الثلاثاء 16/أبريل/2024

تغريدة القسام.. هل تدفع إسرائيل الثمن قريبًا؟!

تغريدة القسام.. هل تدفع إسرائيل الثمن قريبًا؟!

يماطل الاحتلال الصهيوني في ملف قضية جنوده الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، محاولاً التهرب من دفع استحقاقات جديدة للمقاومة التي استطاعت انتزاع أكبر صفقة أسرى داخل فلسطين المحتلة قبل نحو عقدٍ من الزمان، والتي عُرفت باسم صفقة “وفاء الأحرار” أفرجت فيها المقاومة عن 1027 أسيرًا وأسيرة مقابل جندي “إسرائيلي” واحد.

مماطلة الاحتلال في ملف جنوده المأسورين لدى المقاومة تأتي من باب مكابرة قيادة الاحتلال وعدم إقرارها بإمكانية أن يكون الأسرى الذين تتحدث عنهم المقاومة أحياء؛ خاصة أولئك الذين أسرتهم خلال معركة “العصف المأكول” في صيف عام 2014، لكن شجاعة المقاومة وجرأتها في تحريك الأوراق وتفكيك الغموض دفعها إلى الكشف، أمس، عن تدهور صحة أحد الجنود الأسرى لدى المقاومة.

وفي تصريح مقتضب، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة: “نعلن عن تدهورٍ طرأ على صحة أحد أسرى العدو لدى كتائب القسام، وسننشر خلال الساعاتِ القادمة بإذن الله ما يؤكد ذلك”.

ولم يقدم الناطق باسم القسام أي تفاصيل إضافية عن هوية الأسير الصهيوني الذي تدهورت حالته؛ حيث توقع مراقبون ومحللون في أحاديث منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ يخلط هذا الإعلان الأوراق في الأروقة السياسية الإسرائيلية، ويزيد من الأزمة المشتعلة بين الأحزاب الإسرائيلية، حيث يفضح هذا الإعلان الساسة الإسرائيليين الذين لم يقدموا شيئاً لعائلات هؤلاء الأسرى حول أوضاعهم، ويكتفون بالقول إنه ليس هناك أحياء بين هؤلاء الجنود.

مركز حدث

المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني مأمون أبو عامر، توقع أن تشكل تغريده “أبو عبيدة” حول تدهور صحة أحد جنود الاحتلال الأسرى مركز الحدث لأيام طويلة قادمة، متوقعًا أن تزداد تبعات الأمر مع حجم ردة فعل ذوي الجنود الأسرى.

وتوقع أبو عامر في حديثه لمراسلنا أن يدفع الأمر إلى تحركات كبيرة للوسطاء في الساعات القريبة، وقال: “هذا الإعلان سيضع ملف الأسرى على طاولة رئيس الوزراء المكلف، وقد يشكل الحدث الأساسي في الشارع الإسرائيلي، ما يقلب جدول أعمال الشارع الإسرائيلي من مشكلة الحكومة إلى مشكلة مصير الجنود”.

ويعتقد المحلل الفلسطيني أنّه قد يكون من الصعب على رئيس الوزراء الحالي التحرك في هذا الظرف السياسي، “لكن لديه فرصة كبيرة لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق على الأقل بوضع الأسير المقصود بالأمر”، وفق قوله.

ويضيف: “قد يجد رئيس الحكومة نفسه أمام خيارات صعبه لكنها محتملة، أعتقد أن تكلفتها ستكون محتملة مقارنة بالتكلفة السياسية لو حدث أن توفي الأسير”.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تصرّح فيها كتائب القسام حول حالة أحد الجنود الصحية، وتؤكد فيها حقيقةً أنّ هناك جنودًا أحياء داخل الأسر لدى المقاومة في غزة.

ويشير أبو عامر إلى أنّ المجتمع الإسرائيلي ليس لديه استعداد لتقبل تكلفة التضحية بالجنود، في الحروب، وبالتالي سيكون من الصعب التفكير بالدخول في معركة عسكرية للضغط على حماس، مرجحًا الكفة لمصلحة البحث عن مخرج من الأزمة بعيدًا عن المواجهة العسكرية، ومضيفًا: “إسرائيل بحاجة للهدوء في ظل التحضيرات لاستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن”.

ويعتقد الأكاديمي الفلسطيني أنّ أي تقدم باتجاه حلحلة ملف الأسرى منوط بمعطيات تنقل عبر الوسطاء بشرط أن يكون المقصود هنا شاؤول أرون أو هدار جولدن.

تمييز عنصري

لم تكشف كتائب القسام عن أي تفاصيل أخرى حول الجندي الأسير الذي طرأ تدهور على صحته، وهو ما يجعل الكيان في حالة تخبط وإرباك من التحرك باتجاه تحريك الملف من عدمه، ويشعل فتيل أزمة جديدة داخل الكيان.

ولهذا يؤكد المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أنّ التحرك بملف الجنود الأسرى منوط بأن يكون أحد هؤلاء الجنود هدار جولد، أو شاؤول أرون، فإن كان كذلك فإنّه سيخلط الأوراق فعليًّا خلطًا غير مسبوق داخل الكيان.

ويعتقد أبو عواد في حديثه لمراسلنا أنّ هذا الإعلان هو إقرار بكذب الساسة في دولة الاحتلال، وفقدان الثقة بالمؤسسة الأمنية، وسيكون بمنزلة استمرار تراجع الحافزية للتجنيد.

ويشير المحلل السياسي إلى أنّ هذا الإعلان من شأنه أن يطلق حراكًا جماهيريًّا سيستمر في “إسرائيل” لحين إبرام الصفقة، متوقعًا أن تتحقق الصفقة بسرعة ما بين 12 إلى 18 شهرًا، ومرجحًا أن تكون الصفقة هي الأضخم في تاريخ الصراع.

سكب الزيت على النار

الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات علّق على صفحته على فيسبوك يقول: “بعد التغريدة بخصوص الوضع الصحي لأحد أسرى العدو؛ حرصت المؤسسة الرسمية والإعلامية الإسرائيلية على نشر صورتين فقط لا غير عند الحديث عن الخبر أو التعليق عليه، وهما صورة منغستو والسيد، وركزت على تصدير التغريدة على أنها تأتي في إطار الضغط والحرب النفسية”.

وأضاف: “لو خرج شيء يعاكس هذا الاتجاه الرسمي والإعلامي الإسرائيلي ستكون الأمور مليئة بالمفاجآت، التي تشبه الحالة الإسرائيلية حاليًّا، وستكون كمن سكب البنزين على النار المشتعلة، في عز الصيف السياسي الإسرائيلي اللَّاهب، الذي ظهر فيه أيضاً الجندي الذي حرق نفسه قبل عام تقريباً ايتسيك سعيديان احتجاجاً على تعامل قيادة الجيش السيئ جدًّا مع مصابي ومعاقي الجيش في فترة حرب 2014 على غزة، وقال في مؤتمر عقد لدعمه؛ أن هدفه هو إسماع صوت كل مصابي الجيش، حتى لو استدعى الأمر حرق نفسه مرة أخرى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات