الحصاد البائس لحكومة الاحتلال بعد عام على تشكيلها
في مثل هذه الأيام، وقبل عام بالضبط، أدت الحكومة الإسرائيلية اليمين الدستورية في نهاية أمسية درامية في الكنيست، وتولى الوزراء الجدد مهامهم بسرعة، وبدأوا بإصدار الوعود للجمهور الإسرائيلي، صحيح أن عامها الأول اتسم باستقرار نسبي، لكن نقطة التحول فيه بدأت مع سلسلة الاستقالات المتلاحقة من الائتلاف ومكتب رئيسه، ومنذ تلك اللحظة بدأت مشاكل كبيرة في الظهور.
من الواضح أن تغيير حكومة نتنياهو التي استمرت 12 عامًا متواصلا، قد يشكل بحد ذاته إنجازًا لحكومة بينيت-لابيد، لأنهما نجحا في استبدال نتنياهو، الذي أصبح رمزا للتخريب الحكومي، وتراكم سلطة كبيرة في يد شخص واحد، وبعدما يقرب من ثلاث سنوات دون إقرار ميزانية الدولة، تمكن الائتلاف الناشئ لتوه من إنجازها.
هذا الإنجاز الخارجي للحكومة لم يمنع ظهور إخفاقات داخلية، لا سيما في الائتلاف ذاته ومكتب بينيت شخصيا، مما دعه ينخرط في صراعات حزبية مع شركائه قبل خصومه، مما زاد من حدة الخلافات، وساهم في الحديث المتزايد عن تقصير عمر الحكومة.
في الوقت ذاته، يمكن الحديث عن جملة من التطورات السياسية خلال العام الأول من عمر الحكومة، أهمها تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن، لا سيما التوافق بشأن الموضوع الإيراني، مع الحفاظ على قناة مباشرة مع البيت الأبيض، بعكس ما كان عليه الحال زمن نتنياهو، وخلافاته المزمنة مع أوباما، وربما يمكن القول أن الحكومة نجحت في الترويج للولايات المتحدة بأنها مناسبة لهم، وجعل الأمريكيين يريدونها.
إقليميًّا، جددت حكومة بينيت مساعي سابقتها في تعزيز العلاقات مع الدول العربية المجاورة، وإبرام اتفاقيات جديدة، أمنية واقتصادية، وعقد قمم رئاسية، وصولا الى إقامة تحالف دفاعي إقليمي برعاية الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع دول الخليج، فضلا عن زيارات لابيد وغانتس إلى جميع دول المنطقة.
على صعيد العدوان المستمر على سوريا، حافظت حكومة الاحتلال على ما تسميه حرية عمل سلاح الجو، رغم الحرب في أوكرانيا، وبداية ظهور تباين إسرائيلي روسي بشأنها، مع الاصطفاف بجانب الغرب، وفي الوقت ذاته الحاجة للحفاظ على العلاقات مع موسكو، مع العلم أن شهر يونيو الجاري لوحده شهد تنفيذ 15 هجوما في سوريا، ورغم الإدانة الروسية، فمن الواضح أن هذا العدوان قد يستمر.
بدا لافتًا في أول عام من حكومة الاحتلال حالة التوافق الداخلية، رغم وجود تيارات سياسية عربية ومن بقايا اليسار، من تهميش القضية الفلسطينية، وتنحية قضايا الأراضي المحتلة، والمستوطنات، وسياسة الاحتلال فيها، رغم نشوب هبة الأقصى الأخيرة، والتوترات الأمنية المتصاعدة مع غزة بين حين وآخر، مما يجعل القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة حكومة الاحتلال، حتى لو سعت لإظهار تجاوزها، أو القفز عنها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أبو حسنة: تصنيف الأونروا “إرهابية” تصعيد خطير ضد اللاجئين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا بغزة عدنان أبو حسنة، إنه لا يجوز لأي دولة في العالم أن تعلن إحدى منظمات الأمم...
إدانة واسعة لمجزرة الاحتلال التي استهدفت النازحين غرب رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت هيئات حقوقية وحكومية وفصائل وجهات متعددة مجزرة الاحتلال الدامية التي استهدفت الليلة الماضية خيام النازحين في...
دعوة لتصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة لوقف حرب الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط لوقف...
حماس: لم يكن الاحتلال ليرتكب مجزرة رفح لولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح التي راح...
الإعلامي الحكومي: أكثر من 30 شهيدا في مجزرة رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، "استشهاد أكثر من 30 فلسطينيا إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي لمخيم للنازحين شمال غربي...
هل تركت العدل الدولية مخارج للاحتلال لتجاهل تنفيذ تدابيرها التحفظية؟.. قراءة قانونية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر الخبير وأستاذ القانون الدولي الدكتور محمد الموسى من التعاطي مع أوامر محكمة العدل الدولية الأخيرة الداعية لوقف...
عشرات الشهداء بمجزرة استهدفت مخيما للنازحين غربي رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاحد، مجزرة جديدة مروعة باستهداف خيام النازحين غرب مدينة رفح جنوب قطاع...