الإثنين 06/مايو/2024

مليون حاج على جبل عرفات لأداء الركن الأعظم

مليون حاج على جبل عرفات لأداء الركن الأعظم

بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ صباح اليوم الجمعة التوافد إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم، بعدما قضوا -أمس- يوم التروية في مشعر منى قرب مكة المكرمة اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي أجواء المشاعر المقدسة، ارتفعت أصوات حجاج البيت الحرام، معطرينها بالتكبير والتهليل ومختلطة نبراتهم الضارعة بدموعهم الهادرة يرتجون وراءها المغفرة، والعودة كيوم ولدتهم أمهاتهم، متوجهين اليوم التاسع من ذي الحجة للوقوف بجبل عرفة الركن الأعظم للحج.

وبمجرد أن وصلوا إلى عرفات جلس ضيوف الرحمن، وصلى البعض، وانهمرت دموع آخرين، والتقط البعض صورا ذاتية (سيلفي) لتوثيق هذه اللحظات المهمة في حياتهم، وتوجه بعض الحجاج إلى مسجد نمرة حتى يضمنوا أماكن لهم للاستماع إلى خطبة عرفات التي سيلقيها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى.

ويتدفق ضيوف البيت الحرام إلى صعيد عرفات ليشهدوا الوقفة الكبرى، ثم ينفرون مع مغيب الشمس إلى مزدلفة، ويعود الحجاج إلى منى صبيحة غد العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة «أقرب الجمرات إلى مكة»، والنحر للحاج المتمتع والمقرن فقط، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

وبحسب “العربية”، هيأت السلطات 9500 حافلة لنقل 800 ألف حاج، عبر تخصيص 7 مسارات من منى إلى مشعر عرفات، وفق آلية ترددية حتى صباح اليوم الجمعة، في حين سينقل 200 ألف حاج عبر قطار المشاعر.

وصباح الخميس، بدأ حجاج بيت الله الحرام التوافد إلى مشعر منى قرب مكة المكرمة لقضاء يوم التروية، وسط إجراءات أمنية وصحية مشددة في أول موسم للحج بعد جائحة كورونا.

وفي اليوم الثامن من ذي الحجة، الذي يسمى “يوم التروية”، يغتسل الحاج ويحرم (إذا كان متمتعا، أما المفرد والقارن فيبقيان على إحرامهما الأول ولا يتحللان منه) ويخرج إلى منى ويبيت بها ويكثر فيها من التلبية، ويصلي فيها الصلوات الخمس، يصلي الرباعية منها ركعتين فقط (الظهر والعصر والعشاء).

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.

ويعدّ مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، ففيه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمرات، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنّته يرمون الجمرات ويذبحون هداياهم ويحلقون.

أكبر موسم بعد كورونا
وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا، منهم 850 ألفا أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد الكبير بسبب الوباء.

والحج هذا العام، الذي اختير المشاركون فيه بالقرعة، هو أكبر بكثير من الموسمين السابقين في عامي 2020 و2021، ولكنه لا يزال أصغر من الأوقات العادية.

ففي عام 2019 شارك نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في مناسك الحج السنوية، وهو واحد من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة لا بد للمسلمين القادرين من تأديتها مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

لكن بعد ذلك، أجبر تفشي فيروس كورونا السلطات السعودية على تقليص أعداد الحجاج كثيرًا، فشارك 60 ألف مواطن ومقيم في المملكة طعموا بالكامل في عام 2021 في مقابل بضعة آلاف في عام 2020.

ويقتصر حج هذا العام على الفئة العمرية الأقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية من لقاحات كورونا المعتمدة في وزارة الصحة السعودية.

واشترطت السلطات على الحجاج من خارج المملكة تقديم نتيجة فحص فيروس كورونا سلبية لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة.

أعمال الحجاج في يوم عرفة
يوم عرفة وهو يوم عظيم يؤدي فيه الحجاج الوقوف بعرفة ركن الحج الذي يتوقف على فواته بطلان الحج، ويؤدي فيه الحاج التالي:

أولًا: الوقوف بعرفة: ويخرج الحاج في هذا اليوم من منى بعد صلاة الفجر متوجها إلى عرفة، وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، ويسمع خطبة عرفة ويصلي الظهر والعصر جمع تقديمًا، ثم يدخل عرفة فيقف بعرفة مراعيًا مبتهلًا، ويستمر في الوقوف إلى غروب الشمس، ولا يخرج من عرفة قبل الغروب، ويتوجه إلى الله في وقوفه خاشعا ضارعا بالدعاء والذكر والقرآن والتلبية.

ثانيًا: المبيت بالمزدلفة إذا غربت شمس يوم عرفة يسير الحاج من عرفة إلى المزدلفة، ويجمع بها المغرب والعشاء تأخيرًا، ويبيت فيها، ثم يصلي الفجر ويقف للدعاء، ويستمر واقفا يدعو ويهلل ويلبي حتى يسفر جدًّا، لينطلق إلى منى، ويستحب له أن يلقط الجمار «الحصيات الصغار» من المزدلفة، ليرمي بها، وعددها سبعون، للرمي كله، وإلا فسبعة يرمي بها يوم النحر.

متى يبدأ الوقوف بعرفة؟

ويبدأ الوقوف بعرفة منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، وحتى طلوع فجر اليوم الذي يليه؛ والذي يُسمّى بيوم النَّحر، وهو يوم العيد، وينهي فيه الحُجّاج وقوفهم على عرفة، واسم هذا اليوم مُركَّب من كلمتَي: يوم، وعرفة، أما كلمة يوم فتدل على زمان مُخصَّص، وتدل كلمة عرفة على مكان مُعيَّن مُحدَّد، ولهذا المكان مكانة عظيمة؛ لتعلُّقه بشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي الوقوف بعرفة في موسم الحَجّ، وورد ذِكره بلفظ عرفات في قوله -تعالى-: «فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ».

قال الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء: إن الوقوف بعرفة يكون في اليوم التاسع من ذي الحجة، ويبدأ بعد الزوال -الظهر- وهو وقتٌ صحيحٌ للوقوف بعرفة.

وأوضح الشيخ علي فخر، أن وقت الوقوف ينتهي بطلوع فجر يوم النحر، وأن مَن جمع في وقوفه بعرفة بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام ولا شيء عليه، وأن من وقف بعرفة ليلة النحر فحجه صحيح، مضيفًا: “فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات