عاجل

الثلاثاء 07/مايو/2024

السّنان.. مهنة قديمة تنتعش في عيد الأضحى

السّنان.. مهنة قديمة تنتعش في عيد الأضحى

ما إن يطل عيد الأضحى المبارك؛ حتى يبدأ موسم خاص ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر؛ لتحصيل رزقهم عبر سنّ السكاكين والسواطير والبلطات التي تساعد الناس في ذبح وتقطيع الأضاحي.

وبمجرد أن يصل السّنان محمود النجار إلى مكانه المخصص له وسط السوق الشعبي في سوق خان يونس منذ ساعات الصباح، حتى يبدأ المواطنون بالإقبال على بسطته المتواضعة التي جهزها بالأدوات اللازمة لعملية السنّ.

ويسارع الناس إلى سنّ وتفحص سكاكينهم قبيل عيد الأضحى المبارك من أجل شحذها وإعادة قوتها في الذبح، أو صيانتها لتتمكن من تقطيع لحوم الأضاحي بسهولة ويسر.

ويرتدي الشاب محمود زيه الخاص بمهنة السّنان؛ جالساً على كرسيه المهترئ ليشمر عن ساعديه ويبدأ بحمل السكاكين التي تحتاج للسنّ ويضعها بالترتيب بسبب ازدحام المواطنين على البسطة.

وعلى الرغم من منظر بعض السكاكين المتهالك، إلا أن يد السّنان تجعلها حادة وتغير من مظهرها لتصبح حادة كالسيف، مستغلاً خبرته في العمل منذ سنوات طويلة.

ويعمل السنان بحذر شديد لتجنب الشرار المتطاير من المسنّ، وأيضا من السكين التي قد تجرح يده في أي لحظة حال غفل عنها.

ويقول النجار: إن عمله في سن السكاكين حديثاً يمر في ثلاث مراحل؛ أولاً مسح السكين عبر الحجر الدائر “الجلخ”، ومن ثم تمرير السكين عدة مرات يميناً ويساراً على حجر الزيت، وأخيراً كذلك على “المستحد”.

ولفت إلى أن سن السكين كان في الماضي  بشيكل واحد، أما الآن فأصبح سعر سن السكين أو الساطور 2 إلى 3 شواكل بحسب نوع السكين وحجمها، وأن أسعار السكاكين أيضاً تختلف حسب جودتها، فهناك سكاكين تباع بخمسة شواكل، وهناك سكاكين ذات الجودة الممتازة تصل لـ 30 شيكلا.

وتحتاج مهنة “السنانة” إلى تركيز شديد وثبات في اليد أثناء وضع السكين على الحجر وإدارته ووضع السكين عليه، وفي الوقت الذي يدور فيه القرص أسفلها يحدث احتكاك بينهما ما ينتج عنه شرارات من النار قد تصيب العامل في عينه.

ويضيف: “تتطلب هذه المهنة انتباهًا ويقظة، حيث إن لكل سكين طريقة في السن تتناسب مع طبيعة الشيء الذي تستخدم فيه، لذلك نعمل بكل حذر، حتى لا نتعرض للخطر”.

ويضيف: “على الرغم من الوسائل الحديثة في سن السكاكين والآلات الحادة فإن كثيرين في غزة يفضلون عملية السن بالطرق التقليدية عوضاً عن الطرق الحديثة”.

ووسط السوق الشعبي يجلس الشاب محمد أبو عجلان على بسطته المليئة بأشكال وأنواع السكاكين ومعدات الذبح الخاصة بعيد الأضحى المبارك.

ويقول أبو عجلان: إن الوضع الاقتصادي صعب جداً في قطاع غزة، ويحاول أن يحصل قوت يوم أسرته عبر هذا الموسم الذي يشارف على الانتهاء ويعود إلى البطالة بعدها.

ويأمل الشاب الثلاثيني أن يتغير الواقع المعيش في قطاع غزة، لكي يتمكن من تأمين لقمة العيش لعائلته الصغيرة، لافتاً إلى أن الحصار أنهك الجميع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات