استطاع الأسير محمد إنهاء دراسته للحصول على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام خلال عشر سنوات.

ونهشت الاعتقالات من حياة الأسير عصيدة قرابة تسع سنوات، معظمها في الاعتقال الإداري، أي بلا تهمة ولا محاكمة، في حين اعتقلته أجهزة السلطة قرابة العشر مرات.

ورغم هذه التحديات استطاع محمد أن يثبت نفسه، وأن يحوّل محنته إلى منحة، فحصل على شهادة الدراسات العليا في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس، وتبقى له مناقشة رسالة الماجستير، وينتظر الإفراج ليكمل مشروعًا له.

وتؤكد زوجته نهيل عصيدة أنه ما دام هناك احتلال لأرضنا ومقدساتنا سيبقى مسلسله الغاشم من قتل وهدم وتشريد واعتقال، وسيبقى مسلسلنا في الثبات على الحق ونصرته وعدم التراجع والصمود والتحدي.

وأردفت: “ندعو الله أن يمن على محمد بالفرج القريب والعاجل، وعلى كل الأسرى والأسيرات، وأن تتحرر فلسطين من براثن هذا المحتل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات