الإثنين 29/أبريل/2024

فيديو الجندي السيد.. صورة إنسانية مشرفة للمقاومة الفلسطينية

فيديو الجندي السيد.. صورة إنسانية مشرفة للمقاومة الفلسطينية

في حين يقاسي الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي الآلام والأوجاع والمرض في زنازين القهر دون أي علاج، ظهر الجندي الإسرائيلي هشام السيد في فيديو القسام وهو يتلقى العناية والرعاية الطبية دون أي انتقاص.

وفي هذه الأيام، يعاني الأسير خليل عواودة من وضع صحي حرج، دون أن تقدم له مصلحة سجون الاحتلال أي رعاية صحية تذكر، وهو الذي أضرب عن الطعام 117 يومًا، قبل أن يفك إضرابه بناء على وعود بالإفراج عنه قبل أن تخل “إسرائيل” بالاتفاق معه وتجدد له الاعتقال الإداري.

وبالعودة لأيام قليلة ماضية، كشف مركز أسرى فلسطين للدراسات أن 22 أسيراً داخل سجون الاحتلال يعانون من مرض السرطان بمختلف أنواعه، بعضهم معتقل منذ 15 عاماً، دون أن تقدم لهم إدارة السجون علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية سوى المسكنات الأمر الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتهم، ويعرضهم للموت في أي لحظة.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر، أن الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال حياتهم مهددة بالخطر؛ نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة، وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط، حتى لا يتحمل مسؤولية وفاتهم داخل السجون، ويعدّ مرض السرطان السبب الأول في استشهاد الأسرى الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون.

وسجلت الحركة الأسيرة منذ عام 1967 وحتى اليوم 227 شهيدا، منهم 72 أسيرا ارتقوا نتيجة للإهمال الطبي.

ويعاني أكثر من 500 فلسطيني داخل سجون الاحتلال من أمراض مختلفة، منهم العشرات من ذوي الإعاقة ومرضى السرطان. 

وتشير إحصائيات مؤسسات حقوقية إلى وجود 26 أسيرة فلسطينية مريضة تعانين أمراضا متعددة ومشاكل صحية، كأمراض القلب والغدة الدرقية والسكري والضغط، ومشكلات المعدة والأسنان، والعظام والعيون، إضافة إلى وجود 7 أسيرات جريحات تعرضن لعنف مباشر أثناء اعتقالهن. 

يشار إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ نحو 4650 منهم 34 سيدة، ونحو 160 طفلا. 

ولا تعدّ سياسة الإهمال الطبي سياسة حديثة على سلوكيات الاحتلال؛ فهي قديمة وجزء من بنية العقل العنصري الصهيوني، ولا تقتصر على الأسير وهو في المعتقل، وإنما تمتد إلى حياة الأسرى بعد الخروج من السجن، حيث ارتقى العديد من الشهداء بعد تحررهم من الأسر نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرضوا له أثناء مدّة الاعتقال وتفاقم لعدم تلقيهم العلاج اللازم في حينه. 

 

محمد عوض -وهو متخصص شرعي وأستاذ للحديث الشريف في جامعة الأقصى بغزة- قال: “في ضوء قراءتنا لتعامل المقاومة الفلسطينية مع الجندي الأسير السابق لديها جلعاد شاليط، وقد حافظت على صحّته الجسدية والنفسية، فإنه يمكن لنا تصوّر الحالة التي عليها الأسرى الأربعة إذا كانوا كلهم على قيد الحياة، وذلك أنّ كتائب القسام تستلهم في تعاملها مع الأسير منهاج الإسلام الذي يحضّها على احترام كينونته وإنسانيته، ومعالجته إذا مرض، وتقديم ما يلزم له من أجل ذلك حفاظًا على حياته، وهي مأمورة في ذلك من جهة أنّ الحفاظ على الأسير حفاظٌ على الصفقة المنتظرة التي توجب على الاحتلال دفع الثمن”.

وأضاف في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن اهتمام بصحّة الأسير إذن يرجع لهذين الجانبين معًا؛ وهما أسرانا لدى العدوّ الذين يُستخدم هؤلاء الأسرى ورقةً لإخراجهم من سجونهم، والثاني أنّ ميدان المعركة التي يجوز فيها القنص والإصابة والكمين ونحو ذلك، ليست كميدان الأسر الذي يجب فيه السريّة والكتمان والحفاظ على ورقة القوة التي بين أيدينا لاستخدامها في الوقت المناسب”.

ونشير هنا إلى مسألة شرعية أخرى؛ وهي أنّ أي وسيلة تحافظ على أمن الإخوة في وحدة الظلّ وسريّة أحوال الأسرى لديهم ومكانهم واجبٌ استخدامُها بعد إنعام النظر فيها من جميع نواحيها حتى لا تقدم ثغرة يستطيع العدو أو أعوانه المجرمون من خلالها أن يخترقوا هذا الجدار المتين، حسب عوض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات